قصة ايروتيكة فالنتين كرواسنوجروف - ثلاث قصص للمسرح - القصة الثانية : مسرات الفسق - ت: محمد عبدالحليم غنيم

القصة الثانية مسرات الفسق
رجل يمشى بعصبية عبر الحجرة ، يقذف الكتب فى الساعة . من الواضح إنه ينتظر فى قلق . صوت باب يفتح ، تندفع المرأة داخله . ترتدي معطفا . فى يدها حقيبة تسوق ، يلقى بنفسه عليها ، يبدو متألما وفى ذات الوقت سعيدا .
هو : أخيرا ( قبلة طويلة ) كدت أن أفقد الأمل .
هى : كدت أن أفقد الأمل أيضا ،من الصعب جدا الهروب .
هو : لماذا تلهثين ؟
هى : بسبب الجرى طوال الطريق ، كما تعرف ، ما لدينا قليل من الوقت .
( تريد أن تحضنه )
هو :( مبتعدا) هل أغلقت الأبواب.
هى :أوه ..لا . لقد نسيت .
( تريد أن تحضنه )
هو :( مبتعدا) انتظرى . أغلق أولاً...
( ينظر إلى الباب ، يغلقه بعناية ، يعود ويحاول أن يحضنها )
هى : ( مبتعدة ) انتظر . لقد قابلت رجلاً فى الطايق الأعلى ، على السلم نظر إلى بطريقة ما ... لم أشعر بالراحة مع نفسى .
هو :( مشغول البال ) أى نوع من الرجال ؟ رجل عجوز بعصا و يرتدى بيجاما ؟
هى : لا . بدون عصا . ويرتدى سويتر .
هو : هل شاهدك وأنت تدخلين إلى الحجرة ؟
هى : لا . تظاهرت أننى ذاهبة إلى الطابق الأعلى.
هو :( بهدوء ) إذن ليس هناك ما يخيف.
( يحاول أن يعانقها )
هى : ( مبتعدة ) لكن يبدو أنه قد عرفني .
هو : لماذا تظنين ذلك ؟
هى : قال زوجى أن زميلى الكاتب يعيش فى مكان ما فى هذه المنطقة.
هو : مئات الآلاف من الناس يعيشون فى هذه المنطقة .
هي : و أى شخص يمكن أن يعرفنى .
هو : هل عرفت هذا الزميل عن قرب ؟
هى : نعم
هو : هل كان هو ؟
هى : لا
هو : إذن لماذا أنت خائفة ؟
هى : وماذا لو كان هذا زميل آخر يعرفنى و لا أعرفه ؟
هو : إذن يجب أن تخافى من كل رجل يسير فى الشارع ، وكذلك من كل امرأة .
هى : و أنا قد خفت بالفعل .
هو : ومع ذلك ليست جريمة أن تصعدى بمفردك إلى الطابق الثانى .
هى : من السهل عليك قول هذا.
هو : عندما يتأزم الموقف قولى إنك ذهبت إلى الخياطة .
هى : حسناً ، سأتخلص من ذلك على أى نحو .
هو :( يجذبها إليه ) هل هدأت ؟ ( قبلة طويلة )
هى : ( متراجعة إلى الخلف فجأة ) أوه .. كيف تستطيع ؟
هو : ما المسألة ؟
هى : نحن نقف بجوار الشباك .
هو : نحن نبدو كما لوكنا فوق النهر و نعيش فى الطابق الخامس والثلاثين .
هى : لا يهم . عندى شعور أن الجميع يراقبنا هنا .
( يشد الستائر ويعانقها )
هو : هل لديك أية أحاسيس الآن ؟
هى : لا .
هو :( مبتعداً ) لربما عليك أن تتخلصى من هذا المعطف على الأقل .
هى : لا . يا حبيبى . لقد حضرت فقط لدقيقة واحدة .
هو : ( متضايقاً ) لماذا لدقيقة واحدة ؟ سوف نقضى معاً ساعة كاملة.
هى : لقد تغير الموقف .
هو : مرة أخرى ؟ أنا أنتظر هذا اللقاء كثيراً جداً .
هى : و أنا كذلك
( يحضنها فتستجيب و لكن فجأة تبتعد عنه )
هى : ( منفزعة ) هل أحضرت اللحم ؟
هو : نعم.
هى : واللبن ؟
هو : أكيد.
هي : ( هادئة ) كنت أخشى أن تنسى .
هو : لا . لم أنس .. لكن بالمناسبة دعينا نضع كل الأشياء فى حقيبتك حالاً حتى لا ننساها .
( يخرج من الثلاجة قطعة لحم وبعض زجاجات اللبن )
هى : بكم هذااللحم ؟ أقصد فى حالة لو سألتنى حماتى ؟
هو :ثلاثة وعشرون و أربعون سنتا .
هى :( تعطيه نقوداً ) شكراً لك .
هو : ( يعيد إليها الباقى ) لا عليك !
( تحمل كيس البقالة الممتلئ بالطعام )
هو : على أيه حال لربما عليك أن تخلعى معطفك ؟
هى : لا . ياحبيبى ، لقد جئت إلى هنا لدقيقة واحدة كما تعلم.
هو : متى يجب أن نمشى ؟
هى : دعنا نحسب معاً الوقت . من المفترض بمجرد أن أشترى اللحم واللبن .
هو : ( بعناية ) تستغرق ساعة .
هى : نعم . اطرح وقت الوصول إلى هنا و وقت العودة . لا يبقى شيء .
هو :( منزعجاً ) لا أستطيع أن أفهم لم أنت فى مثل هذه العجلة ؟
هى : لابد أن أطبخ.
هو : لماذا ؟
هى : لابد أن يلاحظ زوجى أنى لا أعامله أقل من المعتاد.
هو : افترضى أنك تقضين اليوم كله فى لقائى ، وليس فى طبخ العشاء لزوجك .
هى : افترض أنا ذلك أيضاً ، ولكنها لا تحب أن أخرج لوقت طويل، إنها شكاكة جداً .
هو : وزوجك ؟
هى : هو أيضاً كذلك . عندما أخذت حقيبة التسوق أمس نظر إلى و ابتسم سائلاً
أذاهبة إلى السوق ؟ توقف قلبى تقريباً .
هو : وفى الواقع إلى أين كنت ذاهبة ؟
هى : للتسوق ، وماذا غيره ؟ ( تأخذ حقيبتها ) حسناً ، لابد أن أسرع .
هو : يمكنك أن تجهزى طبيخك فى المساء.
هى :فى المساء سأذهب مع زوجى لمشاهدة مباراة كرة القدم
هو : مباراة كرة القدم ؟ أنت ؟ لماذا ؟
هي : حتى لا أدع زوجى يلاحظ شيئاً.
هو : كان يفضل أن تدعى أنك ذاهبة لزيارة نتاليا.
هى : الآن لا أزور صديقاتى
هو : لماذا ؟
هى : حتى لا يلحظ شيئاً ، فى واقع الأمر أعمل أفضل ما فى وسعى حتى لا تتوتر علاقتنا .
هو :( دون أن ينظر إليها ) و ماذا تفعلين غير ذلك لكى تجعلينه لا يلاحظ شيئاً ؟
هى : هل ستغير أم ماذا ؟
هو : لا . فقط أحاول أن أتحدث عن زوجك .
هى :عليك أن تبحث عن موضوع آخر.
هو : ماذا مثلاً ؟
هى : فيما سبق، كنا نتحدث عن الموسيقى و الشعر ...
هو : بالمناسبة لقد نجحت فى شراء كتاب نادر لك عن الشعر القديم .
هى : أوه . هات . شكراً لك .( تأخذ الكتاب بسرور ولكنها تتردد فجأة ) لا . لا يمكن أن آخذه .
( تعيد إليه الكتاب ) سيسألنى من أين حصلت عليه ؟
هو : يمكنك القول أنه هدية من نتاليا .
هى : ربما تفشى سرى
هو :( ملقياً بالكتاب ) حسناً ، لدينا حديث جيد عن الشعر .
هى : لا تغضب
هو : لست غاضباً . لكن يؤلمنى أن لا نقرأ شيئاً معا ، لا تذهبى أبداً .
هى : هل تظن أن ذلك لا يؤلمني ؟ ( بعد التفكير للحظة ) عندى فكرة ، تعال نذهب إلى السينما معاً
هو : متى وكيف ؟
هى : بسيطة جداً ، سوف نشترى التذاكر لنفس العرض ، لكن بالطبع ، المقعدين مختلفان ، سأذهب مع زوجى ... و أنت مع زوجتك ، ودعنا نفكر كيف نشاهد الفيلم معاً . جيد ؟
هو :( متنهداً ) جيد.
هى : عانقني
هو : فى البدء اخلعى هذا المعطف اللعين .
هى : و لكننى جئت لدقيقة واحدة .
هو : لا أريد أن أعانقك و لو لدقيقة و أنت فى هذا المعطف اللعين ، ليس لأجل هذا أهرب من مكتبى طوال هذا اليوم الطويل .
هى : هل عندك كرنب ؟
هو : كرنب ؟ لا أعرف . يبدو أن هناك واحدة . لماذا ؟
هى :إذن أعطنى إياها . سأقول لحماتى قصة أخرى عن شراء الكرنب أيضا . عندئذ سيكون لدينا المزيد من الوقت ، خمسة عشر أوعشرين دقيقة . فكرة جيدة ، أليس كذلك ؟
هو : عظيم !
( يجد رأس الكرنبة ويقدمها إليها ، تضعها فى حقيبتها ، وفجأة يغير رأيه ) .
هو : لا . لا يمكن أن أعطيها لك .
( يحاول أن يخرج الكرنبة من حقيبتها )
هي : لماذا ؟
هو : ماذا سأقول لزوجتى ؟ لم أكن فى المنزل ، واختفت الكرنبة.
( يضع الكرنبة فى الثلاجة )
هى : حسنا ، إذن سأقول فى المنزل لا يوجد لحم جيد فى محلنا وذهبت لمحل آخر . وهكذا يمكن أن نحصل على نفس العشرين دقيقة .
هو :( مشرقا ) الآن تفكرين بعقل .
( يتعانقان ويقبل كل منهما الآخر )
هى :( فى انفعال هامس ) يوريا حبيبي !
هو :( منزعجا ) أنا لست يوريا أنا توليا .
هى : أعرف ، لكنه أكثر ملاءمة لى أن أدعوك يوريا .
هو : لماذا ؟
هى : أخشى جدا أن يزل لسانى وأناديه توليا ، فذلك سيكون مصيبة .
هو : أنت عصبية جدا .
هى : ولو كنت يوريا ، فلن أعاشرك مطلقا ، أوكيه .
هو : حسنا ، إذا كنت تريدين ذلك .
هى : شكرا لك يا توليا .
هو :( بتأكيد ) يوريا.
هى : أوه ، نعم ، أكيد يوريا ، هل استأت ؟
هو :( بجفاء ) لا .
هى : احضنى بقوة ( يحضنها ، عيناه مغلقتان ، تهمس ) يوريا ، توتى البري الحلو ، فراولتي العزيزة .
هو : ( مبتعدا ) فيمن تفكرين: هو أم أنا ؟
هى : ( فاتحة عينيها ) فيك أنت بالتأكيد . أنا ببساطة كنت أتدرب على اسمك الجديد.
هو : من الصعب تصديق ذلك .
هى : لا تكن غيورا ، أنا سعيدة الآن . هذا هو الأهم .
هو : لكننى لست سعيدا .
هى : لماذا ؟
هو : لأننى أريد أن أحضنك أنت وليس معطفك .
هي : يا سلام ! لماذا لم تكلمنى عن ذلك من قبل ؟ لقد نسيت تماما ذلك
( ترمى بمعطفها )
هو :( يعانقها ) . أخيرا .
هى :( بحرارة ) يوريا حبيبي ، حبيب قلبي
هو : لا تتكلمى بصوت مرتفع ، الجيران يسمعون هنا كل كلمة .
هى :( فى همس ) جيد . سأصمت ( بدون صوت تقريبا ) هل تحبني ؟
هو : ماذا ؟
هى : أسألك ــ هل تحبني ؟
هو : آه ... نعم ( يتعانقان بقوة ، فيقطع ذلك صوت التليفون )
هى : أوه يا ربي !
( يستمر التليفون فى الرنين )
هو : فليأخذه الشيطان .
( يرن التليفون من جديد )
أن تمسك السماعة أم تتركها ؟ هذا هو السؤال الآن . ما هو الأفضل؟
هى : يفضل ألا تأخذها ، ماذا لو كانت زوجتك ؟
هو : نعم ... ( يريد أن يقبلها ولكنه يغير رأيه ) من ناحية أخرى سألت الأولاد أن يتصلوا بي إذا لاحظ المدير غيابي.
( يريد أن يأخذ السماعة ) .
هى : ولو كانت هي ؟
( ينظر كلاهما إلى التليفون مثل أرنب ينظر إلى الحية ، يتوقف الرنين)
هو : هذا كثير.
( يمسك جبهته ويضع يده على رأسه )
هى : شكرا للرب
( تعانقه وتقبله من جديد )
هو : لا . ليست زوجتي .
هى : هل تعتقد ذلك ؟
هو : نعم ، إنها واثقة تماما أننى لست فى المنزل .
هى : ربما تكون اتصلت أولا بمكتبك ؟
هو : سيقولون لها أننى خرجت لدقيقة .
هى :( تعانقه ) دعك من التفكير فى هذا .
هو :( دون أن ينتبه إليها ) من يمكن أن يكون ؟
هى : ( بفارغ الصبر ) عانقنى .
هو : انتظرى لحظة ( يضرب رقما ) تونى ؟ إنه أنا ، كل شيء تمام ؟ هل اتصلت بي حالا ؟ مع السلامة . ( يعيد السماعة إلى مكانها ، يذهل لأنها ارتدت ملابسها من جديد )
ماذا حدث ، إلى أين أنت ذاهبة ؟
هى : انتهى الوقت يا حبيبي .
هو : انتظري قليلا .
هى : لا أستطيع .
هو : ولكننا لم نتفق بعد على لقائنا التالي .
هى : غدا لا أستطيع وبعد غد أيضا
هو : ممكن يوم الثلاثاء بعد العمل ؟
هى : بعد العمل سآخذ طفلى من الحضانة ، يفضل أن نلتقى يوم الجمعة .
هو : يوم الجمعة لا أستطيع . نحن مدعوون إلى حفلة ، ما رأيك فى يوم الأحد ؟
هي : فى الإجازة لا أستطيع أن أخرج من البيت .
هو : لكي لا يلاحظ زوجك شيئا .
هى : لست مستعدة للضحك .
هو : وأنا كذلك .
هى : الأسبوع القادم سيكون مناسبا لى بشكل جيد .
هو :( ناظرا إلى النتيجة ) أخشى أن أكون مشغولا جدا فى مكتبي .
هى : قل إلى متى ؟
هو :حتى نهاية الشهر .
هى : وأنا الشهر القادم سأكون مشغولة بامتحانات كورس الخياطة . ربما فيما بعد نكون ...
هو : فيما بعد سأرسل إلى رحلة عمل .
هى : كم من الوقت ؟
هو : أوه . لا أعرف ( بعد توقف قصير ) ربما نحاول أن نلتقى يوم الاثنين
هى : ( ناظرة إلى أجندة مواعيدها ) أي اثنين ؟ القادم ؟
هو : لا . القادم بعد القادم
هى : لا أستطيع أن أقول شيئاً الآن .
هو : رجاء ، دعينا نلتقى ، ولو لنصف ساعة .
هى : حسناً ، سأحاول أين ؟
هو : من ناحيتى ، ربما كان يناسبنى أن نلتقى فى الصيدلية.
هى : مزدحمة جداً
هو : فى المكتبة إذن .
هى : خالية تماماً ، ستكون عرضة لعين كل شخص
هو : ربما فى الحديقة .
هى : بعيدة جداً ، وما لدينا قليل من الوقت، و سنبرد هناك
هو : إذن نأخذ ببساطة الباص إلى نهاية المحطة ونعود.
هي : فى هذه الحالة المدينة كلها سترانا .
هو : حسناً ، ماذا تقترحين ؟
هى :( بعد التفكير فى الأمر للحظة ) حسناً دعنا نلتقي فى الباص ، لكن عليك أن تنظر فى الاتجاه المقابل ، دون أن تتحدث إلى ولا تجلس بجواري .
هو : أوكيه .
هى :( تدون ملاحظة فى أجندتها ) أوه ، هكذا ، خمسة فى الشهر القادم فى السادسة فى الباص رقم 7
هو :( يدون ملاحظة فى أجندته ) 5 ،6 ، 7 ، أوه ، توقفى ! ذلك اليوم لا يناسبني.
هى : ولكنك اقترحت هذا الموعد .
هو : نسيت تماماً أن زوجتى ستقيم حفلة عيد ميلادها فى ذلك اليوم .
هى : لكنك احتفلت به الشهر الماضى.
هو : لقد كان لطفلها و ليس لها .
هى : لديك إجازات عائلية كل أسبوع.
هو : ليس كل أسبوع.
هى : ألا تستطيع أن تجد عذراً للخروج لنصف ساعة !
هو :( مفكراً بعمق ) أيمكنك أحياناً قص شعر أحد ؟
هى : لا
هو : ذلك سيء جداً ، لا يمكن أن أقول إذن أننى ذاهب إلى الحلاق
هى : من المفترض أننى أستطيع ، أين تحلق شعرك ؟ فى الحديقة ؟ فى الساحة ؟
هو : لا تغضبى.
هى : لست غاضبة.
هو : حسناً ، سأتصل فيما بعد.
هى : أنت تعلم أنه لا يمكنك الاتصال بى .
هو : أقصد ، سأتصل بك فى عملك.
هى : أنت مجنون ؟ كل المكتب سيعرف أن صوت رجل يتصل بى
هو : وماذا فى ذلك ؟
هى : سوف يخبرونه .
هو : لأجل ماذا ؟
هى : أنت لا تعرف الناس.
هو : إذا أردت ، سأتصل بك فى صوت امرأة
هى :أعتقد ، توليا
هو :( مؤكدا ) يوريا
هي : أوه نعم صحيح ، يوريا آسفة ، كما ترى كيف أن من السهل أن يزل لسانك فى الحديث ؟
هو : ماذا تقولين ؟
هى : ذلك أنك لن تستطيع أن تتحدث بصوت امرأة .
هو : أستطيع عند الضرورة ( فى صوت امرأة ) صباح الخير أيمكن أن أتحدث إلى ...
( فى صوت معتاد )ما رأيك ؟
هى : الأفضل أن أتصل بنفسى بمكتبك ، لكن لكى أكون صادقة ، من الصعب بالنسبة لى أن اتصل بسهولة .
هو : ومن الصعب أن تجدينى فى المكتب.
هى : أرى ، أن أترك لك رسالة ,
هو : أكيد ، لكن يفضل لو كانت رسالة عملية .
هى : فهمت . وعلى سبيل التأكيد ، دعنا نؤجل الوقت ليوم واحد وساعتين .
هو : أخشى ألا أستطيع.
هى : حسناً إذ قلت: " رجاء أخبره أن المؤتمر غداً فى الساعة الثالثة . عندئذ يمكن أن يكون اللقاء بعد غد فى الساعة الخامسة .
هو : ( محاولاً الفهم ) غداً فى الخامسة ... الثالثة ... بعد غد أعتقد ، أعتقد سيكون الأمر بسيطاً لو أرسلت لك رسالة بالإيميل .
هى : لا. يمكنه أن يرى ذلك على جهاز الحاسوب.
هو : ( ناظراً فى ساعته ) آسف . حان الوقت بالنسبة لى لكى أعود للمكتب
هى : لكننا لم نتفق على الموعد .
هو : إذن سأتصل هناك لكى أتأكد ( يضرب الرقم ويتحدث فى وصت امرأة ) صباح الخير . أيمكن أن أتحدث إلى توتى رجاء ... توتى ؟ كيف الحال هناك ؟ ألم تتعرف على ؟ ( يعيد الاتصال لنفسه بالصوت المعتاد ) أنا بوريا . من بوريا ؟ يا للجحيم ! أريد أن أقول توليا ! لا لست سكران وأنا لا أمزح ، سأشرح لك فيما بعد ... ماذا ؟ أنا متغيب !!من مدة طويلة ؟ و المدير غضبان ؟ سأسرع . الآن حالاً
( يغلق السماعة )
أوه يا ربى !
هى : ماذا حدث ؟
هو : سأطرد بسبب غيابي
هى : أوه ستتعدل الأمور على نحو ما
هو : من السهل عليك أن تقولى ذلك
هى : لا تخف هكذا.
هو : المدير فى غل منى منذ وقت طويل ، وسيكون سعيداً ليجد حجة لكى يطردني
هى : لابد أن أعود للمنزل .
هو : سنخرج معاً .
هى : لا . يمكن أن يشاهدوننا .
هو : صحيح . اخرجى أنت أولاً .
هى : ( تأخذ حقيبتها ) قبلنى قبلة وداع .
هو : ( يقبلها فى تردد ) مع السلامة .
هى : حياتنا ليست سهلة. أليس كذلك ؟
هو : ( مرتدياً معطفه ) لكنها ليست مملة لكى تستعاد .
هى : لقاءاتنا هى الفرحة الوحيدة بالنسبة لى . و لك أيضاً ؟
هو : ولى أيضاً .
هى : وهل تحبني ؟
هو : ( بنفاد صبر ) نعم. هيا اخرجي اخرجي
( تتحرك للخروج فيدق جرس الباب، يتوقفان مشلولين )
هى : ( فى همس ) من ذلك ؟
هو : كيف أعرف ؟
هى : أنا .. مم ... أنا ارتجف ... مع ... مع ...
هو : لا تخاقى سيدقون الجرس لفترة ويذهبون بعيداً
(يتكرر دق الجرس )
هى : سأجن .
هو : اصمتى ( صار شاحباً ) ، يبدو أنهم يحاولون فتح الباب ، هل تسمعين ؟
( صمت متوتر )
هى : تحرك بسرعة وخفة . انظر من خلال العين السحرية
( يتسحب على أطراف أصابعه ، ثم يعود وقد تغيرت ملامحه )
حسناً ؟
هو : ( بإحباط ) زوجتى .
هي : ( مرتعشة ) أأنت متأكد ؟
هو : ( هازاً كتفيه ) الجو مظلم أمام بسطة السلم .
هى : إنه حقاً كابوس ( خائفة ) هل يمكن أن تصل إلى هنا ؟
هو : لا. لقد أغلقت الباب من الداخل
( الجرس يدق )
هى : أوه ، لا أستطيع أن أتحمل ذلك .
هو : اهدأى . علينا أن ننتظر قليلاً .
هى : لا أستطيع الانتظار . كان يجب أن أكون فى المنزل منذ وقت طويل
هو : و أنا لابد أن أكون فى المكتب .
هى : سوف يقتلني زوجي .
هو : سوف يطردنى مديرى من العمل .
هى : كان لابد أن تكون فى العمل الآن ، ما الذى أتى بها إلى هنا ؟
هو : لا أعرف من المؤكد أنها مريضة أو نسيت شيئاً ما .
هي : كان لابد أن أذهب من بدري و أنت لا تكف عن :انتظرى . انتظرى
هو : أنا الذى كنت أستعجلك ، لكنك لم تتوقفى عن الثرثرة .
هى : ليس عندك ذمة ، الكلام الواضح أننى لا أريد المجيء مطلقاً ، كان لدى إحساس بذلك .
هو : وأنت تعتقدين أننى أريد أن اذهب بعيداً ، عندما يفتقدنى رئيسى فى أية لحظة ؟ أعرف أن لا شيء جيد سيأتى من وراء ذلك .
( يدق الجرس )
هى : لابد أن تفتح بعد كل ذلك ، كلانا يرتدى معطفه .
هو : كان ينبغى أن نفعل ذلك بمجرد أن دقت جرس ، ماذا يمكن أن نقول لها الآن ؟
هى : كلانا لا مكان له لكى يهرب ، ما الحل للخروج من ذلك ؟
هو : يجوز أن تخرج بعد كل ذلك .
هى : لابد أن تفهم أننى لا استطيع أن أبقى هنا أكثر من ذلك ( بعصبية ) من المحتمل أن تكون حماتى قد اتصلت بزوجي الآن .
هو : خمس سنوات. خمس سنواتوأنا أبذل قصارى جهدى للحصول على هذا المنصب ، وها أنا أفقده . إنه الغباء !
هى : ( بعزيمة وقوة ) افتح ، بعد كل ذلك أأنت رجل أم لست رجلا ؟
هو : أنا رجل ولكن لن افتح .
هى : ماذا عن مسؤليتك ؟ لقد قلت لى آلاف المرات أن كل شيء قد انتهى بينك وبينها
هو : أنت تكررين مرات ومرات أنك أنت وزوجك غرباء عن بعضكما البعض ، ولكنك ترتعدين أمامه مثل ورقة الجوز .
هى : تلك مسألة أخرى تماماً .
هو : وهذه مسألة أخرى معى أيضاً ، كيف يمكن أن انظر فى وجهها الآن ؟
هى : أوه أنت معدوم الضمير ( تضحك ) أليس الوقت متأخر قليلاً ؟
هو : كنت دائما معدوم الضمير ، أنا لا أنت !
هى : إذا كنت خائفاً كثيراً سأفتح أنا الباب
( بحزم تتحرك للخروج )
هو : ( جاذباً إياها ) توقفى !
هى : جبان ، جبان تعيس وحقير .
هو : تدمرت حياتى كلها الآن و أنت تفكرين .. أنت تفكرين فقط كيف تعودين سريعاً لحماتك البالية .
هى : و أنت ترتعد أمام امرأة عجوز قبيحة كان يجب أن تطلقها منذ مائة عام .
هو : هذه العجوز القبيحة أولاً أصغر منك بخمس سنوات. ثانياً أجمل منك بعشرين مرة ، بجوارها تبدين أنت مثل عش الغراب النيء
هي : لماذا إذن بدأت تمارس الحب معى ؟
هو : أولاً : للتنوع أو التغبير ، ثانياً : حماقة !
هى : ما يجب أن تعرفه أننى أكرهك الآن !
هو : وأنا أكرهك أكثر.
( وقفة )
تعرفين ، لقد كف الجرس عن الدق منذ وقت طويل ألا تلاحظين ؟
هى : نعم ( بأمل ) ربما تكون قد مشت ؟ انظر عبر العين السحرية .
( يتحرك متسحباً نحو الباب ثم يعود منفرج الأسارير )
هو : لا يوجد أحد هناك .
هى : ماذا حدث؟
( تلتقى بنفسها على عنقه )
كف عن الإساءة ، حسناً ؟
هو : وأنت أيضاً كفى عن الإساءة
هى :أيمكن أن نخرج الآن ؟
هو : أكيد . على فقط أن أرتب الأشياء فى موضعها ، بالمناسبة ألم تنسى هنا بالصدفة أحمر شفاهك أو أى شيء آخر ؟
هى : لا لقد تأكدت من ذلك.
هو : ربما يكون فى الحمام ؟
هى : لم أدخل هناك أبداً .
هو : هل تتذكري أين كانت هذه الوسادة ؟
هى : هكذا فى مكانها .
هو : أأنت متأكدة ؟
هى : نعم ، لم نلمسها ، الآن خذ كتاب الشعر هذا .
هو : ( يأخذ الكتاب ) و أنا تقريباً تركته هنا .
هى :أوه . و افتح الستائر ( يفتح الستائر ) كفى كانت هكذا ( تستعرض الحجرة ) نعم ، كل شيء فى مكانه الآن( تأخذ حقيبتها ) أنا خارجة .
هو : مع السلامة
هى : سوف نرتب للقاءنا القادم فيما بعد .
هو : نعم
هى : افتح الباب .
( يسرعان إلى الخروج ، لكن دق الجرس طويل يوقفهما . وفى ذات الوقت يبدأ الهاتف فى الرنين أيضا ، فى حيرة و إحباط ينظر كل منهما إلى الآخر )
نهاية القصة الثانية


.


صورة مفقودة
  • Like
التفاعلات: Maged Elgrah

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى