قصة ايروتيكة إلهام مانع - نعم يُغتصبَن

[SIZE=6] [/SIZE]
أذكر دهشتي الصامتة، وإتساع عيني وأنا أستمع لها وهي تحكي لي.
تقول:"تخيلي، انها كانت تضع الملاية على وجهها وتقول لزوجها، عندما تكمل غَرضَك، ايقظني!"
والبغل، الثور الهائج، كان لا يجد غضاضة في ذلك.
كان يباشرها، جثة هامدة، لا تبدر الحياة منها إلا من خلال إحكام عينيها بعنف، ثم يقوم عنها، ويوقظها.
لايجد حرجاً في فعل ذلك.
لم توجعه رجولته.
لم تثر كرامته.
ولم يعتقد أنه جدير بمن تستجيب له، تستجيب وهي تريد.
لم!
كأنه دابة.
يأخذها، ويمضي.
كل يوم.
كل ليلة.
وهي، هي تصر على وضع الملاية على وجهها، ومسل عينيها بجفنيها، والتظاهر أنها نائمة، تهرب بروحها من جسدها، لتبتعد على ظهر غمامة، حتى يقوم عنها.
تذكرت صمتي المبهوت وأنا أقرأ تعليق سيدة أسمت نفسها "بدور" (الأسم مستعار) على مقال "إغتصاب؟"، الذي كتبته، ونشره موقع "شفاف" في 6 يونيو 2006.
ماذا قلت في ذلك المقال؟
تساءلت عن إمكانية إغتصاب الرجل لزوجته؛ وقلت إن تحديد هذا الفعل ضمن نطاق العلاقة الزوجية، وإن كان يبدو أمرا غير مفهوم، خاصة وأن العلاقة الحسية تظل حقاً مؤسساً للزوجين على حد سواء، فإن هذا لا يعني أنه لا يحدث.
يحدث عندما يجبر الرجل زوجته على ممارسة الجنس ضد إرادتها.
أو يعتدي عليها بالضرب كي يحصل على مراده.
وهو يحدث في مجتمعاتنا كما يحدث في المجتمعات الأخرى.
ورغم أنه لا يشكل القاعدة العامة في مجتمعاتنا، أو على الأقل هذا ما نتصوره في ظل غياب دراسات معقمة في الموضوع، إلا أنه من الضروري التطرق إليه بسبب القناعة السائدة في مجتمعاتنا تجاه طبيعة العلاقة الحسية بين الرجل والمرأة.
تلك القناعة التي ترى أن للرجل حقاً مطلقاً في جسد زوجته، يمارسه "وقتما شاء" و"كيفما شاء".
فجسدها ليس ملكاً لها، بل لزوجها، يفعل به ما يشاء حتى لو كانت كارهة لذلك.
وأن عليها "دائماً" أن تلبى طلبه مهما كان شعورها،
وأن من لا تفعل ذلك لا تستحق فقط غضب المجتمع،
لا بل ستحق عليها أيضاً لعنة السماء.
هذا ما قلته باختصار وجيز. وأظن ان غيري ممن تكتب او يكتب في مجال مقال الرأي قد اعتادت على تعليقات القراء وتواصلهم مع الكلمة. هي الروح التي تغذينا بالمزيد من الأفكار.
بيد أن التعليقات على هذا المقال بالتحديد اثارت استغرابي، لأنها تواصلت على مدى نحو عامين. تصلني إلى بريدي الإليكتروني من حين إلى أخر.
فأقرأ، وأتذكر، وتتسع عيناي من جديد، ليعود إلي الصمت المبهوت.
إستمعوا إلى تعليق القارئة بدور، الذي وصلني منذ ثلاثة اسابيع.
تقول: "لن أتحدث عن دراسات بل عن واقعي. فأنا لا يمكن أن يرحم زوجي تعبي أو حالتي النفسية بل يجبرني على ذلك ويظل يشكك في أنوثتي بسب ليلة أكون فيها متعبة، بالرغم من الليالي الكثيرة التي أسعده فيها. وقد نصحتني زميلاتي في العمل أن أدعي النشوه حتى وإن كنت متعبة وغير راغبة حتى لا أتعرض منه للإهانة، وقلن أنهن يفعلن ذلك دائما عند تعبهن، لأن الرفض يسبب لهن المشاكل".
وتكمل: "فإذا كانت معاشرة الزوج لزوجته بالإكراه في حالات مرضها وتعبها النفسي والجسدي يعد إغتصاب فأن الكثيرات يعانين من هذا. وتتنوع الإهانات بين الضرب والشتم بل حتى التهديد بالطرد والحرمان من أطفالها، فتصبح غير قادره على الرفض وعليها أن تتحمل تعبها وتنفذ رغبته. أما هو إذا كان متعباً أو ليس له رغبة، فله كل الحق بعدم معاشرتها، بل الأعظم أنها لا تستطيع الشكوى لأن مجتمعها يرفض هذا النوع من الشكوى، فالزوج أوامره في هذا الموضوع مقدسة".
وتختم السيدة بدور تعليقها قائلة: "أصبحت غرفة النوم مكان للعمل الخالي من المشاعر والرحمة، عليك أن تعملي في جميع الظروف والا ستواجهين المتاعب وأقلها الشتم…. ونحن هنا نقول إننا نعاني، ولكن هل من حل؟ طبعا لا، طالما الزوج مقدس حتى في ظلمه".
انتهى التعليق!
هل رأى بعضكم وجهه في زوج السيدة بدور؟
يأتيها، ولا يرحم تعبها.
لا يقبل كلمة لا.
وإن لم تفعل شتمها، إن لم يضربها.
فتستجيب له وهي ميتة.
تدعو الله ان يزيح هذا الكرب عن جسدها.
وتتحول مع الوقت إلى آلة، تسَُيرها بإرادة من حديد، لا حب، لا مشاعر، لا إحساس.
فعل الحب موت لها.
وكنت أظن الحب حياة.
يقتل أدميتها، إنسانيتها، مع كل ركلة من ركلات عجيزته.
كم منكم يهمس بالحب في إذن إمرأته قبل أن يلمسها؟
كم منكم يداعبها قبل أن يبدأ بالـ"فعل"؟
يهمس لها بالرغبة قبل أن ينطق بها؟
كم منكم قادر على ان يجعلها تستجيب له بالحب، لا بالشتم والضرب؟
بالحب، بالكلمة، باللمسة، بالمداعبة؟
تتحول بين يديه إلى عجينة من الورود، طرية، ترقص معه، معاً!
كم منكم يرى رجولته في إسعادها؟
كم؟
وكم منكم يقبل أن تأتيه إمرأته، ، تبثه رغبتها، شوقها، وشبقها، ثم تداعبه هي و تلاعبه، وتحيله مع لمساتها إلى سمفونية طافحة؟
كم منكم يقبل أن تفعل إمرأته ذلك من الليلة الأولى؟
صدقوني، حتى لو كانت بلا تجربة، ولو أن المجتمع لم يحيلها إلى كتلةٍ من العقد بَعدْ، فإنها من الليلة الأولى قادرة أن تتحول معه إلى كتلة من الصهد!
لو!
لكننا لا نريدها كذلك؟
أليس كذلك؟
لا نريدها كتلة مشتعلة من الأحاسيس والرغبات.
تصبح "عاهرة"، لو فعلت.
تصبح "مجربة"، لو جرأت.
أو تصبح، على حد تعبير عادل إمام، "متعوده".
لا نريدها إلا جثة هامدة متلقية سلبية لا تستجيب إلا بالكاد.
والرجل، آه أيها المسكين، يغرق معها في تعاسته.
حتى وهو يصرخ بنشوته.
لو كان تيساً، لن يشعر.
لكنه ليس تيساً.
على الأقل، اغلبهم ليس كذلك.
ولأن القضية تتعلق بمجتمع، برؤية دينية، برجل وبإمرأة، وبحق الإثنين في علاقة حسية تحمي إنسانيتهما، أكمل معكم الحديث في المقال القادم.
أراكم على خير إذن!



* عن موقع شفاف الشرق الأوسط

تعليقات

الموضوع فعلا يحتاج لأكثر من نشره كمقال بل لمراجعة شامله للموروث الديني والأجتماعي ، وبيان طبيعة هذه العلاقه الأنسانيه لرسم صورة ذات أبعاد إيجابيه لما يدور في الغرف المغلقه ، وإظهار جانب من الفكر العفن الذي يعشعش في ذاكرة الرجل عموما ،
 
أعلى