ديوان الغائبين ديوان الغائبين : جبار خضير البديري - العراق - 1956 - 1982

ولد جبار خضير عباس البديري في مدينة السماوة (محافظة المثنى - جنوبي العراق)، وتوفي في محافظة ميسان (جنوبي العراق)، ولما يبلغ ريِّقَ شبابه. عاش في العراق، وتشيكوسلوفاكيا. تلقى تعليمه الأولي في مدرسة السماوة الابتدائية (1962 - 1968)، وأكمل دراسته الثانوية في ثانوية السماوة للبنين، وتخرج فيها (1973)، قصد بعدها جمهورية تشيكوسلوفاكيا لدراسة الهندسة في إحدى جامعاتها، ولكن المرض أجبره على العودة إلى بلاده قبل استكمال تعليمه.
عمل في البناء والتشييد، وأظهر مهارة في عمله حتى شارك في الحرب العراقية الإيرانية فكانت نهايته.
كان عضوًا في جمعية المؤلفين والكتاب العراقيين في السماوة.

الإنتاج الشعري:
- له قصائد نشرت في عدد من الصحف العراقية، وله مجموع شعري مخطوط في حوزة شقيقه بمدينة السماوة.
جمعت تجربته بين القصيدتين: العمودية والتفعيلة، مقاربًا موضوعات أقرب إلى طبيعة الشاعر المستكشف للعالم والوجود وفق رؤية واقعية تميل إلى محاولة
تفسير العالم، غلب على قصائده طابع الحزن، كثر فيها مساءلة العالم والوجود، تميل قصائده إلى القصر، وتحقق الكثافة عن طريق الاستعارة التي يجيد ابتداعها.

مصادر الدراسة:
1 - عبدالرضا النجم: السماوة تاريخ ورجال - شركة السعدون - بغداد 2000.
2 - مقابلة أجراها الباحث صباح نوري المرزوك مع بعض أصدقاء المترجم له - السماوة 2007.

* خطابٌ لرجلٍ يعرف نفسه

لم تكنْ وِجهتي
شربتني الدروبْ،
كان وجهُ احتراقي نزيفًا بشريان دجلةَ
غيرَ أنّ الطقوس ارتدَتْني
جعلتْ من عذابي المضيء وجهًا
ثم أضفَتْ مساحيقَ عمرٍ جديدٍ غيّرتني
وهأنذا أشربُ الضيمَ
أحتطب الحلمَ
علّي أرى في الوجوه الكئيبات وشْمًا
علّي أحسُّ بريقَ العيونِ ينادي
فآوي دخيلاً عليهِ
وعندئذٍ يصبح الذنبُ ذنبي

وأنتَ
استدان الغبارُ رؤاك
يومَ كانت لوجهي ووجهِك
صورتان
كنت أنت المدارَ المقهقهَ حزنًا
والملوّحَ لي
كنتَ وجهي

ومذ دخل الحزنُ كأسي
ومات الحنينُ بها
توهّمت أنّا بعيدان جدّاً
وما إن شربتُ،

وجدتُ - الثمالةَ - أنتِ
لم تكن وجهتي
قذفتني الدروبُ،
أُعلنتْ ساعةُ الصفر هأنذا
موحلٌ صامتٌ فيك
موحشٌ جلدُ صمتك
أنت تدري العيونَ إذا ما فُقئَتْ
ينثني عزمُها
أنت تدري المماتَ إذا ما يؤجَّل
يفقدُ الصمتُ أبوابه
يمتطيه الشحوبْ
أنت تدري وتدري

يا وطني
أنت تعرفُهم جيّدا
يكتبون المقالاتِ لكنها
دون أسمائهم
أنت تعرفهم جيّداً
يلبسون الحقيقةَ لكنهم

لا
أطعموني المخاوفَ
عجنوا رُعبَهم ويَراعي
لا تخفْ
حبُّهم همجيٌّ
قلت يكفي
أن زيَّ الطفيلين جدُّ جميلْ
غير أن مساحاتِ أفئدتهم
يورقُ الحزنُ فيها
واحتراقاتهم
كم جميلة؟ - ماذا؟

*****

* ليس فيكم من يضيء

للذي يعرف مِنْ أين يجيء
لجنودٍ لبسوا درب الحقيقه
للذي يعتلق الحب ولو كان رديءْ
لشظايا
فرقتهم لغة التحديق في عيب الطريقه
ولرقصٍ همجي
جئت من دوامة التكنيك في عصر القمرْ
جئت من موتٍ بطيءْ
صادحًا في وجهكم
ليس فيكم من يضيءْ
ليس فيكم من يضيءْ
أجل ربما يفقد اللون وجهه، ولكن
كان في الكلام الحقيقة أوه
تجيئين لي ضحكةً يلبس الحرف وجهها - يا حقيقه
تجيئين لي غادةً تمنح الظل عزّتها
فتغدين - رغم علمهم - سلاحي
تغدين راحي يا حقيقه
أن لي فيك حرفًا لم يكن من حروفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى