ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عبدالرحمن الشرقاوي العباسي - مصر - 1916 - 1946

ولد عبدالرحمن أحمد عبدالحكيم الشرقاوي الحامدي العباسي في الكرنك (ضاحية مدينة الأقصر بصعيد مصر) وبعد عمر قصير لم يجاوز الثلاثين عاد جسده إلى الثرى الذي شهد مولده.
عاش في عدة مدن مصرية.
حفظ القرآن الكريم وتلقى مبادئ اللغة والدين على يد والده الفقيه، ثم سافر إلى القاهرة ليلتحق بالتعليم الديني في الأزهر (1934) وقد حصل على الشهادة
«الأهلية» عام 1943، وتوفي قبل أن يحصل على الشهادة «العالمية».
عين إمامًا وخطيبًا لمسجد العدوية بناحية «بولاق الدكرور» - (من ضواحي القاهرة).
كان له ميل إلى العمل الصحفي، وقد راسل بعض الصحف كما كان مندوبًا لمجلة تصدرها الكليات الأزهرية.
كان صوفىًا على الطريقة الخلوتية.

الإنتاج الشعري:
- له: «شفاء اللب الجريح في تخميس بردة المديح» - (طبع على نفقته) - مطبعة الحرية - شارع محمد علي بمصر - 1941 ، كما نشر بعض قصائده في مجلتي: «الإسلام»، و«هدى الإسلام»، وله ديوان شعر مخطوط.

الأعمال الأخرى:
- له بعض الشروح والمصنفات في علم التوحيد، مخطوطة.
شعر ديني صوفي في تهذيب النفس بالتوبة وكسر التعلق بالدنيا، فإذا جاوز هذا المعنى كان شعر مناسبات دينية واجتماعية، مارس التشطير والتخميس والتأريخ الشعري، وله منظومات تعليمية تشرح العبارات والعقائد.

مصادر الدراسة:
1 - ترجمة خطية كتبها ابن خال المترجم له، وهو مأذون مدينة الأقصر.
2 - لقاءات أجراها الباحث محمد ثابت ببعض أقارب المترجم له - 2003 .

* تهنئة وتأريخ

شعـري كَلُبِّي غَدا للـحـب مأســـــــــــورا لا يـنثنـي بـل عـلـيـه صـار مقصـــــورا
يَفتـنُّ فـي مدحه مـن كل نـاحـــــــــــيةٍ ويـنظـم القـول مـثل الـدرّ مـنثــــــورا
إذا تغنّى عـلى أفـنـــــــــــــان روضتهِ وصـاح عـدتُ إلى نـاديك مسحـــــــــــورا
أضحى يـهـيـم بـمـن يـهـواه عــــــن كثبٍ حتى أبـاح بـمـا قـد كـان مستــــــــورا
ولـيس يـهـوى سـوى طه وعتــــــــــــرته وكـيف لا وعـلـيـه صـار مفطــــــــــورا
فـيـا عذولـيَ كُفَّ اللــــــــــومَ لا تَلِجَنْ بحـرًا بـمـاء هـوى الـمختـار مزخـــــورا
كُفَّ الـمـلام وكـن مـثلـي تكـــــــن رجلاً دومًا عـلى صدمـات الـدهـر مـنصـــــــورا
ويـا بـيـانــــــــــيَ أَوفِ العهدَ مغتبطًا وبشِّرَنْ مـن أتـاه السعـد مســــــــــرورا
أعـنـي بـه بـهجة الأشـراف زهـرتهــــــم سلـيل أحـمدَ شهـمًا لـيس مـنكـــــــــورا
إدريس نسل الألى سـادوا بـمـجــــــــدِهُمُ وقـد غدا حـبـهـم فـي اللـبّ مسطــــــورا
وهـنأَنْهُ بحجٍّ جـاء طـــــــــــــــــالعه مبشـرًا برضـاءٍ لـــــــــــــــيس محظورا
إدريسُ هـذا قـريضـي جئت أمـــــــــــنحه إيـاك لا زلـتَ بـالإسعـاد مغمــــــــورا
فـاقبـلْه واطربْ وطِبْ نفسًا فحظك قــــــــد أضحى عـلـيـه لـواءُ العز مـنثــــــــورا
وقـد أتتك بُروقُ السعـــــــــــــد مُورخَةً تفـيـد حَجّاً أيـا إدريسُ مشكـــــــــــورا

***

* من تخميس: بردة البوصيري

مـا لـي أراك كثـيرَ الـدمع والسقمِ = مبـلـبـلَ الفكر لا تقوى على الكَلَمِ
وحـالك الآنَ لا يخفى على الفهمِ = أمِنْ تذكُّر جــــيرانٍ بذي سَلَمِ
مزجت دمعًا جـرى مـن مقـلةٍ بـدم = أمـن ديـارٍ بذات الضـال عـالـيةٍ
أبصرت عَزّةَ فـي أثـواب غانـــــــيةٍ = أم طـيفُهـا جـاء يـا صـاحـي كبارقةٍ
أم هـبّتِ الريح ُمـن تلقـاء كـاظمةٍ = وأومضَ الـبرق فـي الظلـمـاء من إضَمِ
إنـي نصـيحٌ فكـن للنصح مـلـتفتـا = واسمعْ مقـالـي لأنـي في الغرام فتى
إن كنتَ تُخفي الهوى من بعد ما ثَبَتـا = فما لعـيـنيك إن قلت اكفُفَا هَمَتـا
ومـا لقـلـبك إن قلت استفق يَهِمِ = يُخـفـي هـواه وفـي أحشـائه ألـمُ
والـدمع مـنه عـلى الخدّين منسجمُ = ولُبُّه للـحـاظ الـبِيض مـنهـــــــزمُ
أيحسب الصـبُّ أن الحب مـنكتـمُ = مـا بـيـن مـنسجـمٍ مـــنه ومضطرمِ
يـا واقفًا بـيـن تلك الأرسُمِ المُثُلِ = تسقـي رُبـا حَيِّهـا مـن دمعك الهَطِلِ
لا تكتم الحبَّ خوفًا من أولي العَذَلِ = لولا الهوى لم تُرِقْ دمعًا على طللِ
ولا أَرِقْتَ لـذكر الـبـان والعَلمِ = آيـاتُ وجـدك فـي عـيـنـيك قـد ظهــــــرتْ
ونـار عـشقك فـي أحشائك اتَّقَدتْ = وذي دمـوعك لاجفَّتْ ولا جــــمدتْ
فكـيف تـنكر حـبّاً بعـد مـا شهدتْ = بـه عـلـيك عـدول الـدمع والسقــــمِ
إنـي أراك شغوفًا بـالهـوى افتتـنا = ومُدْنفًا جفـنُه قـد خـاصـم الـوسنـــــا
تـريـد كَتْمَ غرامٍ قـد بـدا عَلَنـــا = وأثبت الـوجـــــــــــــد خَطَّيْ عبرةٍ وضنى
مـثل الـبـهـار عـلى خدّيك والعَنَمِ =حـادي الـمطـايـا حَدَا لـيلاً فشـوَّقنــي
ولـوعتـي ضُوعِفَت والـدمعُ أغرقني = فقـلـت لـمـا جـمـيل الصـبر فـارقني
نعـمْ سـرى طـيفُ مـن أهـوى فأرّقني = والـحـبُّ يعتـرض اللـذاتِ بـالألـــمِ
دلائل الـحـب قـد صارت معبِّرةً = عـن حـالـتـي ولـبـلـوائـي مـصـوِّرةً
فـاتـركْ مَلامي حَبَاك الله مغفرةً = يـا لائمـي فـي الهوى العذريِّ معذرةً
مـنـي إلـيك ولـو أنصفتَ لـم تلم = أضحى فؤادي مـن الأشواق في سَعَر
والـدمعُ أظهـر مـا أخـفـيـتُ من خبري = فـيـا عذولاً غدا يَفتـنُّ فـي ضرري
عـدتك حـالـيَ لا سِرّي بمستَتَرِ= عـن الـوشـاة ولا دائـي بـمـنحسم
دع لـومَ قـلـبـي فإن اللوم يوجعهُ = واتـركْ فتًى عـن هـواه لستَ تـمنعه
يـا نـاصحًا آمـلاً أنّي سأتبعه = محَضْتـنـي النصحَ لكن لست أسمعه
إن الـمحب عـن العُذّال فـي صمم = وصلُ الأحبة عندي غاية الأملِ
لذا فؤادي عـن العذال في شُغُلِ = فلا تحـاولْ عذولـي في النصـيحة لي
إني اتهمتُ نصيحَ الشيب في عذلِ = والشـيبُ أبعـد في نصحٍ عـن التُّهَمِ


الشرقاوي.jpg

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى