قصة ايروتيكة كريستوفر وودز Christopher Woods - مطر Rain .. مسرحية قصيرة ت: د. محمد عبد الحليم غنيم

الشخصيات :
1- امرأة عجوز
2- رجل عجوز
المشهد :
( زوجان ، هو يجلس فى مقعد بسيط ، هى تجلس فى مقعد هزاز )
هى : اذهب . انظر
هو : لا
هى :دورك
هو : أمس ، كان دورى
هى : لا
هو : نعم !
هى : كاذب
هو : أنت علمتينى الكذب . قبل أن ألتقى بك --
هى : لقد كنت سابقاً كذاب عالمياً
هو : ربما
هى : بالتأكيد . لابد أنك تعلمت ذلك فى الجامعة
( وقفة )
هو : قومى ، نظرة خاظفة
هى : أنا تعبانة جداً ، انظر أنت
هو : ساقى تؤلمنى ، تكاد تقتلنى بسبب الوقوف . لا يمكن أن تتخيلى المشى طوال الطريق إلى النافذة
هى : تستعمل هذين الساقين أم تفقدها
هو : أعرف . أعرف . لربما يكونون قد ذهبوا
هى : أنت تعرف قلبى .
هو : أعرف . آه نعم !
هى : لا يمكننى أن أخاطر بإجهاده . ألا يمكن أن تمشى إلى النافذة وتلقى نظرة خاطفة ؟
هو : ربما يكون ذلك جيداً لدورتك الدموية
هى : من السهل عليك قول ذلك
( وقفة خفيفة )
تريدنى أن أموت ،أليس كذلك ؟ .أنت تتعب قلبى .
هو : هراء ، وتتركينى هنا وحدى ؟
هى : ذلك ما تريد . كل هذا الحديث . اذهبى إلى النافذة . اذهبى إلى النافذة ، سوف ترسلنى إلى القبر مبكراً
هو : مازال الوقت مبكراً على ذلك
هى : اوه ، أنت شخص قاسٍ متوحش.
هو : نعم ، لابد إذن أننى تعلمت هذه الوحشية فى الجامعة
هى : أعتقد أنك تعلمت فعلاً .
( وقفة خفيفة )
هو : حسناً ؟ هل ستذهبين ؟
هى : أين ؟
هو : تعرفين
هى : لا
هو : أود لو فعلت
هى : إنها رغبات الحمير.
هو : اذهبى إلى الجحيم
هى : هاه ، لقد عشت هناك طويلاً . شكراً لك
هو : حسناً ، إذن سأذهب
هى : هل ستذهب ؟
هو : سأذهب .
هى : لقد حان الوقت
هو : أود . لكنى لا أستطيع . ساقى
هى : على الأقل قلبك سليم ، إنه أسود ، ولكنه معافى ، أسود معافى
هو : كم يكون ذلك جيداً لولا ساقى ؟ لا . اذهبى أنت . افعلى ذلك الآن . افعلى ذلك من أجلى.
هى : ها ! من سنوات لم أفعل شيئا لنفسى . لماذا أريد أن أفعل شيئا من أجلك ؟ أخشى أن تنتظر طويلاً . ادخل على الخط و لكن احذرك ، سوف يتضمن ذلك الوقوف
( صوت قطرات ماء المطر فوق السطح )
هو : من هو القاسى المتوحش؟
( كلاهما يسمع المطر )
هى : أهو ؟
هو : أيمكن أن يكون ؟
هى : مطر !
هو : كأنه مطر
هى : لابد أن يكون مطرا
هو : إنه ... إنه مطر
هى : مطر !
هو : نعم !
هى :أوه نعم .
هو : نعم ! مطر! المطر المبارك !
هى : قلبى ... كله يضطرب
هو : إنه حقا صوت المطر . لقد انتظرنا طويلاً . المطر، و الآن ...
هى : لا أستطيع أن أتنفس. قلبى !
هو : لا تقولى ذلك .
هى : ( لاهئة ) لا أستطيع أن أتنفس.
هو : هل يمكن أن أساعدك ؟
( تنطر إليه فى ريبة ، يحاول النهوض ، يفعل ذلك بصعوبىة شديدة ، يتجه نحوها يقف بجوار مقعدها الهزاز ، يتحسس رسغها ليقيس الضغط )
أوه . نبضك . أين جهاز قياس ضغط الدم ؟
( يأخذ الجهاز ، ثم يقيس نبضها من جديد )
عزيزتى ؟
( تتوقف عن التنفس ، تميل رأسها إلى جانب )
أوه . لا ترحلى . رجاء إنه فقط بعض المطر . نعم أعرف أننا قد ذهبنا بدون ذلك لوقت طويل ، لكم انتظرنا ذلك المطر لسنوات ، عشرون ، ثلاثون ؟
( بصعوبة ، يركع يمسك بيديها )
كيف يكون ذلك ؟ أنت وأنا . انتظرنا ، معاً ، دائماً نحن االاثنان . كل ذلك الوقت ؟ كل تلك السنوات . و الآن عندما جاء المطر أخيراً ، تذهبين ؟ لا يمكن أن يكون ذلك . لقد عرفنا أننا نتوقعه . لماذا ، لو كنت ذهبت إلى النافذة كنت لابد أن ترى المطر نازلاً . ما كان يجب أن تكون مثل هذه المفاجئة ، مثل هذه الصدمة . قد حذرتك ، أليس كذلك ؟ أنا حتى توسلت إليك ، كان يجب أن تستمعى إلى ، كان يجب أن، أنت ...
( يسند رأسه على يديها )
تخفت الإضاءة حتى الإظلام




المؤلف : كريستوفر وودز
ولد كريستوفر وودز فى تكساس عام 1950 له العديد من القصص والمنولوجات المسرحية ، أبرزها مجموعة قصص: تخت قاع النهر ، ومجموعة من المنولوجات المسرحية تحت عنوان : حديث القلب . أنتجت مسرحيات كريستوفر وودز فى شيكاجو ولوس أجلوس ونيويورك ، كما يقوم وودز بتدريس الكتابة الإبداعية فى جامعة رايث .


أنطولوجيا الإيروتيكا العربية
  • Like
التفاعلات: Maged Elgrah

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى