قصة ايروتيكة سليم البيك - كرز تشيزكيك

كنت أراه يقطر من شفتيها.
سائل الكرز اللزج يلتصق على شفتيها ويمد خيوطه عند زاويتي فمها.
السائل الأحمر، القاني كدم الغزال، يلمع كمرآة بيضاء تعكس ضوء الشمس. كان يطلي شفتين تكادان تقطران بسائل الكرز اللزج، أو يكاد وجهها يقطر بتينك الشفتين.
صحن الكرز تشيزكيك بين يديها، طبقة الكيك المجبول بالجبنة والزبدة والفانيلا، تعتليه أمواج من الكريمة، تسيل فوقها لزوجة الكرز. وبعض حبّاته المفرّغة من بذرها مغموسة بها.
لحبة الكرز هذه مذاق حلمتها، إلا أن الأخيرة أعصى على المضغ. وللكرز لون حلمتها إن كان ليلكياً، أي إن اكتمل نضجه، ولحلمتها لون الكرز إن كان أحمر، أي إن اكتمل مضغها.
ولنهديها لونه قبل أن ينضج، لون الكيك اللحمي، المدهون بالكريمة، المطلية بسائل كرز يسيل كاللعاب عند حوافها، عند انحدارات نهديها.
كانت تعد الكرز تشيزكيك بنفسها، لهذا الكيك نكهة إيروتيكية لم أذق مثلها إلا عندها.
تتعرى قبل البدء، وكأنها تتهيأ لطقوس دينية حرامٌ أن يشوب شيءٌ عريها، وكأنها تستحضر الوصفة من جسدها:
مزيج الكيك والجبنة من لحم جسدها الطري كله. والكرز، لوناً ولزوجةً ومذاقاً، من مزيج أحمر جسدها: فرجها وحلمتيها وشفتيها.
ولها أسرارها الخبيئة، وككل أسرارها لا تكشفها لغيري: أن الكرز مثلاً، لا تقبل بغير ذاك الذي يأتيها من قرية الجشّ، في الجليل.
كما لشفتيها ميوعة سائل الكرز، وكما لحلمتيها مرونة حبات الكرز، لجسدها، لحم بطنها مثلاً أو قاع نهديها، طراوة التشيزكيك الطازجة.
هي متورطة في هذا الخلط بين جسدها والكرز تشيزكيك، كانت كلما اشتقتُ لأحدهما فطلبتُه منها قدّمتْ الاثنين، ما طلبته مشروطاً باستباق الآخر له، إلى أن صرت اطلبهما معاً وتختار هي الأسبقية، وقد تقدّمهما معاً على طبق، أو فراش، واحد.
رأيته يقطر من شفتيها، سائل كرزٍ لزجٍ، حين رميتها مرخيّة على الفراش الأبيض، وسائلها يغسل قميصي، وكل جسدي كما دائماً.
كان أكثر سخونة هذه المرة.
قال الدكتور إنه رصاصٌ حي، وإنني تأخرت في إحضارها.
لم أصدقه، لأني لم أغتسل كفاية.
ولأن كرزاً ما زال يثمر هناك، في الجليل.




—————————————————
* من المجموعة القصصية كرز، أو فاكهة حمراء للتشيزكيك


.


صورة مفقودة

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى