ديوان الغائبين أطوار بهجت - العراق - 1976 - 2006

أطوار بهجت.jpg


صحفية ومراسلة وأديبة لها ديوان شعري بعنوان "غوايات البنفسج" ورواية وحيدة هي عزاء أبيض, توفي والدها وهي في السادسة عشر من العمر في سامراء وتكفلت بمعيشة أمها وأختها الوحيدة إيثار. عملت بعد تخرجها من الجامعة في صحف ومجلات عدة حتى انتقلت إلى قناة العراق الفضائية كمذيعة ومقدمة برامج ثقافية, وبعد عملية غزو العراق عملت لعدة قنوات فضائية حتى استقرت في قناة الجزيرة الفضائية حتى استقالت منها احتجاجا على الإساءة للمرجع الديني الشيعي علي السيستاني في برنامج الاتجاه المعاكس, وانتقلت للعمل في قناة العربية الفضائية قبل موتها بثلاثة أسابيع. اختطفت واغتيلت مع طاقم العمل أثناء تغطيتها لتفجير ضريح العسكريين في سامراء في صباح يوم الأربعاء 22 فبراير 2006 م.

قصائد لم تنشر للشهيدة اطوار بهجت

* وعر درب عيوني إليك..
أبنك؟؟
لست من ألقى..
لست من أهوى..
كلما كتبتك
تلطخت أصابعي بدم الورق..

* كلما دمعت عينا حروفي..
ذريت فيهما
رماد هجرك..

* حبة فحبة
ينفرط عقد المحبة
ألملم ما تبقى
فلا أحظى بغير قصيدة
تدّعي أنك كنت..

* انطفأت شموع صوتك
فاشتعل العالم أسئلة
ومذبوحة رقصت طيور الأمنيات
* أوقد شموع صوتك

العتمة تخرسني
وأمنح للغيم دموعي
لا شيء كحزنك يمطرني
ألظم خيط الحلم
في إبر الحزن..
خط منه جناحاً..
خط منه صباحاً..
أولا تخط منه غير جرحي
يدمنني..
..........
يا أصخب ما في هذا العالم
إسمك وحده ينطقني...
إمتنان
شكراً:
لكل اللقاءات التي لن تجيء..
شكراً:
لحروف لن أسمعها..
لدروب لن نقطعها..
شكراً:
لسنوات أدمنتك فيها
ولم أعرفها...
شكراً لك وحدك
فتحت بوابة قلبي لكن
مهلاً..
قبل أن ترحل
أغلقها...
شظايا

* الشظية الأولى:
حتى حين إستحلت وريقة
ما أنصفتني
بدلاً من أن تخط قصيدة
مزّقتني..

* الشظية الثانية:
حين تشظى الحلم
لم يبق سوى:
جناح حمامة..
كسرة سماء..
وسبع سنابل يابسات..

* الشظية الثالثة:
أسفاً ما عاد في الحرف متسع
أسفاً ما عاد الصمت يجدي
خطانا..
منذ غابر الحب تبعثرت
إلا بقية
تركض الآن في وقتنا الضائع..

* الشظية الرابعة:
حين أورقت شجيرة الرماد
أثمرت في القلب
كفّاً مبتورة الأصابع..

* الشظية الخامسة:
نشرت كفّي على حبل غسيل
قدماي منضدة فارغة إلا من:
وردة..
وشرشف..
وكتاب..

* الشظية السادسة:
وحيدة أتقوقع في محبرتي
بالأقلام أسيّج حنجرتي..
وحيدة بلا صوت
أخط وصيتي
كتبت وكتبت
وحين جفّت المحبرة
وملّتني الحروف..
حينها:
دفنت روحي في المظروف..

* الشظية السابعة:
في المرآة أبواب تتناسل من رحم النافذة
لكن
هل ثمة باب مفتوح؟؟

* الشظية الثامنة:
يا ثرثا السكتة
معك:
صارت حتى الشلالات
تهدر صمتاً

* الشظية التاسعة:
صام تسعاً وعشرين يوماً ثم جاع فأفطر بإلهه قبل تمام الثلاثين..
* الشظية العاشرة:
حافية نذرت أمشي
من نار حزني
لبارود صمتك
قبل إبتداء خطاي صرعت
فاتني أن المسافة بيننا
أرض حرام..

* الشظية الحادية عشرة:
طويلاً...
هززت جذع صمتك..
أردته حبّاً جنّياً..
يــــــــــــــــــــــــــــــاه...
يا خيبتي...
نسيت بأني
لست المجدلية...

***
غوايات البنفسج

“لم أكتب يوماً
ليقال عني شاعرة
يكفيني شعراً
أنا.. على كل هذا الهوى قادرة”.
ثم نقرأها في قصيدتها “أحيان”:
“حين تشظّى الحلم
لم يبق سوى جناح حمامة
وكسرة سماء
وسبع سنابل يابسات”.
كيف يعقل ألا يكون هذا التشظّي المفجع، شعراً؟!
ونقرأها في مقطع من “مقاطع لا تصلح للنسيان”:
“لا، لن اسكت
أنوي أن أزرع هذا الأفق صراخاً
أحبك.. يا.. إني أحبّك
هل أخشى العالم؟
لا، لن يأكل يونسَ حبي حوت
حسبي أني امرأة قُدت من حب
حسبك أنك رجلٌ قُد من السكوت”.
وفي قصيدتها “اعتذار” نقرؤها على شكل نبوءة. وأي نبوءة مفزعة، حتى كانت هي الواقعة:
“نبوءة من ألف جرح..
كنت أدري بأنك الموتُ
من ألف جرح..
والسوء آتٍ”
ونقرؤها في “أقاليم”:
“آه.. لو تتمزق شرنقة الأفق
لو تتحرر مني قدماي
زنزانة في قعر الفرحة
زنزانة
في قعر الزنزانة روحي..”.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى