ديوان الغائبين أحمد إبراهيم - مصر - 1951 - 1988م

أحمد محمد إبراهيم عبدالجواد.
ولد في قرية أبنوب (مصر) وإلى مثواه فيها عاد بعد رحلة حياة قصيرة.
حفظ القرآن الكريم، ثم التحق بمعهد أسيوط الديني، ومنه إلى كلية أصول الدين (جامعة الأزهر) حيث تخرج فيها عام 1974.
عمل واعظًا بمساجد وزارة الأوقاف، بمدينة البداري، ثم في مسقط رأسه ومثوى جثمانه.

الإنتاج الشعري:

- له ديوانان طبعا بطريقة التصوير هما: «السباحة في شرايين العودة» 1985، و«نقوش على جدار الغربة» 1987، وقد نشرت له قصائد بمجلتي: «الشعر» و«إبداع» فضلاً عن بعض المجلات الإقليمية.
شاعر وجداني، تدور عواطفه في عالمه الخاص، فإذا توجه إلى آخر فكأنما يتوجه إلى شطر نفسه، في شعره قلق خبيء وحنين إلى المجهول، يستمد من ثقافته القرآنية القليل من المفردات ولكنه يجيد وضعها في سياق تجربته الخاصة. كتب القصيدة
العمودية على هيئة قصيدة التفعيلة، وكتب قصيدة التفعيلة، وفي استخدام اللغة وظف الإيقاع في توجيه المعنى وتشكيل الصورة.

مصادر الدراسة:

1 - عبدالله شرف: شعراء مصر (1900 - 1990) - المطبعة العربية الحديثة - القاهرة 1993
2 - الدوريات: فردوس البهنساوي: أحمد إبراهيم (مقال) - مجلة الشعر - القاهرة يناير 1989.عناوين

الوردة المجففة

بحثت في دفاتري القديمه
عن نجمةٍ تنام بين شاطئينْ
تصحو على جراحها الأليمه
وتسحب الغطاء فوق وجهها
لتدفن المشاعر الحزينه
وجدتها المدينه
فتَّشتُ بين أحرف الكتابْ
عن قطعةٍ من المساءْ
حروفها سلاسلُ
وثوبها مقاتلُ
ولونها كالدنِّ مرةً
وكالدم المراق مرتينْ
كالشوك في الصدور حينما يَمرْ
كالدمع في الحلوقْ
والدمع في الحلوق مُرْ
وفي العيون كالضبابْ
تسقط في القلوب فهي خنجرٌ
بسُمِّها المذابْ
بحثت بين أضلع الحروفْ
عن حفنةٍ من الضياءِ
في مَجرَّة الكتابْ
فانتثرت من بين دفَّتيه وردةٌ
رحيقها يعانق الورقْ
جفَّتْ - نعمْ -
لكنها تضوع بالعبقْ
فاستيقظتْ مشاعري القديمه
واندملتْ جراحيَ الأليمه
ودبَّتِ الحياة في المقلْ
فكانتِ الأملْ
وعدتِ - يا صديقتي -
إليَّ من مدينة العذابْ
عدت آسفه
وأنتِ أنتِ
وردةٌ

***
صــــــــــــــــوفية..

هو:

أنا جسدٌ من ترابْ
وأنتِ كذلكْ
فإمّا تلاقتْ رؤانا
على خَدَرٍ من لهبْ
تكسَّرَ وجه البيارقْ
وسافر نجم اللآلي
إلى مدنٍ طحلبيّه
وضاعت من القلبِ
عفّةُ روح العذارى
وصرنا على الأرض كومَ رمادْ
وذاك لأني أنا
جسدٌ من ترابٍ
فكُفّي جفونك عني

هي:

مراكبُ شمسي بنفسجْ
وخزٌّ وسُكَّرْ
فهلاّ حللْتَ وثاقي
وأطلقت أشرعتي للرياحِ
جدائلَ سكرى
بأنداء عنبرْ
ومزَّقتَ أقنعتي
ليعلو على دفَّتي الموجُ
هلا تحرَّرت من جبَّتيك
فتحتَ زجاجات عطري
ودفَّقته في خلاياك - سحرا -

هو:

دمي ظامئٌ يا فتاتي
ولكنْ
أنا جسدٌ من ترابٍ مبلَّلْ
وأنتِ - وأنتِ بعيدٌ -
لهيبٌ تسلَّلْ
فإما تمازَجَ وهْجُك والأرضُ
جُنَّ دمي والعواصفْ
وصارت مراكب شمسكِ
دفَّتكِ المطمئنةَ
أشرعةَ الانتقال البنفسجْ
وقِنّيناتِ عطرك أقنعةً ترتديها خلاياكِ
نثر بقايا
فكُفّي
عن السفر المستبدّ المغامرْ

***
يجوز.. ولكن

يجوز أحبكْ
ومحتملٌ أنني
في هواكِ أصابُ
بداء الكآبه
وقد أتمنى لقاكِ
رضاكِ
مجيئك في طرف ثوب سحابه
ويمكنني أن أريقَ دمي
فوق صرح جفونك - مستشهدًا -
في سُهيل الصبابه
ويمكن لي أن أؤكّد أني الوحيد الذي
يستظل بطرفكْ
وحين تغور مياه البشاشه
يذيب العذاب بظرفكْ
ومُستروحًا - تشهدين محيّاهُ
صفحةَ نهرٍ
بفردوس صفوكْ
وأني الوحيد الذي
يتمنّاك رمحًا
ليثقبَ ليلَ الشجون البعيده
وسيفًا ونارا
وأني وأني
وأني وأني
ولكنني يا جنوني أنا
مُقسِمًا بك أحلفُ
أنيَ لست الوحيد الذي
ذاب - عشقا -
ولست الوحيد الذي
مات - شنقا -
ولست الوحيدَ الذي
فجّر القهر ما بين جنبيهِ
بحر العذاب المبينِ
العذابِ المهينْ
فأدمن أن يتعاطى الأساطيرَ
- مستغرقًا -
فوق جسر الخرافهْ
فصار على طرقات الهوانِ
بقايا فتًى
من صعاليك عصر الخلافه

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى