عزة سلطان - فنجان قديم لا يجف.. قصة قصيرة

بدا الماء باردًا، جفت خلايا يدها، وازدادت خشونة، وهي تجفف يديهابمنشفة المطبخ قررت أنها سوف تستخدم أحد الكريمات المرطبة بعد أن تنتهي من أعمالالمنزل. وصلتها رسالة، سيتأخر اليوم، يمكنها والأطفال تناول الغداء دون انتظاره،وجدت في ذلك مشقة جديدة، هو لا يُحب تسخين الأطعمة، يرغبها طازجة، قامت بتتبيلشرائح صدور الدجاج، وضعت قليل من الحليب والليمون، الحليب يضمن لحم طري حتي بعدالقلية، والليمون يُكسبه لذعة مُحببة، قررت طهو جزء وتترك الجزء الآخر حتي يحينوقت حضوره. عادت للمطبخ وعقلها مشحون بعشرات الأفكار، المعكرونة والدجاج، للصبيوالفتاة، وملوخية وأرز للصغير، سوف تقوم بسلق ربع كيلو لحم، حتي تستخدم الشوربة فىعمل الملوخية.


ماتزال الحنفية تتخلص من برودة مائها، وهي كل فترة تجفف يدها،تتحرك مثل عازفي الدرامز، بين الأواني والحنفية التي تئن من البرد، لا تُفكر فيتدفئة المياه بواسطة السخان الكهربائي، فهو يستهلك كهرباء وسينعكس ذلك بالتأكيدعلي الفاتورة، يكفي الاستهلاك الحالي، زوجها يستحم يوميًا، والأطفال كل ثلاثةأيام، وهي! حين جاءت لنفسها توقفت لتُفكر لماذا لا تستخدم السخان حين تستحم؟ قطعأفكارها دقات جرس الباب، صبي الدراي كلين يسأل عن ملابس بحاجة إلي الكي، نفت ذلكوأغلقت الباب. عادت إلي المطبخ، الوقت يمر وهي بحاجة إلي ضعف الوقت حتي تنجزأعمالها، ماذا كانت ستفعل لو أنها تُداوم علي العمل يوميًا، لابد أن فكرة نصفالوقت كانت فكرة حكيمة جدًا، تكتفي بيومين فى العمل، تبدوان لها كنزهة تلتقيخلالهما بالزملاء، والأصدقاء، شيء يقلل من ملل البيت والتزاماته.


يوم العمل مزعج فى أولهإذا لم يوصلها زوجها واضطرت أن تستقل المواصلات العامة، لكنه أوصلها هذا الصباح،افتتحت اليوم بابتسامة وتبادلت وصفات الطهي مع زميلاتها، وبعض من أخبار تلقفتها منالمواقع الاخبارية، ثم جلست إلي مكتبها مع توافد الجماهير الراغبة في قضاءمصالحها. توجه إليها يطلب توثيق ورقة، الصوت اخترق أُذنها بغتة، رفعت عينيها،اصطدمت بابتسامة، تُدرك أنها خُلقت للمجاملة ولا تنتمي لها، ما الذي يجعلك تتوقفعند انسان دون غيره؟ وحده أشارت له بالجلوس، وسألته عما يشربه، جاء السؤال مفاجئًاله، فأجاب في تلقائية قهوة مظبوط. أشارت للساعي اشارة ذات مغزي، قهوة مخصوص منالبن ال...

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى