محسن الذهبي - القبو اللندني.. قصة قصيرة

كان موعدنا الأول في ص . عبر محرك البحث حجزنا المبيت هناك بعد أن أتفاقنا ان يكون لقاؤنا متستراً بالضباب اللندني ، لم نكن نعرف أنها في الطابق تحت الأرضي ! كانت تشبه إلى حد ما سرداب بيتنا البغدادي القديم المفروش بطابوق مربع الشكل بارد في الصيف حنين الدفء في الشتاء. الشقة واسعة من الداخل . لكن شوقنا للقاء لم يكن يسمح بالتفكير بالتفاصيل الصغيرة. وصلنا وكان الحديث متقطعاً بين بوح وابتسامات تشي برغبة مجنونة في الاحتضان والاقتراب إلى حد الذوبان . لكن الحياء الشرقي جعلنا نتريث لنخلق أكاذيب صغيرة نهتم بها . فتحت الهاتف المحمول على أغنية عراقية حزينة، تذكر بالشوق والحنين لماض جميل عشناه معا في عراقنا... كانت تحاول الانشغال بإعداد الطعام، وكنت أتوق إلى قول كل شيء. لكن دموع حزني العراقي سبقتني... انهمرت... وحين أبصرتها وجدتها تغرق في دموعها حنيناً لأيام وطن ضاع في زحمة الاغتراب. لحظتها تذكرت أننا في قبو البصل نبكي ماضياً لا نعرف كيف نستعيده .

مانشستر - 2017

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى