ديوان الغائبين : حمد صالح - العراق - 1949 - 1985

حمد صالح ولد في الشرقاط أواخر عام 1949 ودرس فيها وفي ثانوية نقابة المعلمين المسائية في بغداد . عمل موظفا في مديرية زراعة نينوى . كتب القصة القصيرة والرواية و قصيدة النثر والنقد الأدبي , ونشرت له الصحف و الدوريات العراقية والعربية . توفى في الموصل إثر نوبة قلبية مفاجئة صبيحة يوم الجمعة 3/ 5 / 1985

كاتب وأديب عراقي , قدم للحياة من عمره القصير مالم تقدمه له الحياة, أعطى كثيرا أكثر مما أخذ , عاش معادلة ظالمة , فلم ير اٍلا (ماكان مترسبا في قعر قدح خمر مغشوش ) هكذا كانت الحياة بالنسبة له , أو هذا كل ماتيسر ان تبوح له به .

إن كانت خاتمة حياته حادة الحافة والمعالم وبدون مقدمات .حيث عاجلته نوبة قلبية ( لم تكن مفاجئة له ) صباح الجمعة في اليوم الثالث من شهر مايس 1985 لم تمهله الوصول إلى مستشفى الموصل العام . فأن وثائقه الثبوتية لم تتفق على تاريخ محدد لولادته , فقد دخل مدرسة الشرقاط الابتدائية عام 1958 بشهادة ميلاد مثبت عليها تولد 1952 لتغير هذه فيما بعد إلى تولد 1947 , مع انه ولد في قرية أجميلة /الشرقاط/نينوى عام 1950 وكان ترتيبه الثاني بين أربعة إخوة , الأول مهدي (عضو الإتحاد الاشتراكي عام 1964 ) والذي أحدثت وفاته المبكرة عام 1966 شرخا وانكسارا في مسار حياته.

- درس في ثانوية نقابة المعلمين المسائية في الكرخ /بغداد , ليكتب أول عمل قصصي له .
- عمل موظفا في مديرية انحصار التبغ في نينوى , وبعد إلغاء وزارة شؤون الشمال التي كانت تتبعها دائرته نقل إلى مديرية زراعة نينوى وحتى تاريخ وفاته .
- كتب القصة القصيرة والرواية وقصيدة النثر والمقالة النقدية . ونشر في الصحف والمجلات العراقية والعربية .
- نشرت له دائرة الشؤون الثقافية مجموعته القصصية الأولى ( الملاذات ) عام 1988
وبعد وفاته نشرت الدار المذكورة رواية ( خراب العاشق ) عام 1986
وقد وافقت الرقابة عام 1984 على طبع ونشر مجموعتيه القصصيتين
- البحث عن هاجس قديم
- تحت سماء واطئة
كما تعهد اتحاد الأدباء في نينوى في حينه بطبع ونشر مجموعته القصصية ( مملكة الربع الخالي ) ,

* له مجموعة قصصية أخرى تحت عنوان
- انهيار سد مأرب تنتظر مع سابقاتها من يأخذ بها إلى دائرة النور .

* من أعماله المخطوطة أربع روايات :
-رحلة الأعوام المتعبة )
- آلهة المقابر )
- زمن الأحلام المستحيلة
- جبل الثلج الساخن .
- مجموعة شعرية تحت عنوان ( البحر يكشف للريح عن أسراره )..

* البحر يكشف للريح اسراره

- 1 -
يقول لي غراب اسود
- انها بلادك ..
فأستدير نحو الجهات الأربع/ أناشد أوجاعي الكبيره
- متى يا بلادي تكمل الأرض دورتها الأخيره ؟
اقبض على حفنة تراب/ وحين افتح يدي أرى غانية رخيصة مشرعة ساقيها لريح الجزيرة
- من أنت ؟
- انا بلادك
اترك أوجاعي خارج مخدعها وأتوسد متعباً صدر الأميره/
أغفو على مشارف حلم طري، فأستيقظ مذعوراً على ضجيج الخصيان والأذناب وشيوخ العشيره/
لقد خان الأمانه..
- اقتلوه ..
- ارجموه..
- مزقوه..
- القوه في النار/
ارسم طريقاً للمتعبين اسود/ الهث في منحنياته الضيّقة/ اجترح الرفض../
- أحقاً يا بلادي.. أنت بلادي ؟ !!
- 2 -
يا وجهنا المستباح
كل حلم عن الغادين قاتل
كل حلم عن الآتين قاتل
كل حلم بين الاثنين قاتل
فمتى ألوذ من قسوة هذا العالم
بين رغيف خبز وصدر امرأة ؟

***



***

اعتذار

وطني ما بعتك رغم جراح الغربة وقد بعتني
سلعة مشتراة وسلعة مباعة
تستوي على جبيني القاسي قبلات امرأة عشقتها ذات يوم إلى حد العبادة
وبصمات سوط رهيب
فاحملني فيك ريحاً لا تنوشه الرماح
يا وهجاً ما برح يومض في عيون الصبايا الحالمات
في ظلمة الحقول الظامئة
قد حملتك عبر الثلاثين المظلمات
وجه امرأة متعبة
* * *
تجرني الحقول إليك وعشقي القاتل
فاستظل منك تحت سماء باردة
ووجهي وصية مصلوب يحمل لون السنابل
وشحوب البرتقال
وكلمة نبي لم يبعث بعد
وصرخة مكتومة تجيء مع ريح الشمال
من تحت سنابك خيول العشيرة


***








حمد صالح.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى