قصة ايروتيكة بلال فضل - في السياق نفسه

قال لي إنه يعمل في الأوبرا، وإنه واحد من الكورال الذي اشترك في غناء أوبرا عايدة، أكثر من مرة، وأنه سيحال على المعاش في العام المقبل، ومن دون أن أسأل، قال لي بحرقة إنه يعمل على التاكسي، ليس لأنه مضطر مادياً، بل لأنه يحب اللف في الشوارع جداً، كما أنه، من حين إلى آخر، يتدرب على الزبائن كسميعة. وبدون سابق إنذار، اندفع في وصلة غناء أوبرالي أدهشتني، وأكدت لي صدق موهبته، فتحولت من وضع الطناش إلى وضع الاهتمام، وحين تنبهت إلى اقتراب مقصدي، بدأت أفكر في مخاطرة الذهاب إلى مشوار أبعد، لأجد فرصة لطرح كل ما لدي من أسئلة، وهو قرر أن يدهشني أكثر، بأن يوقف الغناءالأوبرالي، ليرفع عقيرته بغناء توشيح "حبيبي يا رسول الله"، كاشفاً عن مساحات أجمل من صوته الذي بدا أوضح وأجمل. حين وقف التاكسي في زحام المرور، إلى جوار بقعة من كورنيش النيل، على سور الكورنيش، وقفت فتاة عارمة المؤخرة، متخذة وضعية الاستعداد العابث لصورة يلتقطها صديقها الذي بدا مفتوناً بها إلى حد الانسحاق، والسائق الأوبرالي قطع غناء التوشيح فجأة، وقال بجدية شديدة "البنت دي ما تتصورش يا برنس، دي تتشال وتتلفح على السرير على طول"، قبل أن يعود لاستئناف "يا حبيبي يا رسول الله" من طبقة عالية.


بلال فضل - قصص نحيلة


500

Tin Whistle
  • Like
التفاعلات: سمية بوغاشيش

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى