ديوان الغائبين بديع الزمان الهمذاني - 969 - 1008 م

أحمد بن الحسين بن يحيى الهمذاني أبو الفضل.
أحد أئمة الكتاب له (مقامات -ط) أخذ الحريري أسلوب مقاماته عنها وكان شاعراً وطبقته في الشعر دون طبقته في النثر.
ولد في همذان وانتقل إلى هراة سنة 380ه‍ فسكنها ثم ورد نيسابور سنة 382ه‍ ولم تكن قد ذاعت شهرته.
فلقي فيها أبو بكر الخوارزمي فشجر بينهما ما دعاهما إلى المساجلة فطار ذكر الهمذاني في الآفاق.
ولما مات الخوارزمي خلا له الجو فلم يدع بلدة من بلدان خراسان وسجستان وغزنة إلا ودخلها ولا ملكاً أو أميراً إلا فاز بجوائزه.
كان قوي الحافظة يضرب المثل بحفظه ويذكر أن أكثر مقاماته ارتجال وأنه كان ربما يكتب الكتاب مبتدئاً بآخر سطوره ثم هلم جراً إلى السطر الأول فيخرجه ولا عيب فيه.
وفاته في هراة مسموماً.
وله (ديوان شعر -ط) صغير و(رسائل -ط) عدتها 233 رسالة، و(مقامات -ط)

يا من يلي أمر القضاءِ

يا من يلي أمر القضاءِ = وذاك من سوءِ القضاءِ
ويل لقاضي الأرض يوم = م الدين من قاضي السماءِ
كم من يتيم قد حشو= ت غناه في ذاك الوعاء
ولرب ثكلى قد تركـ =ـت بعينها أثر البكاءِ
فسمنت من هزل اليتيم =نعم ومن غزل الإماءِ

=====

سل الملك الكريم إلام تبني

سل الملك الكريم إلام تبي = وأين؟ وقد تجاوزتَ السماءَ
أجِدَّك لا براك اللَّه إلا =علاءً أو عطاءً أو وفاء
ولو ذوبتني ما كنت إلا = ولاءً أو دعاءً أو ثناء
منحتك من سواء الصدروداً =يكاد لفرطه يروي الظماءَ
أيعجزني إذا احتكُّوا هِناءٌ = وللكلبى إذا مرضوا شفاءَ
جريت مع الملوكِ إلى مداها = ففتهم سناءً وارتقاءَ
فضلتهم ندى وفضلت مالاً = ومن طلب الثناءَ رمى الثراءَ
أمن جمع الدراهم واقتناها = كمن جمع النهى ليسوا سواء
يكاد التخت يورق جانباه = ويقطر عوده ليناً وماء
إذا خطرت له قدماك تسعى = إلى أعواده أو قيل جاءَ

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى