قصة ايروتيكة خابيير تومِيو/ Javier Tomeo - شبق.. ت: كاميران حاج محمود

مقصورةٌ في عربة قطار. رجلٌ جالسٌ ناحية اليمين وامرأةٌ ناحية اليسار. الرجل الذي يتظاهر بقراءة جريدة، يلقي بنظراتٍ شبقةٍ على ساقَي المرأة. وفي لحظةٍ من اللحظات يطوي الجريدة، يضعها جانباً، يعقد ذراعيه أمام صدره، ويتنهّد.
الرجل: لم أستطع أن أمنع نفسي، يا آنستي، فعليَّ أن أقول لك إنّ حضورك يُوتِّرني.
المرأة: (متفاجئةً) ما الذي تقوله حضرتك؟!
الرجل: أريد القول إنّ قُربك يُثير أعصابي.
المرأة: لكن ما السبب؟
الرجل: حضرتك، يا آنستي، امرأةٌ من هؤلاء النساء اللواتي لا يمكن أن ينظر إليهن رجلٌ دون أن يشتهيهُنّ.
المرأة: يا لها من مزحة!
الرجل: حضرتك، تضعين كلَّ مبادئي الحسنة أمام امتحان.
المرأة: ما تقوله حضرتك يستحقّ تعنيفاً شديداً. شيءٌ غير معقول أن يوجد، إلى اليوم، رجالٌ على شاكلتك. فكِّرْ، ماذا لو كنا نحن النساء مثل تفّاحاتٍ؟ أتظن أنه في الإمكان اشتهاؤنا وقطفنا هكذا، فتطالنا الأيدي من دون أية مشاكل؟
الرجل: أنا، يا آنستي، لم أقل شيئاً من هذا القبيل.
المرأة: كما لو أنك قلته. لقد عرفت رجالاً آخرين يشبهونك.
الرجل: فلتعلمي إذاً إني أُكنُّ لجميع النساء أعظم الاحترام.
المرأة: اسمح لي أن أشكِّك فيما تقول. حقيقةً، منذ اللحظة الأولى التي رأيتك فيها، شعرتُ بعدم الارتياح بسبب نظرتك التي تشي برجلٍ شبق.
الرجل: أحقّاً تعتقدين أنّ لي نظرة رجلٍ شبقٍ؛ أأنتِ متأكّدة؟
المرأة: انظر في مرآةٍ يا سيد. لديك نظرةٌ أيقظتْ على نحوٍ رهيب أسوأ كوابيسي.
الرجل: (مدركاً، أخيراً، أن كلّ محاولاته في الإغراء ستذهب سدىً) في هذه الحال، آنستي، أظنّ أنّ من الأفضل لي تغيير المقصورة.
يرمي المرأة بابتسامةٍ شهوانية، يتناول حقيبته، ويخرج إلى الممرّ. ومع ذلك، فمغادرته كانت بلا نفعٍ، لأن نظراته، كأثرٍ فضيٍّ يتركه حلزونٌ وراءه، ظلّتْ في المقصورة ترسمُ نقوش أرابيسكٍ فاحشٍ على ساقَي المرأة.



* قاص وروائي إسباني (1932-2013)

.


صورة مفقودة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى