قصة ايروتيكة دونا ليفي - غداء في استراحة مارلتون.. ت صالح الرزوق

قابلت الشهر الماضي البنات خلال الغداء في استراحة مارلتون. و ذلك في الصالة المفضلة لدينا من المجمع الجديد. كان هذا المطعم اختيارا موفقا . بطريقة ما تناول الطعام هناك جعل شهيتي من غير حدود ، و كنت نصف الوقت أتناول من المأكولات ، ثم أيضا أفكر بكل ذلك المقدار من الثياب المعروضة التي لفتت انتباهي أثناء الصعود إلى فوق بواسطة المصعد ، بالأخص تلك التنورة الخفيفة ذات اللون الأحمر الداكن و لكن العاطفي و الدافئ. بعد أن أصبحت بين صديقاتي ، لم يكن بوسعي أن أغض البصر عن التألق الذي كان في تمام الانسجام مظهريا مع أعمارهن. طبعا ، هذا رهط من النساء ، بغاية الأناقة و المعاصرة. حتى لو لم يكن لدى المرء إلمام شخصي بهن ، إن مظهرهن الخارجي وحده يخبرك أن لهن نصيبا في كل شيء. ثم عادت لي ذكرى أخرى. لقد كن جميعا ممن خضعن لعمليات تجميل في الوجه. و بينما كنت أتأمل بإعجاب كيف أن الجروح تشفى من أذني كاتي ، قالت على سبيل تعليق عابر " أنت من عليه الدور ! لقد خضعنا جميعا لحد السكين ، ما عداك ".
كنت على دراية أن كل واحدة من بين أعضاء حلقة الصديقات هذه ( هناك حلقة أخرى لها اهتمامات شخصية مختلفة ) تتوقع مني أن أطلب موعدا مع الدكتور فرانكيل. كنت أعتقد أنني على وشك أن أحمل سماعة الهاتف و أطلب رقمه ، و ذلك في موعد قريب. و لكن مجرد التفكير بالملاقط و إبر الخياطة كان يطمرني بالذعر. و ما زالت ذكرى الغيبوبة من جراء استئصال اللوزات حية في الذهن ، لقد حصل ذلك في الماضي حينما كنت في حوالي الرابعة من العمر.
بعد الاستماع إلى تعليق كاثي ، أضافت مارج : " آه ، سريعا ما سوف أكرر ذلك ، الخضوع لتجميل في الوجه هو أفضل قرار أزمعت عليه ".
على ما أعتقد لم أكن أنا بالذات جاهزة بعد . ليس ذاك لأنني لا أود أن أبدو في العين شابة . لقد كنت ، في أية حال ، أفضّل حقا أن أظهر بهيئة أخرى ، لنقل لانا تورنير و هي في ريعان شبابها.
قالت جوديث : " لا تزهقي الوقت في التفكير ". و أضافت : " احزمي أمرك. و إلا اقتصر الأمر على ثرثرة مجانية عن نوايا مضمرة. صدقيني ، العمليات التجميلية هي خبز أية امرأة في الستين ".
و حينما كانت النادلة مشغولة معنا و تصب لنا القهوة في الأكواب ، استرقت السمع إلى حوارنا. لقد كانت لديها خطط خاصة من هذا القبيل. لذلك قالت : " بلغ مسامعي أن تبديل ملامح الوجه صرعة في هذا العصر ، أقله لدى السيدات الفرنسيات. أعتقد من ناحية عملية هذا يدخل في نطاق زرع الأعضاء . طبعا ، أنا لا أرغب أن يأتي أقارب و أصدقاء ذلك الشخص الفقيد الذي اندثر ، ليتحروا ماذا طرأ عليه. و من كل بد هم ينتظرون أن أتابع الحياة بنفس الطريقة حين كان ذاك الوجه معي. يجب فعلا التفكير بأشياء لها هذا الاتجاه ...".
ردت كاثي و جوديث في نفس واحد : " شكرا للاهتمام ".
في نفس الأثناء بدأت أشعر بالمغص. ربما لم يكن حريا بي أن أطلب وجبة ساخنة من سمك التيلابيا مع السلطة.
أصبحت ملامح مارج عويصة و جادة تماما و هي تحاول سرد قصة فرانسين أولسين. قالت : " ادخر زوجها قدرا من المال في حساب خاص فقط من أجل عملية للوجه. حسنا. أزمعت فرانسين أخيرا أن لا تحمل وجها صناعيا و لو كان شابا. كانت تعتقد أن من غير الملائم أن تغش الطبيعة بهذه الطريقة. و لكن ما علاقة ذلك بهذه الأفكار. إع ، حقا ، من يعلم. كانت تحبذ أن تكون هرمة كما يقتضي المنطق . حتى أنها سمحت لشعرها بالمشيب. و هكذا عقد زوجها إيرني موعدا لنفسه مع الدكتور فرانكيل . إنه لم يقتني وجها جديدا و حسب ، بل بحث عن زوجة أخرى ، و كانت أصغر منه بحوالي عشرين عاما ! ".
خيم الصمت على كل من وراء المنضدة.
و أنا أنظر إلى تلك الوجوه المستقيمة و من غير تجاعيد ، و لكن المضبوطة و الصارمة ، و بعيون شاخت بالسن و لا تعوزها الحكمة ، شعرت كما لو أنني أخضع لعقوبة ابتزاز صامت.
قالت كاثي : " اعتبري أن هذا تحذير ، يا عزيزتي ".
قلت : " حسنا ، من دواعي الصدق ، يا بنات ، أنني لا أفكر بالرغبة لتجميل في الوجه بعد ".
انهمكن جميعا في ضحكة مجلجلة ، و مدت جوديث يدها إلى حقيبتها و سحبت منها مرآة صغيرة و قدمتها لي ، و هي تقول : " هاك. هذه هدية مني ! قدمها لي الدكتور فرانكيل على سبيل تحية. إن عنوانه و رقم هاتفه مسجل على قفاها ...".
قلت : " هلا أجد عذرا لديكن أيتها السيدات ! لست حقا جائعة و أنا أرى هناك تنورة حمراء و أرغب في قياسها ".
و لكن حتى قبل أن أتدبر أمري للنهوض ، سحبت مارج هاتفها الخليوي من المحفظة و قدمته لي.
و هكذا انتهى بي الأمر.
به طلبت موعدا من أجل عملية لتجميل الوجه ، و أنا أتناول الطعام في استراحة مارلتون.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى