ديوان الغائبين أحمد بركات - المغرب - 1960 - 1994

Barakat.gif

أمن مواليد 1960 بمدينة الدار البيضاء.
تابع تعليمه الابتدائي والثانوي بكل من مدينتي فاس والدار البيضاء.
انقطع عن متابعة دراسته الجامعية التي كان يتابعها بكلية الآداب والعلوم الإنسانية بالدار البيضاء.
حصل على جائزة اتحاد كتاب المغرب للأدباء الشباب سنة 1990 عن ديوانه (أبدا لن أساعد الزلزال).
عمل محررا بجريدة (بيان اليوم).
توفي بإحدى مصحات مدينة الدار البيضاء سنة 1994

1. لن أساعد الزلزال

حذر،كأني أحمل في كفي الوردة التي توبخ العالم
الأشياء الأكثر فداحة:
قلب شاعر في حاجة قصوى إلى لغة
والأسطح القليلة المتبقية من خراب البارحة
حذر، أخطو كأني ذاهب على خط نزاع
وكأن معي رسائل لجنود
وراية جديدة لمعسكر جديد
بينما الثواني التي تأتي من الوراء تقصف العمر
هكذا …
بكثافة الرماد
معدن الحروب الأولى
تصوغ الثواني صحراءها الحقيقية
وأنا حذر، أخطو نحوكم وكأن السحب الأخيرة تحملني
أمطارها الأخيرة
ربما يكون الماء سؤالا حقيقيا
وعليّ أن أجيب بلهجة العطش
ربما حتى أصل إلى القرى المعلقة في شموس طفولتكم
عليّ أن أجتاز هذا الجسر الأخير وأن أتعلم السهر مع أقمار
مقبلة من ليال مقبلة حتى أشيخ
وأنا أجتاز هذا الجسر الأخير
هل أستطيع أن أقول بصراحتي الكاذبة:لست حذرا لأنني
أعرفكم واحدا واحدا ؟؟
لكن،أين أخبئ هذه الأرض الجديدة التي تتكون في عين التلميذ؟
وماذا سيقول المعلم
إذا سأله النهر؟
حذر،ألوح من بعيد
لأعوام بعيدة
وأعرف – بالبداهة - أنني عما قريب سأذهب مع الأشياء
التي تبحث عن أسمائها فوق سماء أجمل ولن أساعد الزلزال !!!
فقط، سأقف لحظة أخرى
تحت ساعة الميدان الكبيرة
هناك العربات تمر بطيئة
كأنها تسير في حلم
هناك قطع الغيم في الفضاء
لا تشبه سرب طائرات خائفة
هناك امرأة تقترب من الخامسة مساء تنتظرني
سأذهب عما قريب
دون أن أعرف لماذا الآن أشبه الحب بكتاب التاريخ
أحب
أحيانا أتوزع قبائل تتناحر على بلاد وهمية
أحيانا أضيع
ولكنني دائما أحمل في كفي الوردة التي توبخ العالم ‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍‍….

***

الأرض

الأرض ليست لأحد
ا لأرض لمن لا يملك مكانا آخر

الأرض عباءة الموتى
والأرض عزاء

الأرض درب
مقيمون وجوالون

الأرض شارع بأعمدة وعابرين

الأرض قفص عصافير وحلاقين
الأرض حانوت هم
عويل العربات
الأرض غبار
الأرض مقهى مفتوح ليل نهار

الأرض مسجد صغير
به حرم صغير
فيه قبر صغير
عليه شمعة صغيرة أيضا

الأرض في كف صبي يقف عند باب المسجد
الأرض في كفه قرش واحد

الأرض ليس لأحد
الأرض لمن لا يملك مكانا آخر

***

مجاز للأصفر

الأصفر الممزوج بالعشب المندلق من كأس التراب
الأصفر الذهب الشمالي
تحت نافذتي القريبة من الأرض
هذا الصباح

الأصفر العليل المتكئ على جبين الورقات
التي سهوا سقطت
من مرايا الفصول
الأصفر الشقي
نسيج الكبريت
الأصفر المنحسر على ساقين من نار

والأصفر الذي رأيت
من نافذتي القريبة من الصباح
أصفر
أصفر

***
قاعة الانتظار

الكراسي مائلة
البوابة مفتوحة
الصور ساهمة

ورق الحائط منجدل في صمت
الأكواب الثلاثة مترعة بالحيرة
المائدة مستديرة حول ذاتها
النوافذ معلقة في الفراغ
الضوء قليل
السلالم عالية
السلالم لا ترى
والروح تطلع وتهبط

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى