ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عبدالرحمن إسماعيل - مصر - 1867 - 1897

ولد في القاهرة، وتوفي فيها بعد عمر حافل بالعمل، على الرغم من قصره.
قضى حياته في مصر.
تلقى علومه الابتدائية في مدارس القاهرة، ثم التحق بمدرسة طب قصر العيني وتخرج فيها عام 1895، وتخصص في طب العيون.
عمل طبيبًا في القاهرة واشترك في مكافحة وباء الكوليرا بضاحية طره جنوبي القاهرة. ثم التحق بالجيش المصري برتبة ملازم أول، وحضر فتح دنقلة، ثم عاد إلى القاهرة وتوفي فيها.

الإنتاج الشعري:
- له قصيدة في استقبال الخديو عباس حلمي نشرت في مجلة «المنظوم» - القاهرة - 111هـ/1893م.

الأعمال الأخرى:
- له ثلاث مؤلفات مطبوعة هي: طب الركة - جزآن (وهو في الطب الشعبي الذي تستخدمه العامة) - مطبوع، والتقويمات الصحية عن العوائد المصرية، والتربية والآداب الشرعية للمكاتب المصرية (توجيهات لتلاميذ المدارس).
المتاح من شعره قصيدته في استقبال الخديو عباس حلمي العائد من تركيا إلى عاصمته، وصفه بالعدل والحكمة والذكاء السياسي، وعلق عليه آمال النهضة، لغته قوية
جزلة، وتراكيبه حسنة، معانيه واضحة، وبلاغته قديمة، بدأ قصيدته بمخاطبة الخديو، وختمها بالتأريخ الشعري.

مصادر الدراسة:
- عمر رضا كحالة: معجم المؤلفين - مؤسسة الرسالة - بيروت1993.


مجدٌ ينادي أهله

بـمضـاء عزمك نلـت كلَّ مــــــــــــــرادِ
وبنـيـت للإسلام ركـنَ عـمـــــــــــــادِ
نـاداك مـجـدك فـاستجـــــــــــبت نداءه
وسلكت تطلـبـه سبـيلَ رشـــــــــــــــاد
فسـريـتَ كـالـبـدر الـمـنـير مـيـــــمّمًا
عــــــــــــــــرشَ الخلافةٍ كعبة القُص
فحـبـاك حـامـي الـديـن مـــــــنه برأفةٍ
وحنـانةٍ أبــــــــــــــــــــويّةٍ ووداد
والـحـرُّ مـن تـنفـي الكرى أجفــــــــانه
سعـيًا لخـير مـواطنٍ وبـــــــــــــــلاد
إذ كـيف يفتـرش الـدمقسَ وقـــــــــــومُه
بـاتـوا عـلى حَسَكٍ وشـوك قتــــــــــــاد
فقـريعُ هـذا الـدهـر مَنْ لـم يـــــــنخدع
بـمدامع الأعـداء والـــــــــــــــحسّاد
وأخـو السـيـاسة مـن دهى أعـــــــــداءه
بـالرأي لا بفـيـالقٍ وجـيـــــــــــــاد
واللهُ يـنصر مـن يغار لـديــــــــــــنه
حتى يُذلّ له لـيـوثَ الـــــــــــــــوادي
والشعبُ يُصلـحه مـلـيكٌ عــــــــــــــادلٌ
والعـدلُ للعـمـران كـالأطــــــــــــواد
عزُّ الـبـلاد مـوكّلٌ لـمـلـوكهـــــــــــا
فهـمُ له كـالغـــــــــــــــــيث للروّاد
بـالـحـزم والرأي السديـد يفـوتهـــــــا
كـيـدُ العـدى وطـوارق الإفســـــــــــاد
يرمـون عـن فكرٍ بصـائب حكـــــــــــــمةٍ
أو بـالصـوارم والقنـا الـمــــــــــيّاد
قبـلا ًعصـيـتُ الشعـر لـم أحفل بــــــــه
لكـنْ مديحُك قـد ألان قِيــــــــــــــادي
جـمّعتَ افذاذ القـلـوب برحـــــــــــــلةٍ
مـيـمــــــــــــــونة الإصدار والإيرادِ
فغدت قـلـوب الـمسلـمـيـن بأسـرهـــــــا
قـلـبًا جـرت فـيـه مـيـــــــــــاه وداد
تـرجـو إعـادةَ سـوددٍ قـد شـــــــــــتّتت
أيـدي الزمـان بفـاعـل استبــــــــــداد
روحٌ سـرت فـي الشـرق فـانـتعـشـت بـهـــا
أعضـاءُ جسمٍ آذنـت بفســـــــــــــــــاد
الـمغرب الأقصى «لجـاوى» نـورُهـــــــــا
عـمَّ الـورى مـن حـاضرٍ أو بــــــــــــادِ
وبأرض فـارسَ والعـراق وكـابــــــــــــلٍ
وكذا بـدهلـي غابِة الآســـــــــــــــاد
وببطن مكّة والـحطـيــــــــــــــم ويثربٍ
ومـواطن النعـمـان مـــــــــــــن سنداد
هـذا هـو الشـرف الرفـيع أقــــــــــمتَه
لـمفـاخر الأبنـاء والأحفـــــــــــــاد
هـذا لسـان الصدق يـخلــــــــــــد ذكره
إذ خُطّ فـي صـفحـــــــــــــــات كل فؤاد
أنـا لست أحصـي يـا عزيـزُ مكــــــــارمًا
جَلَّتْ عـن الإحصـاء والـتعـــــــــــــداد
فـاسعـدْ ودم واحفـظْ لـمـصرَ حقـوقهــــــا
وامـنعْ محـارمهـا عــــــــــــن الأضداد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى