ديوان الغائبين أليخاندرا بيزارنيك Alejandra Pizarnik - الارجنتين - 1936–1972

Pizarnik_byn.jpg


ولدت أليخاندرا في بوينوس آيرس عام‮ ‬1936‮ ‬لعائلة يهودية من أصول روسية وسلوفاكية،‮ ‬درست الفلسفة والآداب في جامعة بوينوس آيرس،‮ ‬ثم أصدرت ديوانها الأول عام‮ ‬1955،‮ ‬إلا أنها لم تكمل تعليمها‮.‬
قررت أليخاندرا دراسة الرسم ثم أصدرت ديوانين في‮ ‬1956‮ ‬و1958‮ ‬في بداية الستينات،‮ ‬انتقلت للعيش في باريس،‮ ‬حيث عملت مراسلة ومحررة وقامت بترجمة نصوص أدبية من الفرنسية إلي الإسبانية‮. ‬
التحقت أليخاندرا بجامعة السوربون ودرست تاريخ الدين والأدب الفرنسي‮. ‬وخلال إقامتها،‮ ‬نشأت صداقات بينها وبين مجموعة من الكتاب اللاتينيين المنفيين مثل خوليو كورتاثار وأوكتابيو باث قبل عودتها إلي الأرجنتين عام‮ ‬1964،‮ ‬إذ نشرت ثلاثة دواوين شعرية كان الأخير في مسيرتها‮. ‬عام‮ ‬1972،‮ ‬قررت أليخاندرا الانتحار‮ ‬في سن الستة والثلاثين بجرعة زائدة من الأدوية المخدرة‮.‬
في تقديمه لطبعة‮ ‬1962‮ ‬من الديوان،‮ ‬كتب أوكتابيو باث‮: ‬شجرة ديانا تعكس أشعتها وتجتمع بها في خيط مركزي اسمه القصيدة،‮ ‬والذي يصدر حرارة كافية لحرق وصهر وتبخير الكافرين بها‮. ‬

* منقول عن منى كريم


Alejandra Pizarnik (Buenos Aires, Argentine le 29 avril 1936 – Buenos Aires, le 25 septembre 1972)

La poétesse argentine Alejandra Pizarnik est née à Buenos Aires le 29 avril 1936 au sein d’une famille d'immigrants juifs d'Europe Centrale. Après avoir passé son baccalauréat à Avellaneda, Argentine, elle est admise en 1954 à la faculté de philosophie de l'Université de Buenos Aires. Elle abandonne ce cursus pour suivre une formation littéraire avant d'intégrer la faculté de Journalisme. Finalement, afin de trouver sa vraie voie et sans avoir achevé aucune des formations qu'elle avait entreprises, elle travaille dans l'atelier de peinture de Juan Batlle Planas (es).

Entre 1960 et 1964, elle séjourne à Paris où elle travaille comme pigiste pour le journal Cuadernos para la liberacion de la culture. Durant cette période, elle participe à la vie littéraire parisienne, ce qui la conduit à multiplier les rencontres d'écrivains et à se lier d'amitié avec André Pieyre de Mandiargues, Octavio Paz, Julio Cortazar et Rosa Chacel (es). Au cours de son séjour à Paris, elle suit également des cours à la Sorbonne. Durant les années suivantes, après être rentrée en Argentine, elle publie à Buenos Aires ses ouvrages les plus importants. En 1968, elle obtient une bourse Guggenheim et fait un bref séjour à New York et à Paris. Après deux tentatives de suicide en 1970 et 1972, elle passe les cinq derniers mois de sa vie dans l'hôpital psychiatrique Pirovano (es) de Buenos Aires. Elle se donne la mort le 25 septembre 1972, à l'âge de 36 ans.

زمن

إلى أولغا أوروزكو

لا أعرف من الطفولة
إلا خوفاً مشعّاً
ويداً تجذبني
نحو ضفّتي الأخرى.

طفولتي وعطرها،
عطر عصفور متملّق.

======

أزرق

يداي تنبتان في الموسيقى
وراءها الأزهار

ولكن الآن
لماذا أتقصّاك، أيها الليل
لماذا أنام مع موتاك؟


=====

لا شيء

الريح ترقد في جرحي
الليل يستجدي دمي.

========

حجّ

إلى إليزابيث أزكونا كرانول

ناديت، ناديت مثلما تنادي
الغريقة السعيدة
الأمواج المعذّبة
التي تعلم الاسم الحقيقي
للموت.

ناديت الريح،
بحتُ لها برغبتي في أن أكون.
لكنّ عصفوراً ميتاً
يحلّق نحو اليأس
وسط الموسيقى
عندما تقطع
ساحرات وأزهار
يد الضباب
يموت عصفور يدعى أزرق.

هذه ليست العزلة بجناحَيْن
ولكن صمت السجينة،
ولكن صمت العصافير والريح،
ولكن العالم المُستاء من ضحكي
أو حرّاس الجحيم
الذين يمزّقون رسائلي

ناديت، ناديت
ناديت أبداً.

=======
شجرة ديانا
(مقاطع)

قفزت من نفسي حتى الفجر
تركتُ جسدي على مقربة من الضوء
وغنّيت حزن ما يولد

*

لا شيء سوى العطش
والصمت
ما من لقاء

احترس أيّها الحبّ احترس
من الصامتة في الصحراء
المسافرة بكأس فارغة
احترس من ظلّ ظلّها

*

أن أشرح بكلمات هذا العالم
أنّ مركباً انطلق منّي حاملاً إيّاي

*

تقول إنها لا شيء تعرفه عن الخوف عن الموت عن الحبّ
تقول إنها تخاف الموت والحبّ
تقول إنّ الحبّ هو الموت هو الخوف
تقول إن الموت هو الخوف هو الحبّ
تقول إنها لا تعرف


=======

(معرض غويا)

ثقب في الليل
يجتاحه فجأة ملاك

*

تبتعدين عن الأسماء
مقتفية صمت الأشياء

*

في ما وراء كلّ منطقة محرّمة
مرآة لشفافيَّتنا الكئيبة


======

عشّاق

زهرة ليست في منأى عن الليل
جسدي الأبكم
يتفتّح
في الإلحاح الرهيف للندى


لقاء

أحدهم يقع في الصمت ويهجرني.
الوحدة الآن ليست وحيدة.
تتحدّثين كما الليل
تنبئين عن نفسك كما العطش.

====

معنى غيابه

إذا تجاسرت أنا
على النظر والكلام
فإنما بظلّه
متوحّدة بلطافة
باسمي
هنالك بعيداً
في المطر
في ذاكرتي
بوجهه
الذي يحترق في قصيدتي
ويُشيع بالسحر
عطر
وجهٍ محبوبٍ مفقودٍ



***********




1
انحرفت عن نفسي باتجاه الفجر
ووضعت جسدي بجانب الضوء
وغنيت عن حزن المولود

2
هذه بعض الاحتمالات‮:‬
ثقب،‮ ‬حائط يرتجف‮...‬

3
لا شيء سوي العطش
والصمت
ما من لقاء
احترس مني يا حبي
احترس من الصامتة في الصحراء
المسافرة بكأس مفرغة
واحترس من ظل ظلها


4
إلي آراورا وخوليو كورتاثار
ماذا الآن‮:‬
من سيتوقف عن إغراق يديه بحثاً‮ ‬عن مرثيات للفتاة المنسية؟
سيدفع البرد الثمن‮. ‬وستدفع الريح‮. ‬كما سيدفع
المطر‮. ‬وسيدفع الرعد‮.‬

5
لوهلة من الحياة
وهلة العيون المفتوحة
لدقيقة من النظر
تتراقص زهور صغيرة فوق رأسي
مثل كلمات في فم رجل أخرس

6
تتعري في فردوس ذاكرتها
وهي تجهل المصير المخيف لرؤاها
تشعر بالخوف لأنها لا تعرف كيف تسمي
ما ليس له وجود

7
تنحرف،‮ ‬قميص في النار،
من نجمة إلي نجمة،
من ظل إلي ظل‮.‬
تموت موتاً‮ ‬بعيداً
عاشقة الريح هذه‮.‬

8
ذكري مضيئة،‮ ‬معرض مسكون
بظل ما أنتظر‮.‬
مجيؤها‮ ‬غير حقيقي‮. ‬وعدم مجيئها‮ ‬غير حقيقي‮.‬

9
تلك الحفر اللامعة في الليل،
تلك الكلمات مثل أحجار ثمينة
في حلق حي لطير متحجر،
هذا الأخضر البهي،
هذا الليلك الحارق،
وهذا القلب اللغز‮.‬

10
ريح خفيفة
مليئة بوجوه مطوية
أقصقصها إلي أشكال أشياء أحبها

11
الآن
في هذه الساعة البريئة
الشخص الذي كنته يجلس معي
بجانب رؤيتي المحيطية

12
لا مزيد من هذه الانمساخات الحلوة
للفتاة الحريرية
التي تسير خلال نومها بالقرب من حدود
التقاء الضفة بالضباب
تستيقظ مثل يد تتنفس،
مثل زهرة تتفتح للريح‮.‬

13
كيف أشرح بكلمات من هذا العالم
أن سفينة أبحرت مني وأخذتني معها‮.‬

14
القصيدة التي لا أقولها
لست جديرة بها‮.‬
الخوف من أن أكون اثنين
كما مرآة‮:‬
شخص ينام داخلي
يأكل ويشرب مني‮.‬

15
أشتاق لنسيان
ساعة ولادتي‮.‬
أشتاق لأيام لا أمثل فيها
دور الواصل الجديد‮.‬

16
ها قد بنيت بيتك
وشهدت نمو الريش علي طيورك
وصارعت الريح بعظامك
لقد أكملت وحدك
ما لم يبدأه أحد من قبل

17
تلك الأيام التي أقع فيها أسيرة لكلمة بعيدة‮.‬
أقضيها بالشفافية والسير نوماً‮.‬
تغني الدمية الجميلة المكتملة لنفسها،
تسحر نفسها،‮ ‬وتحكي قصصاً‮ ‬وأشياء‮:‬
أرقص في عش مصنوع من خيوط متخشبة
وأندب نفسي في جنازاتي الكثيرة‮.‬
‮(‬إنها المرآة المشتعلة لذاتها،‮ ‬بديل النيران الباردة،
عنصرها الروحاني،‮ ‬فاحشتها التي ارتكبتها مع أسماء تتقطع
وحيدة في مساءات باهتة‮).‬

18
مثل قصيدة تعي صمت الأشياء،
تحكي لكي لا تراني

19
حين تري العينين
اللتين وشمتهما علي عيني

20
إلي لور باتيون
تقول إنها لا تعرف الخوف من الموت حباً
تقول إنها تخاف من موت الحب
تقول إن الحب موت الخوف
تقول إن الموت خوف من الحب
تقول إنها لا تعرف

21
ولدت كثيراً
وعانيت ضعفي الألم
في ذكريات من هنا وهناك

22
في الليل
مرآة من أجل الطفلة الصغيرة الميتة
مرآة من رماد

23
نظرة من المجاري
قد تكون رؤية للعالم
التمرد يعني أن تنظر إلي وردة
حتي تغدو عيناك‮ ‬غباراً

24
‮(‬بعد لوحة لـ وولس‮)‬
هذه الخيوط التي تمسك الظلال
وتجبرها علي اعتبار الصمت
هذه خيوط تربط بصرك بالنشيج

25
‮(‬بعد لوحة لـ جويا‮)‬
ثقب في الليل
غزاه ملاك فجأة

26
‮(‬بعد لوحة لـ كليي‮)‬
حين يشتعل قصر الليل بحليته
سنضبط المرايا
إلي أن تغني رؤوسنا كالأصنام

27
بنظرته العابرة فوق الأزهار
يتركني الفجر سكرانة باللاشيء
بضوء الليلك،
سكرانة بالحقيقة والجمود

28
تختبئين من الأسماء
التي تقتفي صمت الأشياء

29
إلي آندري بيير دي منديارجس
تعيش هنا بيد إلي عنقك‮.‬
حقيقة أن لا شيء ممكن
لا تخفي علي مخترعي العواصف،
ولا علي من يدورون اللغة من عذابات الغياب‮.‬
لهذا تسمع صوت صلواتهم وكأنها أياد تحب الندي‮.‬

30
في ذاك الشتاء الخرافي
ترنيمة الأجنحة تحت المطر
أصابع من ضباب في ذاكرة من ماء

31
هذا يعني أن تغلق عينيك وتقسم علي
أن لا تفتحهما،‮ ‬بينما يتغذي آخرون في العراء علي ساعات
وزهور نسجها عقلك‮. ‬بعينين مغلقتين،‮ ‬وبعذاب مفرط،‮ ‬نحاول
اقناع المرايا إلي أن ترن الكلمات المنسية سحراً

32
في منطقة الجرح تأكل امرأة ببطء
قلبها المنتصف-ليلي
أثناء النوم

33
إلي إستر سنجر
يوما ما،
يوما ما في وقت ما،
سأرحل دون أن أبقي،
سأرحل كمن يذهب في‮ ‬غياب

34
ماتت الرحالة الشابة من محاولة تفسير موتها
وزارت الحيوانات الحنونة جثتها الدافئة

35
عزيزتي الحياة،‮ ‬يا حياتي،‮ ‬اتركي نفسك تقع،
اسمحي لنفسك أن تتألمي يا حبيبتي،‮ ‬واربطي نفسك بالنيران،
بالصمت الساذج،‮ ‬بالأحجار الخضراء في بيت الليل،
اتركي نفسك تقع واسمحي لنفسك أن تتألمي يا حبيبتي‮.‬

36
إلي آلين جلاس
في قفص الوقت
تحيي النائمة عينيها الوحيدتين
ترجع لها الريح
بجواب خافت من أوراق الشجر

37
في المكان العصي من كل منطقة محرمة
تستلقي مرآة أمام شفافيتنا المغمومة

38
هذه الأغنية التائبة،‮ ‬تقف حارسة خلف قصائدي‮:‬
إنها تخفيني،‮ ‬بعدما أخرستني‮.‬

* نشرت في أخبار الأدب - القاهرة.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى