ديوان الغائبين الأمين علي مدني - السودان - 1900 - 1926 م

الأمين علي مدني.
شهدت مدينة أم درمان يوم ولادته، وأيام عمره القصير الحيّ، ويوم رحيله.
عاش في السودان.
تخرج في كلية غردون عام 1920 - من قسم العرفاء للمعلمين.
اشتغل معلماً بالمدارس الأولية.
كان عضواً في جمعية «الاتحاد» السرية، حول عام 1924 التي مهدت لثورة السودان في العام نفسه.
الإنتاج الشعري:
- له شعر مخطوط، ونشر بعض شعره في كتابه النقدي: «أعراس ومآتم».

الأعمال الأخرى:
- له كتاب: «أعراس ومآتم» - الطبعة الأولى 1927 - الطبعة الثانية: دار الوثائق، المجلس القومي للآداب - الخرطوم 1974.
شاعر ثائر على الأوزان والقوالب القديمة، تأثر في شعره ونثره بجبران خليل جبران، وهو ينشد الحرية، والتحرر من كل القيود، حتى لنجد في بعض شعره
شيئاً من الجرأة على المعتقدات الموروثة. هو «وجودي» في فكره يرى في الإنسان معيار الحقيقة، وكلما عبّر الإنسان عن نفسه في صراحة ووضوح كان أقرب إلى الشاعرية الحقة.
بعض شعره الذي نشره في كتابه «أعراس ومآتم» يبرز بعض هذه السمات.

مصادر الدراسة:
1 - الأمين علي مدني: أعراس ومآتم..
2 - محمد إبراهيم الشوش: الشعر الحديث في السودان- معهد الدراسات العربية العالية - القاهرة 1962.

مشي العروس

يـا غزالاً رأيـتهُ يـــــــــــــــومَ أمسِ = يحتسـي الكأسَ رافلاً فـي الــــــــــدِّمَقْسِ
يـتهـادى فـي مشـيِهِ كقطـــــــــــــــاةٍ = أو كـمشـي العـروسِ لـــــــــــــيلةَ عُرس
أنـا عفتُ الـمدامَ مـنذ زمـــــــــــــانٍ = فشـرابُ الرُّضـاب للجــــــــــــــرح يَأْسِي

***

هلال العام الجديد

يـا هلالاً، قـد عـلا صـوتُ الـبُكــاءْ = فـاسْتـمعْ، هل فـيكَ للبـاكـي عزاءْ
أنـتَ فـي ذا الـيـومٍ رمزٌ للعــــلاء = فـي الأمـانـي - حقّقَ اللَّهُ الرَّجــاء
إنَّ فـي ضـوئكَ فـي هـذا السَّاء = نغمةُ الشِّعـرِ وَوَحـيُ الشُّعـــــــــراء
ولـتكـنْ يـا عـامُ سعـداً أو رشادْ = ولـيفضْ ضـوؤكَ فـي هـذي الـبـلادْ
رُبّمـا يـنهض فـيـهـا مــن جلسْ = يسكب الـدمعَ عـــــلى عزِّ مضى
وتَولّى مـــــــــثلَ نظرات خلس = أو كبرقٍ فـي الـديـاجـي أَوْمضــــــا
يـا هلالَ الخـيرِ يـا عــامُ ابتسمْ = طـالـمـا الـدهـرُ لنـا قـد قَطّبـــــــــا
كـم شـربنـا مـنه كاسـاتِ الألمْ = فـانثنـيـنـا نجتلـي حَظّاً كبـــــــــــا

***

يا من أنت لي آسي

سئمتُ قـومـيَ أن آوي إلى النـــاسِ = وأطلب العيشَ بـيـن الطـاس والكـاسِ
قـمْ يـا حبيبي اسْقنـيهـا غيرَ مكترثٍ = بـيـن الريـاضِ وبـيـن الـــــــورد والآس
والزهـرُ يضحك والأطـيـارُ شــــــــــاديةٌ = وأنـتَ تُنشد، يـا مـن أنـتَ لـي آســـــــي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى