قصة ايروتيكة ثورة الرزوق - انظر خلفك بغضب / خيال في المرآة.. قصة

هل لديك الشجاعة لتقر بإثم ارتكبته ؟.
أنا أتحلى بهذه الصفة.
لدي ما أخبركم عنه.
كانوا يصنفونني بالمقاييس السائدة بين الجذابات . سمراء . رفيعة. و أنى أتيت ترتفع درجة حرارة المكان. ثيابي من نوع ورقة التوت ، تستر ما هو ضروري فقط.
و كنت أبتسم للرجال ، ممن هم في سني أو أكبر قليلا . و أحيانا أؤدي في الفضاء حركات لا أقوم بها لو كنت محجوزة وحدي في حجرة موصدة ، و أنا أقرأ ثلاثية ( الأخوة كرامازوف ) لديستويفسكي . إنه كتابي المفضل من بين الألواح القديمة التي يعرفها الجميع : حرب و سلام تولستوي ، و قصة مدينتين تشارلز ديكنز و هلم جرا..
و لكن ابتسامتي قد تتحول إلى طلقة قاتلة أوجهها إلى رأس أي رجل مذكر أشعر أنه يفكر بي في أحلامه السعيدة.
نحن الإناث لدينا السبل لنستدل عمن يفكر بنا في خلوته . لقد أصبحت مجرمة بالغريزة . أنثى عنكبوت . لا أتوانى عن قتل أي رجل يسوقه القدر إلى شباكي.
للإناث أسلحة خفيفة ، و لكنها فتاكة . لقد أخطأ من قال : الحديد لا يفله إلا الحديد.
بعد أن اتخذت قراري السلبي الأول ، و أقدمت على الزواج من امرئ كل ميزته أنه كان يعيش في إنكلترا ، و موديرن ، و دجال ، و هو دائما متورط في الكلام عن ثقافة الجسد و المجتمع الأمومي و السيميائية و المستقبل المبهم الذي يظن أنه عبارة عن مغامرة ، قد تفوز بها و قد تخفق ، رافقته إلى هناك . إلى الجزر البريطانية طبعا. و معي عدة العمل. أثواب ضيقة و قصيرة إلى ما فوق الركبتين . ثياب داخلية لها شكل فراشة أو سنجاب أو حتى غراب . كم كنت أتمنى لو أنعق و أنا معه في الهايدبارك على ضفة البحيرة المتجمدة التي يسيرون عليها بالدراجات الهوائية.
في داخلي مشاعر بغيضة ، و لكنني أحبذ لو أعبر عنها.
أحيانا يخطر لي لو أغتصب رجلا بعد أن أثبت قدميه و ساعديه بأطراف السرير ، ثم أجلده حتى يدمى. أنا أحقد على الرجال ، و أظن أنهم صنف منحط في سلم التطور و لا بد لنا من تعديله جينيا حتى يرقى إلى مستوانا، نحن النساء المستهترات.
في آخر نزهة ليلية لنا ، و لم أكن بعد أحمل جنيني الأول ، ذهبنا إلى حانة راقية، ذات جدران خضراء ، و لها شكل قارب من غير شراع . و كانت نوافذها واسعة . لذلك بوسعك أن ترى من هم في الداخل ، يشربون البيرة و النبيذ ، يدخنون و يتهامسون ، و كأن في رؤوسهم المتقاربة مؤامرة.
لقد جلسنا ، كلانا ، على منضدة مستديرة ، أمامكنا كوبان. في أحدهما جعة و في الآخر عصير برتقال.
لم نمسس الكوبين.
عندي الجرأة لأعترف إنني كنت السبب. لقد عاودتني تلك الهواجس القديمة عن ضرورة قهر الرجال ، اصطياد ضحية أخرى إلى شبكتي ، شبكة العنكبوتة الكبرى السامة ، الأخت الرتيلاء الأصلية ، بتعبير الأستاذ صلاح دهني في كتابه ( حين تموت المدن ) ، فركزت عيوني على شاب كان يبتسم و يتحدث مع أصدقائه بطلاقة.
و لما لاحظ ذلك ، جفت ضحكته ، و بدت عليه علامات الإرتباك . لم يعد يوقن ماذا يفعل ، أظن أنه أسقط في يديه.
أما شريكي ، الزوج ، الموديرن ، الذي لاحظ بدوره ذلك ، قرر أن يهجر الكوب الذي أمامه و اختار من بين الحضور ، فتاة بيضاء ، شقراء ، بثوب أسود من القطيفة، ظهرت به على شكل رقعة من الكلمات المتقاطعة ، و بدأ بتوجيه ابتسمات معسولة إليها.
لا شك أننا لفتنا الانتباه بهذا التناقض في السلوك ، و لكن لأوروبا و للمجتمع الأوروبي قوانينه.
لا تتدخل فيما لا يعنيك....
خيال في المرآة
بعد العودة مساء إلى البيت أسرعت إلى الحمام ، من أجل دوش ماء دافئ. و ربما دعكة بالليفة المبلولة بالماء و الصابون المعطر ، استعدادا لقليل من القراءة، كانت لدي قرب الوسادة رواية لأيريس مردوخ ، مع خلفية موسيقية مناسبة قبل الاستغراق في النوم.
بسبب ندرة الوقود في الفترة الأخيرة ، وصلت فيش الكهرباء بخزان المياه. و بدأت بترتيب هذه الطقوس حسب الصورة التي في الذهن.
إضاءة خفيفة عند السرير. مد الملاءات و ثنيها لتبدو و كأنها ستائر مخدع ملكي لا تعوزه الرومانسية. عصب الحياة الحديثة التي تعاني من ضغط الفولاذ و الحديد و آلات تدور من غير قلب و لا مشاعر.
ثم تخليت عن ثيابي . عارية . لا تسترني غير رغباتي البسيطة و أحلامي التي لا حدود لها ، دخلت إلى الحمام.
فتحت الدوش ، و تركت الماء الدافئ ينهمر على الأرض. و منه كان يتصاعد بخار هو المعادل الموضوعي لعواطفي المتناقضة عن أمس ميت ، حاضر خائن ، و مستقبل مشكوك به ، بعيد عن متناول اليد ، و لا يتأقلم مع زهرة أحلامي.
كانت هنالك فوق المغسلة مرآة صغيرة في إطار نحاسي أصفر مزخرف . لا حت مني التفاتة إليها ، فلاحظت كيف تبدلت ملامحي في الفترة الأخيرة، لقد أصبح لون عنقي قاتما بالمقارنة مع بقية الأجزاء الأخرى من بدني.
ظل الأيام بدأ يترك آثاره على ما تبقى. و لكن البريق في داخل العينين كما هو . إنه النافذة الوحيدة التي تصل الروح بالعالم الواقعي في الخارج.
خلال لحظات قليلة ترسب بخار الماء على المرآة . صورة خيالي المطبوع عليها أصبح مبهما. و هنا أخذت بيدي الليفة. غمستها بالماء الحار. ثم سكبت عليها الصابون السائل. و باشرت أدعك بها جسمي. من الكتفين و العنق ، هبوطا إلى ما هو أدنى ، فما هو أدنى ، و هكذا...

- عن موقع الف لحرية الكشف في الكتابة والانسان


.


صورة مفقودة

Fleurs De Cerise girl - Emile-Vernon

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى