ديوان الغائبين إسماعيل الخطاب - العراق - 1950 - 1988

ولد في مدينة البصرة وفيها توفي بعد عمر قصير.
قضى حياته في العراق.
تلقى تعليمه الابتدائي والمتوسط في البصرة.
عمل موظفًا في شركة نفط الجنوب.
كان عضوًا باتحاد المؤلفين والكتاب العراقيين.

الإنتاج الشعري:
- له ديوان: المرفأ الشعري (ديوان مشترك) - مطبعة حداد - البصرة - 1978، وله قصائد نشرت في عدد من المجلات العربية، منها: الطليعة (العراقية)، والمرفأ (العراقية)، والثقافة العربية (الليبية)، وله ديوان مخطوط بعنوان: وجه الشاعر في كل العصور.
تنتمي تجربته إلى قصيدة التفعيلة ذات الطابع الواقعي الممتزج بالغنائية، والمتاح من شعره خمس قصائد قصار، تشترك في اعتماد نظام المقطوعات وسريان الأسلوب الخبري التقريري، وغلبة ضمير المتكلم المناسب لحالة البوح التي تترصدها الحالة الشعرية، تنضاف إلى ذلك كله الإفادة من تقنيات السرد القصصي.

مصادر الدراسة:
-الدوريات:
1 - عبدالسادة البصري: شاعر من الذاكرة - جريدة البصرة - 3 من ديسمبر 2002.
2 - محمد صالح عبدالرضا: استذكارات بصرية، إسماعيل الخطاب - جريدة النهضة - البصرة 8 من ديسمبر 2003.
3 - وارد بدر السالم: هنا نلتقي، إسماعيل الخطاب - جريدة القادسية - 24 من فبراير 1988.

* إفادة خليفة معزول

تنقطع الأيام، والفصولُ
تسقط في مدارها
ووحدتي أسيرة الدهشه
وبسمتي ميلادها وحشه
لكنني أحِنُّ للمرايا
أرقب من يبلُّ لي حدائقي
فالعجز عندي سيد المغامره

وسِرتُ كالموجه
موزّعًا في غرفات الريب والحجَّه
مفرّغًا كالبحر من اِسمي
تجتاحني دوامة الحضورْ
وفي تقاطع الطرقْ
دخلت في النفي وفي علامة الهجره
تحطّني خطايَ من منفًى إلى منفى
ورغبتي تعرفها الرياحْ

أهبط في مملكة الدموعْ
أكشف عن وجهي
وفي تسمّري فقطْ
أملك أن أمنحكم صوتي

*****

* الخروج من باب الدمع

منذ أن صارت حياتي مُدُنًا
في كوكب النار الغريبْ
جئتُ في وحشةِ نَعْشي
رافعًا وجهي بلادًا
مطرًا يغسل خوفي
موسمًا يمنح صحرائي اخضرارا

وركضنا في مسامات المدينه
واختلطنا في ثياب الفقراءِ
فلماذا
تتلاشى
خطواتي
وأنا لم أتعدَّ الزوبعه
في ينابيعي الأخيره
باغتَتْني صرخةُ القتل الدخيله
خلف هذا الشارع المزحوم بالعنف المدوّي
أقرأ الآن مراسيمَ الهجومْ
وتواريخ اللغات البربريه
فامنحيني يا سماءَ النوم ضوءًا للبراءه
احمليني
غابةً أو مومياءْ

*****

* رحيل

مدائني تغيب في مملكة المطرْ -
تستدرج الخطى -
فتخرج الرياح عاصفه
تلهث في ألوانها
شيئًا فشيئًا تصبح الأشياءْ
حدائقًا بالية للظل في صبايْ

لم يبقَ في أرضيَ،
عشقْ
يغيّر الوجوهْ
لم يبقَ في أرضيَ،
عشقْ
يغيّر الجنونْ

لكنني أختتم الليلَ
بوجهك الذي يغيبْ

*****

* مرايا للزمن المفقود

مشينا -
تدقّ سكونَ الزمنْ -
نقابل عتمة أرواحنا
نشقّ خطوط الرحيلْ
لتولدَ من زبد البحر ريحٌ -
تكون ورائي ظلالاً
عذابًا -
وموتا -
يلمّ كهولة جسمي
فأرقد كالمومياءْ
أصاحب شيئًا قديماً
له من دمائي صهيلٌ يفيض جلالا
فيمحو لهيبَ الجسدْ

بعيدًا تبوح الطفولة أسرارها
في صبايَ الدفينْ
وعودًا - ووجدًا
يسيل انتسابي
بريقًا يحوّل وجهي سماءً
يعامد في لحظة الروح صوتي

****

* من قصيدة: مكابدات البسطامي

عبرتُ وجهَ المملكه
منتصفَ الطريقْ
قابلني حُرّاسها العشرونْ

ضللت في مسالك الولاده
وقلت هذا زمن الدهشه
يولد في البراري
جيشٌ من الجياعْ
وفي هشاشةِ الرياحْ
أنزع من ذاكرتي منابعَ الغيابْ
أنام خلف اسمك مولايْ
ممدّدًا أسقط في شراكك الزاحف في
عبادةِ الأشياءْ
يحيطني نورك
شيئًا فشيئًا تنحني لرعيك الأشجارْ
أركض كالشحّاذ في دروبك الشائكةِ
البعيده
تأكلني الموانئ القديمه
ممتلئًا بالبحر والتوهّج الصارخْ
أستطلع الشموس في غرفتك المعتمه
أعلن للورده
عشقي الذي يحاور الطبيعه
يفتح للمطرْ
أبوابه الفارغه الأسيره

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى