ديوان الغائبين أحمد النور المراكشي - المغرب - 1911 - 1946

أحمد النور المراكشي.jpg


أحمد محمد النور.
ولد في مدينة مراكش وبها توفي.
عاش في المغرب: مراكش، والقنيطرة، والبيضاء.
تلقى تعليمه الاولي وحفظ القرآن الكريم في الكتّاب، ثم انتقل إلى مدرسة الباشا الكلاوي الابتدائية، ثم إلى كلية أبن يوسف بمراكش، فدرس العلوم اللغوية والفقهية، وأجازه بعض علمائها.
في عام 1936 رحل إلى مدينة القنيطرة ليقوم بالتدريس في مدارسها الوطنية، حتى ضاقت بها السلطات الاستعمارية، فأغلقتها، فرحل إلى الدار البيضاء ليؤدي الواجب نفسه، ثم عاد إلى مراكش (مسقط رأسه) وظل معلماً إلى آخر حياته.

أنتم الشعراء

ردّ على إهدائه كتاب «أنتم الشعراء» لأمين الريحاني

أهديتَني لما سمعتَ قصيدتي = جوراً رسالةَ «أنتمُ الشعراءُ»
وقصيدتي فيها الدموعُ غزيرةٌ = وبكل شطرٍ ضمْنَها صُعَداء
فحسبتُ أنّكَ لانتقادي مُومئٌ = ويَدِق ّمن أمثالكَ الإيماء
لكنْ عرفتُكَ لَوْذعياً شاعراً = ولديكَ في شعر الجوى آراء
أفلم تهبْ لي منه في تقريظها = ما تستطيرُ لوقعه الأحشاء
قرَّظتَها بمدامعٍ منثورةٍ = هي في الخيال قصيدةٌ عصماء
أيعيب ذاك الفيلسوفَ ويزدهي = شعرُ الدموعِ تقوله الأُسراء
ما دام في تلك الدموعِ حرارةٌ = وتحمُّسٌ في شعرها وإباء
حتى لو انطلقتْ يدُ الباكي بها = لبكتْ دماً بحُسامه الهيجاء
ما للأسير مُصفّداً مضغوطةً = أوصالُه تُودي به البُّرحاء
إلا اضطرابةُ مقلتيه بعَبْرةٍ = تسكينَها لا تملك الأعداء
تُنبي بأن النفس تُضمر نقمةً = ما دام فيها يستكنُّ ذِماء

***

موفق بإذن الله... لك مني أجمل تحية .

الزهرُ في النارنج منشوقٌ زهت = بجماله وعبيره الأرجاء
وجميعُ أنواعِ الأزاهيرِ التي = تزهو بهنَّ الروضةُ الغنّاء
سمعتْ أساطيناً تُردّد بيننا = ألحانَها الأطيارُ والأصداء
ورأتْ شبابَ المجدِ محتفلاً وقد = راقتْه منها بهجةٌ ورُواء
فتمسّكتْ بذيول أنساِم الصَّبا = أرواحُها ولها لهم إيحاء
راحت وقالت للشبيبة يومُكم = عيدُ الزهورِ الزاهرُ الوضّاء
من غير ما عِلمٍ سننتُم عيدَنا = بالرغم عنكم أيها الأدباء
فلتنتشرْ باقاتُنا في حضن أَوْ = وَلِ مَنْ بدا منه إليه دعاء
ولْيَحيَ شُبّانُ العروبةِ والعُلى = ولتصْفُ للحريةِ الأجواء

***

جئنا لننعمَ بالجمال

عدنا وكان الفجرُ قد بسما = وانساب فيضُ ضيائه فَطَما
فتبدّتِ الحمراءُ من بُعُدٍ = في خِصْبِ أرضٍ تحت صفوِ سَما
والأطلسُ الجبّار يُظهر في الْـ = ــآفاقِ منه الحُسْنَ والشَّمما
ويظلّ يسكب في جداولها = ذوبَ الثلوجِ الصَّفوَ منسجما
وجَلَتْ مدينتُها الديارَ كما = أبدتْ ضواحيها لنا الخِيَما
كم ذكرياتِ صِباً أثرْنَ وكم = أحيينَ عندي من عهودِ حِمى
وقد استبان منارُها بَهِجاً = وبسيمياء العزّ مُتَّسِمَا

.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى