ديوان الغائبين بروين اعتصامي parvin etesami - إيران - 1907 - 1941

بروين اعتصامي parvin_etesami.jpg


(16 مارس 1907 - 5 ابريل 1941)
تعد بروين اعتصامي من اهم رموز الشعر الفارسي الحديث كما قال اللغوي الفارسي علي أكبر دهخدا.، و اسم " بروين " كلمة فارسية تعني بالعربية " ثريا " ولدت في مدينة تبريز ، فقدت والدتها في سن مبكرة من حياتها، أبوها يوسف خان الأنشياني الملقب باعتصام الملك " اعتصامي " من كبار الادباء و المثقفين الايرانيين، وقد سهر على تعليمها ولقنها إلى جانب اللغة الفارسية دروسا في اللغة العربية وآدابها ، و كان يمدها بنتاجاته الأدبية التي يترجمها عن العربية والفرنسية، وقد نشرت بروين قصائدها على صفحات مجلة أدبية اسمها ( بهار ) التي كان يشرف على والدها، تفرغت بروين لدراسة اللغة والأدب الإنجليزي، وتعرفت على كبار الكتاب في إنجلترا وأمريكا، و تزوجت من ابن عمها ، توفي والدها عام ( 1937 ) وكان هذا الحدث كارثة في حياتها باعتباره معلمها ومرشدها فبكته بكاء شديدا، وتوفيت مبكرا عام ( 1941 ) م أي أنها عمرت ( 35 ).

البائسة

اشتكت طفلة صغيرة بأن نوائب الدهر تركتني يتيمة الأم
جاءت أخرى واستقرت في البيت وتحدثت عن أسلوب وسلوك آخر
حذائي الأحمر إلى عرض الحائط وارتدت ثوب أمي الحنون
باعت سواري وطوقي الذهبي واقتنت لنفسها طوقاً من الفضة والذهب
احترق إصبعي من النار ومن الماء ، بينما جعلت هي خاتماً في إصبعها
بعثت بابنتها إلى المدرسة ، وأسمتني البليدة والغبية
لقد عابت على كلامي وطعنتني بالمبضع في قلبي ليل نهار
وكلما ازددت تعباً ومشقة ازدادت هي ظلماً وجفاء
رأت دموع عيني تسيل دماً وهي ما زالت تمازح ابنها وابنتها
أخذتهما كليهما إلى ضيافة ، وأغرقتهما بالذهب والزينة
فلما رأت عيناي ذلك الطوق الذهبي نثرت اللآلي في حجري
قبّلت ابنتها أمامي لتطعنني بخنجر في قلبي
لقد عدّدت عيوبي عند أبي ، ولم أعد أطيق كثرة عيوبها
كان كل ذلك كذباً وافتراء ، أي شهادة شهدتها في هذا المجلس
من عمل سيئاً جعل الفلك المسيء حاله أفضل من الجميع
لكي لا يرى وجهي والدي ، أخذت بيدي وأخرجتني إلى الحي
أمرتني بالكنس والتنظيف ليلاً ، وطردتني إلى السطح وخارج البيت نهاراً
لم يطلع الأب على آلامي ، لأنه صدّق كل ما قالت عني
كانت عادة الفلك القديمة أن يبخل برفقه وعطفه على المساكين
ماتت أمي وتركتني في بحر الدهر كسفينة بلا شراع
حرقت السماء بيدر أملي بصاعقة وأحالته رماداً
ماذا أحكي عن ساقي الحظ كيف ملأ هذه الكأس دماً
كانت والدتي جناحي وريشي ففقدتها ، وأنّى للطائر أن يطير بلا جناح ولا ريش ؟
لم أكن بائسة منذ الأزل فكل ما جرى كان من فعل هذا الفلك الأخضر.
وردة الله غير متواجد حالياً رد مع اقتباس

****

إحسان بلا ثمر

أمطرت السحابة على وردة ذابلة وقالت لقد صنعت من القطرة قرطاً لأذنك
أخذت الماء النقي من البحر وجئت مسرعة من أجل غسل الغبار عن ثغرك الباسم
ضحكت الوردة قائلة : لقد جاء هذا العطاء متأخراً ، لم يبقى لي أعذار فقد أحرقت حراً
غدرني الزمان وتأقلمت مع الأرض القاحلة والأشواك
لم يشملني القضاء بلطفه مطلقاً وإن كنت قد عزفت له بلا منة كل لحن أراده
لقد أنبأني حظي لمّا نصب خيمة وجودي فقال إني نصبتها من أجل هدمها وتقويضها
لا آمل الفوز في لعبة النرد فلقد خسرت الفرد والزوج معاً
ليس للدنيا غاية ولا هدف سوى الجفاء فلقد عرفتها بنظرة واحدة.

*****

نهب الزمان

قال برعم طري لشجرة يابسة ، لماذا ليس لك أوراق ولا ثمار ؟
لماذا احترقت من الشمس هكذا ، ألم يكن لك في الروض ماء ولا إرواء
إن أزهاري كالشمس ضياء ولا ذرة غبار على أوراقي وأغصاني
لماذا لم يخيط لك رداء خياط النيروز إبّان الربيع ، وما عندك أقراط من الندى في أذنك
صرت حدباء بلا أوراق ولا ثمر ولم تنبسي ببنت شفة لشدة صبرك .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى