يوسف زيدان - محفوظ حافظ

منذ ظهور هذا الرجل والناس هنا مختلفون فيه، فلا يكاد جماعة منهم يتفقون على قول، حتى يبدلوه بعد حين. وقد جنح ببعض الجيران الخيال الخلاق، فاعتقدوا فيه ما لا يمكن تصديقه.. بدأ أمره فى صبيحة شتوية دافئة، بدا فيها الزقاق والحارتان مثل غابة غناء عامرة بصنوف الكائنات، ومفعمة بالحياة، وفى غمرة الصخب الصباحى المعتاد، جاء مرتدياً ملابس خشنة، لا هى بالرخيصة الرثة ولا هى بالفخمة المتفاخرة. عوان بين هذين. لم يلتفت يميناً أو يساراً وهو يقطع بأقدامه، واثقة الوقع، الزقاق بطوله، ثم يميل وقوراً كنمر شبعان إلى الحارة البحرية حتى يصل إلى قطعة الأرض الخالية بآخرها، التى كنا نسميها، الخرابة. خلال سيره المتأنى، كان كأنه لا يرى ما حوله أو لا يهتم به، بل إنه مر بمجلس الرجل المهيب مسكين البرطوشى المسترخى على الدكة التى أمام منزله، كالفهد، ولم ينظر نحوه أو يرمى التحية المعتادة.
وبعدما وصل الرجل الغريب إلى «الخرابة»، توغل فيها حتى وقف على أعلى تلالها، وببطء الفيلة أجال عينيه بين أكوام القمامة وتلال الخردة وبقايا الجدران المهدمة من زمن. ثم رفع ناظريه إلى أسطح البيوت الثلاثة المحيطة بالأرض اليباب، وانزلق ببصره على جوانبها المحددة للخرابة من الجهات الثلاثة.. بدا أثناء وقوفه فوق الطلول، كالنسور، أو مثل ناسك هندى يتأمل امتداد سطح المحيط، ويرى ما تحته من حيتان وأحياء دقيقة الحجم، ويصلى صلاة غير معهودة.

وكما هو متوقع، انسرب نحوه صغار الجيران وأحاطوا به، ثم لحق بهم بعض الكبار المشغوفين بما لا يخصهم، فصاروا من حوله كالدائرة. تقدم إليه جارنا المشهور بالبرود «نظمى الودنان» وسأله، خير يا حاج! فلم يرد عليه، ولا حتى التفت نحوه.. ساد الصمت برهة، ثم انسحب من لسانه الولد الصغير ابن فتحى الفران وقال للوافد المريب بلسان برىء: يا عم، أنا اسمى «رامى» وكان فى البيت ده، انت مين بقى؟ ابتسم الرجل مثلما يبتسم المجهدون وبرفق قال بصوت خفيض، عميق: أنا مقاول، اسمى محفوظ حافظ، اشتريت الأرض دى وناوى أبنى فيها عمارة.

■ ■ ■

وبالهدوء الذى به جاء ذهب، وكاد يُنسى.. لولا اعتياد الجيران على الفتيا تطوعاً، ومن دون احتياج إلى داع، لأن الوقت هنا لا يمر إلا بالتحدث أو الاستماع.. بائع البطاطا الواقف بعربته الصغيرة عند افتراق الحارتين عن الزقاق، قال إن هذا الزائر وجهه مألوف بالنسبة إليه، وبعد سويعة أضاف أنه لمحه مرة فى الشارع الهادئ المهيب الذى بآخره مبنى المخابرات. هذا هو، إذن الرجل كان هنا للتحقق من أمر خطير خاف، وسوف يختفى فى الأيام القادمة أحد السكان. عقب عليه «سلامة القهوجى» بقوله إنه يشك فى أن «حمدى الحيران» جاسوس، بدليل أنه اشترى الشهر الماضى لزوجته فستانين ويلبس منذ أسبوع «بدلة» جديدة ويخفى عينيه خلف نظارة معتمة.. كاد الجميع يعتقدون صحة ذلك، لكن الحقيقة انكشفت ساعة العصر حين اكتشف حكماء الحارة أن هذا الرجل وكيل معتمد لشركة كبيرة تعمل فى التجارة التى راجت مؤخراً، وهى تهجير الشباب المتعلمين إلى الغرب، ليبقى الجهلة فى البلد فيخربوها، وقد استتر خلف ما قاله لئلا ينكشف هذا «الملعوب» لكنه كان يرصد ما بقى هنا من شباب مهرة ومتعلمين.

ساعة المغرب اكتشف الجميع أن الحقيقة التى ظهرت عصراً، غير حقيقية، وما حكماء الحارة إلا ثلة من المخرفين. فالرجل فعلاً مقاول ولكن اسمه ليس محفوظ حافظ، وإنما حافظ محفوظ! وهو يريد أن يشترى البيوت المجاورة للخرابة التى اشتراها فعلاً، لينشئ هنا فندقاً كبيراً لراغبى الفرجة علينا من الأجانب، لأن هؤلاء لديهم اهتمام برؤية عجائب المخلوقات وغرائب البشر.. لكن ذلك التفسير انهار من أساسه حين صاحت «أم زغلول» بالحكمة الخالدة: ما غريب إلا الشيطان! فأبطلت بذلك ذلك التفسير غير المنطقى.

فى موعد المباراة، حيث يتنافس الفريق الكروى الخائب والفريق الأخيب منه، للفوز بالكأس، نسى الجيران أمر الزائر المريب وكل الأمور التى تجرى فى الكون، وتكوموا أمام شاشات التليفزيون، جميعاً عدا الولد المهووس «معتز السيوى» المعروف بأنه يكره كرة القدم، ويقول ما لا يقوله إلا مجنون: الكرة لعبة سياسية!.. ولد مجنون رسمى.

وكما هو متوقع، سكن الليل ساعتى المباراة وفى قلب السكون تختبئ الأحلام والأمل فى الفوز، وتنطلق كل برهة صيحات المشجعين. كان «معتز» المجنون، يجلس وحده فى الفراغ الذى بأول الزقاق يستمع إلى أغنية قديمة، وعلى ملامحه علامات الانسجام. المجانين فى نعيم. ومع الدقائق الأخيرة للمباراة، وبعد الوقت الإضافى، حدث ما لم يكن متوقعاً وفاز الفريق الأخيب على الفريق الخائب، بضربات الجزاء الترجيحية، فجرى الهرج فى أنحاء الحى ما بين بهجة مشجعين وحسرة المشجعين الآخرين، وتخاصم كثيرون، وكثير من الأصدقاء خسروا الصداقة التى كانت بينهم.. ونام الجميع وهم منهكون.

■ ■ ■

فى اليوم التالى تتالت الأحداث وتلاحقت على نحو لم يترك الفرصة متاحة أمام لذة التأويلات والاستمتاع بالشائعات، ولا أتاح المجال لأى أقوال. فالجيران الذين استيقظوا فجراً رأوا فى الخرابة مجموعة من العمال يضعون شيئاً مريباً بين أكوام القمامة وفى تجاويف الكراكيب. وبدا أن المؤامرة الكبرى قد بدأت، ولابد أن تنكشف عما قريب أسرارها. سألتهم «أم رامى» من شرفتها المطلة من الطابق الأول للمنزل المجاور للخرابة، عما يفعلون فى هذا الوقت «العفاريتى» فأجابها أحدهم بما لم تتوقع، قائلاً إنهم يضعون سُـماً للفئران.. فوجمت.

أوان الضحى جاء المقاول مجدداً، بالطريقة التى جاء بها فى اليوم السابق، فاقترب منه «معتز» وسأله عن سر السم، فأجابه بأن هذا المكان معقل لتناسل الفئران منذ زمن، وإذا بدأ فى إزالة الركام منه استعداداً لوضع الأساسات، فسوف تنتشر الفئران فى كل مكان.. كانت «أم التيتى» بالقرب منهما، تلتقط ما يقولان، ولما سمعت كلام «محفوظ حافظ» أو «حافظ محفوظ» أخبرته بأن بيوت الحارتين ترتع فيها الفئران، وكذلك معظم مبانى الزقاق. هز المقاول رأسه ببطء، وببطء قال إنه سيرسل عمال «شركة المكافحة» مجدداً، بعد صلاة الظهر، ومن أراد تطهير بيته من هذه القوارض، فعليه أن يتعاون معهم ويُفسح لهم المجال:

- وده هيبقى على حساب مين يا أخويا؟

- الحساب يوم الحساب يا ست الحاجة؟ أنا هادفع لهم.

- يا سلام!.. وعليك من ده بإيه؟

- أنا باحب أشتغل صح، وعلى نضافة.

- طيب، وماله. ربنا يبارك لك يا بيه، ويزيدك من نعيمه بحق جاه النبى. فى تمام الواحدة ظهراً، جاء عمال مكافحة القوارض ومعهم ما يحتاجونه من معدات، فتتالت بل انهالت عليهم الدعوات من الجيران لتطهير بيوتهم. كانوا سبعة، ولم يرفضوا طلباً وطلبوا الصعود إلى أسطح البيوت والدخول إلى الحنايا والمناور، ولما علا أذان المغرب كانوا قد انتهوا من عملهم.. وكان الثلاثة الكبار يراقبون ما يجرى، بقلق.

الصغار من أهل الحارة كانوا سابقاً يظنون أن الفئران من الموجودات فى البيوت بالضرورة، وكان الأكبر سناً منهم يتوهمون أن القضاء على هذه القوارض هو المستحيل الرابع، وربما الأول. الاعتياد يولد هذه البلاهة. فلما ندر وجود الفئران فى اليوم التالى، وانقطع تماماً بعد مرور يومين اندهش الجميع، وأفاقوا من أوهامهم القديمة. والدهشة والإفاقة، كلاهما، يؤدى إلى التفكير وهو أمر فى الزقاق والحارتين، خطير. فقد تفاوتت الرؤى وتنوعت كالمعتاد المواقف، وكان كل قوم بما لديهم يقتنعون. ربات البيوت فرحن بالخلاص من إزعاج الفئران، خصوصاً صغار الحجم الذين كانوا يمرحون فى الأنحاء، ويثيرون الهرج عند مطاردتهم. ومائلات العيون من نسوة الجيران انشغلن بالمخلص عن الخلاص من الخسائر التى كانت تسببها الفئران، خصوصاً أنهن لاحظن أن المقاول ليس فى إصبعه «دبلة» تدل على الزواج، فهو إما مطلق أو أرمل أو أعزب، يعنى فى جميع الأحوال مرشح لتحقيق الأمنيات. والرجال امتعضوا من كثرة كلام النساء عن المقاول، ونفوا أنهم غيرانون منه لأنه فعل ما لم يفعلوه وحظى بالتقدير الأنثوى. وشباب الدليفرى المتبرمون دوماً، خالفوا معهودهم فى الحط من كل حدث يجرى، وأعربوا بعبارات قصيرة عن رضاهم بما فعل المقاول تطوعاً.. وكان الثلاثة الكبار يراقبون الأمور الجارية، بقلق.

ظهر يوم الخميس، فوجئ الجيران برجال أربعة من الأشداء، يأتون بصندوق معدنى كبير الحجم ويضعونه عند حافة الخرابة، وأخبروا من اجتمع حولهم بأن «محفوظ بيه حافظ» أرسل هذا الصندوق ليضع فيه الناس القمامة، وكلف زبالاً بتفريغه فى كل يوم مرتين.. وصباح يوم السبت، فوجئ الجيران بعمال لا حصر لهم راحوا يزيحون الركام عن الخرابة حتى خلت واستوت أرضها، وما عادت تصلح لاسمها السابق. يوم الاثنين، أوان الظهيرة، انتابت الولد المهووس «معتز» نوبة جنون فصاح بصوت عال عند التقاء الزقاق بالحارتين، قائلاً ما ملخصه إن المنطقة نظفت من دون تحمل السكان لأية نفقات، فلأى سبب يأخذ «البرطوشى» كل شهر من كل الناس أموالاً بزعم العناية بالمكان، ولا يعتنى إلا بنفسه، فجاء به المتهورون من شباب الدليفرى، المعروفون باندفاعهم، وانحازوا لما يقول وزادوا عليه بعبارات عامية من مثل: العيب مُش عليه، العيب على الخوافين اللى بيدفعوله.. يا عم صل، ما هى معروف إنها فردة.. شغل فرد الدراع جايب نتيجة مع البقر.. الفتونة بتاكل صاحبها الشهد، مادام الناس نسوان.. النظام ده لازم نفوق منه، الحكاية مُش عافية.

وهكذا اصطخب الزقاق والحارتان، وكان الثلاثة الكبار يراقبون ما يُقال ويتابعون الموقف عن كثب، بقلق.

■ ■ ■

يوم الأربعاء، عصراً، جاء «محفوظ حافظ» يحوطه جماعة من العمال والمهندسين، ورسموا على الأرض الفضاء الفسيحة التى كان اسمها «الخرابة» خطوطاً متقاطعة، بالجير، وعدلوا فيها مرات حتى ظهر الرضا على وجه المقاول، وأعلن بصوت مسموع أنه سيبدأ الحفر لوضع الأساس، السبت المقبل.. وفى طريق خروجه من الزقاق، استوقفه «البرطوشى» بقوله، بنبرة سخرية:

- إيه الحكاية يا عم الشباب، انت مُش واخد بالك إن الحتة ليها صحاب، ولا يعنى سكتنا له دخل بحماره!

- معلش، مُش واخد بالى لا مؤاخذة. تطلع مين حضرتك؟

- البرطوشى.. عارف يعنى إيه البرطوشى..

- لأ فى الحقيقة، مُش عارف، ولا عايز أعرف.

بدأ حُراس «البرطوشى» المحيطون به فى الزمجرة، المتوعدة، فانصرف من جوار المقاول المهندسون واقترب منه الضخام من العمال، فتوقع الجميع الصدام الدامى، لاسيما أن اثنين من أعوان «البرطوشى» جلبا من خلف باب بيته بعض عصى الشوم وطوال السكاكين، وكادا يتقدمان نحو المقاول ومن معه، لكنهما ارتدعا وتراجعا عندما أزاح «محفوظ حافظ» طرف قميصه كاشفاً عن مسدس كبير معلق فى حزامه، وممسكاً به من دون أن يخرجه من موضعه.

«يا جماعة صلوا ع النبى» قال ذلك قائل، فانسحب رجال «البرطوشى» خطوات ولحق بهم كبيرهم. ولما وجد المقاول أن معترضيه جنحوا إلى السلم، جنح إليه وانصرف بخطوه المتباطئ.. وعلى أثر هذه المواجهة التى لم تجر، جرت همهمات كثيرة بين الجيران على اختلاف أعمارهم، وبطبيعة الحال كانت همهمات شباب الدليفرى وتعليقاتهم هى الأعلى والأشد جرأة: البرطوشى اتبرطش يا جدعان.. خدت بالك بلع ريقه إزاى لما شاف المسدس.. المقاول ده شكله جبار.. البرطوشى كان ناوى يعمل عليه فِردة كبيرة، نقبه طلع على شونة.. كان نفسى من زمان أشوف فى البرطوشى يوم ذى ده.. الحكاية شكلها هتولع، وتحلو.

بعد صلاة العشاء بساعتين، اجتمع الثلاثة الكبار: البرطوشى، والحلتيتى، وشيخ الحارة.. وامتد بينهم النقاش وتبادل الآراء حتى ساعة متأخرة، بعد منتصف الليل. ولأن أحداً لم يحضر اجتماع القمة هذا، مع أن الجميع علموا بانعقاده، فقد تفاوتت توقعات الجيران وكثرت بينهم التكهنات، واختلفوا كالمعتاد. جماعة قالوا، لن يحدث شىء! وقال جماعة إن الصدام حتمى، لأنه يتعلق بأكل العيش! والأكثرية من سكان الزقاق قالوا إنهم فى حالة اندلاع المواجهة، سوف يبقون على الحياد. وقالت «أم التيتى» لمن حولها من النسوة، بأسلوبها الحاسم المعهود، كفاية كلام ووجع دماغ، والخبر انهارده بفلوس وبكرة ببلاش.. فأبطلت بذلك قول كل اللواتى حولها.

قبل الفجر بقليل، أرسل «البرطوشى» أعوانه الثلاثة المعروفين هنا عند بعض الجيران باسم الشمبانزى، وعند شباب الدليفرى بأسماء: دوبرمان، بيتبول، روت فايلر.. فقاموا بسكب جالون كيروسين فى صندوق القمامة الكبير، وأوقدوا فيه ناراً كالسعير أكلت كل ما فيه وألهبت جوانبه، فانهالوا عليه بالمطارق حتى تكسرت جوانبه وصار من بعد صندوق القمامة، قمامة.

ويوم الجمعة، جعل «الحلتيتى» الخطبة المملة فى موضوع: فراسة المؤمن! وأكد خلالها أن أهل الإيمان لا ينخدعون لأنهم ينظرون بنور الله، ولا يصدقون كل أفاك أثيم يضحك عليهم ببعض الخدمات المجانية.. وختم الخطبة بزعيق ملتاع فقال ثلاث مرات، بصوت مدو: وسيعلم الذين ظلموا أى منقلب ينقلبون.

■ ■ ■

معظم الجيران، وربما جميعهم، استهانوا بحمق إحراق صندوق القمامة، وخطبة الحلتيتى ذات السخائم، وأجمعوا على أن ذلك كله بحسب وصفهم «لعب عيال» ولن يوقف المقاول المحترم عن استكمال مساره. وبالغ بعضهم فى التفاؤل واقترح أن يقترح على «محفوظ حافظ» أن يتولى طلاء واجهات البيوت التى فى الحارة، وربما الزقاق أيضاً، لتكون متناسبة مع «العمارة» التى سيقوم ببنائها. فوافق على ذلك كثيرون، وتطوَّع «نظمى الودنان» بطرح الاقتراح لكن الجميع رفض ذلك، وندبوا له «فتحى الفران» لأنه بشوش وفى وجهه القبول.. وقال كثير من الجيران إنهم لن يدفعوا بعد ذلك أى إتاوات للبرطوشى، وليذهب بأعوانه إلى الجحيم. وأقسموا أن يقفوا فى مواجهته، وقفة رجلٍ واحد، على اعتبار أن الكثرة تغلب الشجاعة.

مرت أعوام، ولم يقف أحد فى وجه البرطوشى وظل الجميع يدفعون له «رسوم الصيانة» المسماة سابقاً: الإتاوة.. ولم يعرض «فتحى الفران» أية اقتراحات، لأن المقاول لم يعد من بعدها إلى الحارة. فقد قدم شيخ الحارة بلاغاً إلى الجهات المختصة، يقول إن قطعة الأرض هذه مدفون تحتها آثار، فصدر قرار بإيقاف العمل فيها لحين عمل الحفائر المطلوبة، بمعرفة الخبراء. ولم يأت هؤلاء الخبراء، ولم تتم الحفائر، ولم يظهر محفوظ حافظ، وصارت الأرض مثلما كانت دوماً مزبلة.. واستعادت اسم الخرابة.


يوسف زيدان

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى