قصة ايروتيكة محمد عبدالحليم غنيم - لن أقلع عن هذه العادة

1- بطاقة بيانات شخصية جداً :
أسمى موجود بالضبط أنا موجود موجود موجود ، وهو أيضا الاسم الثلاثي كاملاً . لي من العيون اثنان ، ومن الأقدام اثنان ، وأيضا لي لسان وأتمتع فوق ذلك بحاسة شم قوية جداً ، وإن كنت لا أستخدمها !
حاشية : تتمتع الكلاب بحاسة شم قوية جداً، وهذا يجعلني فى غاية الحرج !

2- لن أقلع عن هذه العادة .. التلصص :
لجارتنا أم رفعت جسد امرأة لن تمنعوني من التصريح باسمها. قالت لي أفعل ذلك ولا تخش الحكومة . الطماطم أرخص ما فى قريتنا من أشياء ، ويقولون بعد ذلك هناك أزمة ويطالبون بخفض الأسعار ! لن أفعل ذلك مطلقاً . فخذاها يبدوان خلف الثوب الرقيق الذي ذابت أزهاره الملونة الصغيرة بفعل الشمس والماء والغسيل ، وهما ملفوفان كأنبوبتين ملئا بمعجون أسنان ذا رائحة نفاذة مثل عرق النساء المترفات . لم تعر لي فخذيها يوما ، ولكني أستطيع أن أري كل الأشياء – وقد رأيت بالفعل – من ثقب الباب ودون حاجة إلي نظارة مكبرة . يفصلني عن جارتي. أم رفعت – باب خشبي رقيق يتكون من ضلفتين غير سمكتين من خشب رخيص لولا الثقب الكبير الذي بجوار حفرة المفتاح – والذي فى الباب دائما أجده – لما رأيت شيئا ولجارتنا – أم رفعت – نهدان ، لم أرهما بارزين أبدا! متدليان إلي الأسفل دائما فوق صدرها يمتدان . لم أر من جارتي – أم رفعت – غير هذين: فخذيها ونهديها ، أما ما دون ذلك فقد سمعته من الناس والطرقات المظلمة ، وحدثتني عنه الأسواق المزدحمة والقطارات وعربات الميكروباص التى تجوب شوارع قريتنا غير المرصوفة .

3- لن أقلع عن هذه العادة .. الثرثرة :
أتحدث كثيراً ، عن كل الأشياء ، عن السياسة والاقتصاد واجتماع القوي وافتراق الأمم وتعاطي المخدرات وحبوب الهلوسة ، وأنا لست ثرثاراً ، الناس يتكلمون ! أنا وزوجتي نتحدث فى السياسة بصوت مرتفع . مالي أنا وقلق الجيران .هم أيضا يتحدثون فى السياسة .. لكن لماذا بصوت منخفض يتحدثون ؟ لماذا يهمسون ؟! وعلى الرغم من ذلك لن تمنعوني :
سمكة صغيرة + سمكة صغيرة + سمكة صغيرة = أسماك صغيرة .
وسمكة كبيرة + سمكة كبيرة = سمكتين كبيرتين . وسمكة واحدة كبيرة تأكل أسماكاً صغيرة وما يتبقي صفر ! .

4- لن أقلع عن هذه العادة .. السير علي الأقدام :
ألف مدينة وألف قرية وألف نجع وألف كفر وألف عزبة ، وحواري وأزقة وميادين كثيرة دست فوقها وغصت فى عمقها . لاحظت أن اللافتات الكبيرة المضيئة – وهي كثيرة الوجود – تثيرني ، تنفض العروق فى رقبتي وخلف أذني ، ويعاود الدق القديم رأسي ، فأسير غيظاً ، وأسير هرباً ، وأسير وحدي . النساء فى الشرفات العالية بأذرعهن المليئة ورقابهن الغليظة وأحمر الشفاه فوق شفاههن تلال يقفن وقد مال نصفهن الأعلي فوق رأسي – أنا – الذي أسير فى الشوارع حافى القدمين أزرق الشفتين لا أطيق أحمر الشفاه ألف رأسي بأعلام ملونة حمراء وخضراء وسوداء والساعة القديمة فى معصمي تدق فى صمت وخفوت ، أسمعها تئن ، ولن أقلع عن هذه العادة وسأطرق الأبواب وإن توقفت ساعتي القديمة لأسأل عن الوقت والزمن ومواعيد العمل فى مصالح الحكومة !

5- البكاء .. ليس من عادتي :
لم أعد أملك غير الدموع فلأبك وأبك وأبك . دموعي قطرات دافئة سخينة كلبن الجاموسة ، دعوها ترويني ، دعوها تروي صحراء امتدت عبر سنين عمري المقتول بين فكي الزمن .

6- لن أقلع عن هذه العادة الجديدة .. الضحك
أنا لست مجنوناً ، أقسم أنني لست مجنوناً ، وما الضرر فى أن أضحك كثيراً ، الناس كلهم يضحكون ، فى الشرفات والطرقات والمقاهي والنوادي وفى مصالح الحكومة وعند باب الوزير وبين المكاتب وبين أعواد الذرة وفى الشقق المفروشة والمؤجرة وخلف المكاتب وتحت المقاعد وفوق السحاب وعند المساء وعند الظهيرة ووسط المقابر ولضحكهم رنين !


د. محمد عبدالحليم غنيم
.

صورة مفقودة
  • Like
التفاعلات: Maged Elgrah

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى