ديوان الغائبين أحمد القَنّوجي - الهند - 1830 - 1860م

أحمد بن الحسن بن علي الحسيني البخاري القنوجي.
ولد في الهند وتوفي في مدينة برودة، بعد عودته من رحلة الحج.
عاش في الهند، وزار الحجاز لأداء فريضة الحج.
تتلمذ على علماء بلده، ومنهم عبدالجليل الكوئلي، وعبدالغني بن أبي سعيد العمري الدهلوي.
المتاح عن تفاصيل عمله معدوم، وتذكر مصادر دراسته أنه «كانت له اليد الطولى في الشعر العربي والفارسي».

نسيم الصبا

نسيم الصبا وافى سُحَيْرًا مطيَّبا = فقلتُ له أهلاً وسهلاً ومرحبا
كأنك أنفاسُ المسيح بعينها = فأحييت صَبّاً لم ينلْ قَطُّ مطلبا
فديتُك يا نِعْم الصَّبا خيرَ مَقْدَمٍ = فكل حَمامٍ حين أقبلْتَ رحَّبَا
تُحاكي لك الأغصانُ بالوجدِ راقصًا = تضاهي لك الأطيارُ بالسجْع مُطْرِبا
وتنفخ في الأشجار روحًا تُميلُها = فيا لك ما أزهاك صُنعًا وأعجَبا
أهل جئتَ من تلك الرُّبا برسالةٍ = فإن الصَّبا نعم الرسول لمن صَبَا

***

دار سلمى

لسلمى أرانا الله مولايَ دارَها = عوالمُ حُسْنٍ ما رأينا ديارَها
فإنَّ لها بدرًا يسمّى جبينَها = وإن لها شمسًا تسمّى عِذارَها
إذا غطّتِ الوجناتِ أقبَلَ ليلُها = إذا كشَفتْ عنها رأينا نهارَها
هممت بخَدَّيها فمرَّت فنلتُها = فما خيرُ نخلٍ قد مُنِعنا ثمارَها
فقالت ألا ما كُلُّ سوداءَ تمرةٌ = تَبَسَّمُ عن دُرٍّ يصفْنَ بحارها

***

أيام الصبا

تذكّرتَ أيام الصِّبا واللياليا = نعمْ وأهاج الشوقُ منك القوافيا
إذ العيشُ أشهى ما يكون من الـمُنى = وأطيب لذّاتٍ تسوءُ الأعاديا
إذِ الرَّبعُ رَبعُ الخزرجيّةِ آهلٌ = بِعينٍ كآرامٍ أَلِفْنَ المغانيا
مخصَّرةِ الأطراف رَيِّقَةِ اللمى = رِقاقِ الثنايا بهكناتٍ غوانيا
وجارت بخُلْف الوعد بعد وفائه = وضنَّتْ بما يُغْري الوشاةَ الأساعيا
كأنْ لم يكن بين الحبيب وبيننا = عهودٌ ولم نَرْعَ العهودَ المواضيا
فإني فتًى أرعى العهودَ لصاحبي = وإن لم يكن للعهد منه مُراعيا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى