ديوان الغائبين أبوالفضل الشرقاوي - مصر - 1882 - 1911

أبو الفضل بن أحمد بن شرقاوي بن مساعد.
ولد في نجع الشيخ الشرقاوي (محافظة قنا - صعيد مصر) وفيها توفي.
عاش في مصر.
نشأ في بيت علم وفضل، فحفظ القرآن الكريم، إلى جانب تلقيه لمبادئ القراءة والكتابة، ثم قرأ ألفية ابن مالك، وحفظ ديوان المتنبي، وبعضًا من المختارات الشعرية، وأخذ سلامة الرأي والحكمة الصوفية عن والده شيخ الطريقة الخلوتية في صعيد مصر.
عمل في إدارة أملاك والده، ثم أملاكه من بعده، إضافة إلى قيامه مع أخيه على شؤون الطريقة حتى توفي وهو ما يزال دون الثلاثين من عمره.
عرف بنزوعه الأخلاقي الصوفي الذي تأسس على قاعدة فقهية، وأصولية تلتزم الدين سلوكًا، والحق مسلكًا، فاجتمع الناس على حبه، والسعي إلى مجالسته.

الإنتاج الشعري:
- أورد له كتاب «من أدباء قنا الراحلين» قصيدة واحدة، وقصيدة في المديح النبوي: مجلة الفتح، وله عدد من القصائد المخطوطة.

الأعمال الأخرى:
- له عدد من الخطب والرسائل المخطوطة في حوزة أسرته.
ما أتيح من شعره قليل: قصيدة واحدة في المديح، اختص بها النبي () معرجًا في ذلك على بعض الأحداث التي مرت به () مثل حادثة الإسراء والمعراج، داع إلى استباق المكارم، وأعاظم الأخلاق، يميل إلى إسداء النصيحة والاعتبار، لغته يسيرة، وخياله نشيط.
كان يدعى من مريديه: العارف بالله (وهو لقب شائع في وصف أقطاب الصوفية).

مصادر الدراسة:
1 - حسنين محمد مخلوف: صفحات ناصعة من تاريخ الإمامين علمي الإسلام أحمد بن شرقاوي وأبو الوفا الشرقاوي - مطبعة المدني - القاهرة 1968.
2 - عبده الحجاجي: من أعلام الصعيد في القرن الرابع عشر الهجري - دار التضامن للطباعة والنشر 1969.
3 - محمد بن محمد المراغي: خلاصة السر الباهر الصافي في مناقب أحمد ابن شرقاوي الخلفي - مخطوط رقم 5800 تاريخ - دار الكتب المصرية.
4 - لقاء أجراه الباحث هاني نسيرة مع أسرة المترجم له - قنا - القاهرة 2003.

في مدح النبي

خَلِّ الريـاضَ بأيْكِهـا وبِبـانِهــــــــــــا = والـوُرْقَ تسجعُ فـي ذُرى أفـنانها
واربأْ بنفسك أن يُدَسِّيـهـا الهـوَى = وامسكْ «هُدِيـتَ» عـلـيكَ فضْلَ عِنـانهـا
لا تطَّبِيكَ الخُودُ أمـثـالُ الـدُّمـــــــى = فتضلَّ بـيـن رَبـابـهـا، وعَنـانهـــــــــا
ودَعِ الربـوعَ خلَتْ فأقـواهـا الـــبِلى = أو هدَّهـا شـوقٌ إلى غِزْلانهـــــــــا
فـالـحـرُّ لا تـرضَى هـمــــامةُ نفسِه = مـن كلِّ مكرمةٍ بـدون رِعـانهـــــــــــا
وإذا رمتْكَ النـائبــــــــــــاتُ بنكبةٍ = فـاصـبرْ وإن جلَّت عـلى حَدَثـانهــــــــــا
فـالنـاسُ إمّا بـيـن أنـيــاب الردى = مـنهـا، وإمـا فـي عُرَى أشطـانهـــــــــا
وإن ابتغَيْتَ نجـاةَ نفسك فــــاستبقْ = أبـوابَهـا والزمْ حـمَى إيـوانهــــــــــا
تُعطَ الـذي تبـغـي هـنـالك مـن يـــدٍ = كلُّ الـبرايـا بعضُ فـيضِ بَنـانهــــــــــا
تَرْوي غوادِيـهـا مـلائكةَ السمـــــــا = والرُّسْلُ تسبح فـي ندَى هتّانهـــــــا
وهـي الـتـي مـن بأْسِهـا كلُّ الشقا = والسَّعْدُ كلُّ السعـدِ مـن إحسـانهــا
يـدُ حضرةٍ «جبريلُ» يفخرُ إذ غدا = فـي لـيلةِ «الـمعـراج» مـن عُبْدانهــــــا
وتزيَّنـتْ بـمديحِهـا كُتبُ السَّمــا = مـن صُحْفِهـا الأولى إلى «قـرآنهــــــــا»
اللهُ أكبرُ لستُ أجـرؤُ بعـــــــــــــد ذا = أن أُجـرِيَ الأقـلامَ فـي مـيـدانهـــــا
وكفَى الـذي يصـبـو إلى آيــــــــــــاته = قـولُ الـذيـن تكفَّلـوا ببـيـانهـــــــــا
أو نظرةٌ فـي كلِّ نفسِ مــــــــــــــــوحِّدٍ = قُرِنَتْ محـبَّتُه إلى إيـمـانهـــــــــا
فـيرى مـن الآيـاتِ جنّاتٍ سَمَتْ = عـن جنةِ «الفِردوس» فـي رِضـوانهـــا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى