شيماء عبد الناصر - حلم امرأة تُشَبِّه القمر بنصف السندوتش

هاتفى لا يرن مطلقا فى هذا الوقت من الليل، فقط أتفحص الرسائل المرسلة، وأجدها كلها لشخص واحد، طالما نبض قلبى باسمه، أجدنى وبطريقة تلقائية أطلب الرقم الذى يسجله الهاتف باسم"حبيبى".

- الرقم المطلوب مغلق أو غير متاح من فضلك............
أنتظر كالعادة لساعات وساعات أفكر بك، وأتمنى أن أطلب الرقم، فلا أجد الرد الذى اعتدت عليه حتى أصبح عاديًا جدا، وغيره هو الغريب.
منذ شهور قليلة كنت أجلس بنفس القلب المضطرم بالغضب والحزن، قلب امرأة تنتظر وهى تبكى ولا تعلم ماذا يحدث بعد؟

الآن أجدنى اعتدت الأمر، وراجعت جملة الأحلام التى صنعتها فى بداية قصة حبى وأخذتنى ضحكة استخفاف وسخرية بكل تلك الرومانسية والأوهام الغرامية، كم كنت خيالية حينما نسجت هذه الأحلام، وكم كنت حزينة فى أولى لحظات الكشف، كشفى أنك رجل عقلانى، تستخفُّ برومانسيتى وتعتبرها"قديمة قوى".

لا يزال هاتفى نائما وعقلى وعيونى فى يقظة مخيفة، والليل يمر والدقائق تحرقنى، أطلب الرقم للمرة التى لا أذكر.
- ألو
- وحشتنى........
- أنت كويسة؟
- تمام، حاول تفتح الشباك وتشوف القمر شكله حلو قوى النهارده
- قمر!!!!!، أنا هنام بعد شوية عايزة حاجة.
- تعرف إنه يشبه........ يشبه حاجة حلوة، لونه فضى وجميل، شبه نص السندوتش.
- نص السندوتش!!!!!، إنت جعانة.
- لا بس أصل الوقت بيمر بسرعة وأنت هتنام وعايزة أقول لك حاجات كتير فتلخبطت.

- طيب سلام أنا هنام، تصبحى على خير
- وأنت من أهله
أذكر أننى جلست لساعات أمام القمر هذه الليلة، أنظر إليه وأبحث له عن تشبيه آخر غير نصف السندوتش، فلم أجد.


شيماء عبد الناصر

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى