ديوان الغائبين أسامة أبوالعزم - مصر - 1983 - 2001 م

أسامه أبوالعزم عبدالمنعم حسب الله.
ولد بقرية كفر كلا الباب (مركز السنطة محافظة الغربية - وسط الدلتا المصرية)، وقبل أن يشتد عوده رقد.
درس مراحل التعليم قبل الجامعي، ثم التحق بكلية العلوم (قسم الجيولوجيا) - جامعة طنطا.
عمل محرراً صحفياً بمجلة «مواهب» المصرية أثناء دراسته.
عضو نادي الأدب العربي والإسلامي بطنطا.
كان واسع الطموح واسع النشاط في علاقته بالجامعة، وبالبيئة، والمجتمع، وشارك في عدة مسابقات، وفازت قصيدته «سلامًا مع النفس» بالمركز الأول من مركز شباب إدارة السنطة للشباب والرياضة.

الإنتاج الشعري:
- «ديوان أسامة» لا يزال مجموعاً ومخطوطاً، وفي سبيله للنشر عن نادي الأدب العربي والإسلامي بطنطا.

الأعمال الأخرى:
- له قصة قصيرة مخطوطة بعنوان: «بين الحرب والسلام».
على الرغم من أن حياته مرت كالومض فإن ما ترك من شعر يدل على غزارة الموهبة، وسلامة التوجه، وجودة الإعداد، فقد كتب المطولات، كما في قصيدة: توبة مالك بن دينار - التي سيطر فيها عنصر السرد، وكتب القصيدة الوطنية، والدينية، والقومية،
وله قصيدة عن الموت!! وهو في زهو الإقبال على الحياة.

مصادر الدراسة:
1 - أهلاً رمضان، وأشواق وفراق - كتابان أصدرتهما الجمعية المصرية لرعاية المواهب - عامي 1999 - 2000.
2 - لقاء أجراه الباحث عبدالوهاب سالم مع أسرة المترجم له - قرية كفر كلا الباب 2004.

من قصيدة: سلامًا مع النفس

بكَرْتُ إلى الـحـرب فـي داخلــــــــــي = لأوقـظ فـي النفس أهـوالهــــــا
فلـمـا رأى القـلـب فـيَّ الـدمـــــــــارَ = وأيـقنَ خسـرانهـا هـالهــــــــــــــــا
ونـاشد عقـلـيَ أن يستــــــــــــــــريحَ = ونـادى بـه أنه مـلَّهـــــــــــــــــــا
وعـارَكَ فـيـه عـرى الـحـــــــــرب حتى = تهـاوت وأمسـى وقـد حـلَّهــــــا

وبعـد انغلاقٍ وطــــــــول انشغالٍ = رأى القـلـبُ أنـيَ لـم أستـــــــــرحْ
فقـال ليَ: اغسلْ عيـون السقـامِ = بـمـاء الصـبـاح الـبشـوش الـمـــرح
وطلِّقْ عبـوس الـمسـاء الكريــــهِ = ولـيل الـبكـــــــــــــاء ببعض الفرح
ونَفِّسْ عـن النفس إنـي حـبـــــيسٌ = بـهـذي الكآبة هـذا الـــــــــتَّرَح

صدى صـوت قـلـبـي يـهـزّ الضلـوعَ = ولكـنْ أُحسّ ببعض الـوهــــــــــنْ
كأنـي أسـيرٌ لـدى النــــــــــازلاتِ = تطـوّقنـي بـائسـاتُ الـــــــــــمحن!!
فلا أستطـيع حــــــــــــــــــراكًا ولا = يُمتَّع جفـنـي ببعض الـــــــــوسن
ولا تستطـيع تجـاعـيـد وجهـــــي = ســـــوى أن تؤلِّفَ شكل الشجن

شكـوت إلى عـالـم الجـــــامداتِ = ولكـنْ بـلا عـائدٍ يـنــــــــــــــتظرْ؟!
فأيـن شَكـاتـي الـتـي صغتهـــــا = لأعـلن للصخر أنـي بشـــــــر؟!
وأيـن الصراخ؟ وأيـن الأنـيـــــــــنُ = وأيـن انـتفـــــــــاضة وقت السَّحَرْ؟!
أريـد دلـيلاً بـهـذا الطريـــــــــــــقِ = يـخبِّرنـي أيـن أيـن الـــــــــــــمفر؟!

نهـاري - كَلَيْلـي - يـمـرّ ثقـــــيلاً = طـويلاً كئـيبًا كثـــــــــــــــيرَ النَّصَبْ
وتخنقنـي هفهفـات النسـيـــــمِ = ويُلْهَبُ صدري بـهــــــــــــا يضطرب
وتزعجنـي زقزقـات الطـيــــــــــورِ = فأشعـر فـي داخلـي بــــــــــالغضب
أكلُّ الـوجـود سعـيـدٌ وأجْلِـــــــــــ = ـسُ وحدي هـنـا بـائسًا أنـتحــب؟!

***

حوار مع شبح

لـيلٌ بظلـمته طغت أتـراحــــي = حتى دجى ودنـا مـن الإصـبــــــــــاحِ
فـي حـيـنهـا صلَّيـتُ فجـري خاشعًا = لله، متَّشحًا بثـوب جـراحـــــي!
وبكـيـتُ، لـم أنطق بآهـات الأســـى = فلفَرْط حـزنـي لـم أفُهْ بنـــواح
والـحـزنُ أكـمـلُ مـا يكــــــــون مكتَّمًا = فـي القـلـب مخزونًا بـلا إفصــاح
وتعبت مـن هـمٍّ ألـمَّ بأضلعــــــــــــي = فتهشَّمَتْ لكـنْ بـغــــــير سلاح
قـد أرَّقَ الجفـنَ الـبـلاءُ فلــــــــم يذق = فـي لـيله طعـــــــم الكرى برواح
مزَّقتُ قـلـبـي فـي يـديَّ ولـم يكـــــن = لـيصدَّنـي بعبـيره الفـــــــــــــوَّاح
فـالنفسُ قـد مـارتْ كقِدْرٍ فــــــــــــائرٍ = والنـار قـد عضّت يـدَ الـمـصـبــــاح
والطبُّ أفضل مـا يكــــــــــــــون دواؤه = بـيـد الطبـيب الـمـاهـر الجـــــــــرّاح
فـي ذلك الـوقت الكئــــيب تجسَّدتْ = لـي صـورةٌ فـي العـيـن كـالأشبــاح
ثـم اعتلى شبحٌ، تبـدّى فــدجى = فشهدته عَلَمًا عـلا بِبِطـــــــــــــــــاح
أستـاذُ يـا «دهشـانُ» مـا لكَ واجــمًا = تـرنـو إلـيَّ بـمقـلـــــــتَيْ سفّاح؟!
فأجـاب: لست أريـد شعـرًا جــــامدًا = لا حسَّ فـيـه ولـم يُشَبْ بـــــمزاح
فأجـبته: لـيست جـمـيع قصـــــائدي = شعـرًا بـلـيـدًا لـم يبؤ بنجـــــــــــاح
وكـمـال حُسْنِ القــــــــول صعبٌ نَيْلُهُ = ـــــــــــــــوالخُسْر يُصْحَب دائمًا
فأجـاب: اِصـبِرْ، لا تكـــــــــن متعجّلاً = للنشـر تظفرْ عـندهـــــــــــا بصلاح
فأجـبت: كـيف ونشـرُهـا هـو غاي؟ = كـيـمـا تهـيـمَ بعـالــــــــــم الأرواح
وتُذيب قـلـبـي فـي قـلـوب مـن اعتـنـوا = بقـراءة الأشعـار كلَّ صـبــــــــاح
وتجـول فـي عقـل الـــــــــــــمفكِّر ثرَّةً = فتُوصِّل الأبـوابَ بـالـمفتــــــــــــاح!»
فتفتَّقتْ شفتـاه بـالقـول الــــــــــذي = ختـم الـحديث، أزاله كـالـمـاحـــــي
«احفـظْ نضـارَ الشعـر فـي نـبع العــلا = حتى تفـيضَ عـلى الـورى بصُداح»

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى