قصة ايروتيكة حميد العقابي - بناتُ آوى

نوافذُ مضاءةٌ على طول خط الأفق، الساعةُ الثالثةُ فجراً، نوافذُ مُسدلةُ الستائر وأنا منتعظٌ، بناتُ آوى يحفرنَ رأسي كمثـقـبٍ كهربائي "بناتِ آوى ما الذي تردنهُ مني؟" يقولُ سعدي يوسف، ها أنا أستيقظُ من موتي، تعالي، انظري إليه سترينَ النبضَ بأمَّ فخذيكِ، نافذةٌ مضاءةٌ، مراهقةٌ تمارسُ العادة السرية، أنا منتعظٌ، بناتُ آوى يتعالى عواؤهـنَ في رأسي، سيدةٌ في الأربعين من عمرها تمارسُ الجنسَ مع الليلِ، أتجاهـلُ طولَ قضيبهِ وأحدقُ إلى قاعِ البئرِ أنا ظامئٌ، عجوزٌ تمدّ يدها بين فخذيها سهواً، من أين جاءَ هذا الشرخُ في الجدار؟ أحدّقُ فيه طويلاً، أسمعُ لهاثاً، أنيناً، بكاءً، عواءً، نوافذُ مضاءةٌ في صحراء، على البابِ إعرابيان عقلا بعيريهما وراحا يلعبان البليارد، في الهودجِ امرأتان تتساحقان، عواء "بناتِ آوى ما الذي ..." خطواتٌ أعرفها تصعدُ مرتابةً سلّمَ الخوفِ، دقّات قلبٍ، أفركُ مصباحَ الشهوةِ "شبيك لبيك هذا النهدُ النافرُ بين يديك" أعصرُهُ، أصغي للهاثِ البنفسجِ، تسطعُ قطرةُ جمرٍ، أرشفها، أنا ظامئٌ، لا أرى غير صورتي، عواءٌ مجنونٌ في الماء "بناتِ آوى ما الذي تردنه مني؟" أرددُ مع سعدي يوسف، بناتُ آوى يعزفنَ على أوتار الصدغين بمخالبَ من حديدٍ، أنهضُ، أبللُ ريقي من زجاجةِ السمِّ الذي ادخرتهُ لمناسبةِ موتي، ما بين المطبخِ والصالةِ أسري منتصباً، مصطنعاً كبرياءً تليقُ بموتي، عواء، والنوافذُ لا تزالُ مضاءةً .... يا إلهي
رأسٌ واحدٌ لا يكفي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى