سحر توفيق - الزمن الآخر

انهارت جدران الحلم .

وانفتحت عن يوم أغرب.

لم أنم الليلة ، فاليوم تتم رموز الرؤيا ، وينفتح الباب الممنوع ، أخطو داخل أرض أخري أغمس قدمي في ماء البحر المسحور وأري تنائم حلمي تمنع عني أخطار السفليين المنتظرين قدوم الفرسان الآتين من خلف الباب .

أفتح عيني وأنظر نخلات تطرح فاكهة لم أرها من قبل ، وأشجاراً لم ألمس ما تثمر أبداً إلا تلك الشجرة تلك الشجرة عاشت معي يوماً أعرفها إلا أني أذكر أين ولا كيف ولا حتي في أي زمان .

* * *

انهارت جدران الحلم

وانفتحت عن يوم أغرب .

اليوم نخرج من قضبان حبست أفق الرؤية ، ونسير في طرقان مزدحمة ، أطفال ورجال ونسلء حافلات مسرعة وضجيج ترام وصراخ الباعة ولافتات ملونة بين بنايات كالحة وشوارع مغبرة .

* * *

اصعد معنا نلحق بطريق آخر في يوم آخر فاليوم عبوس لا يثمر والأشجار الباقية هنا لم يلحقها شعار الشمس فلم نورق وما وصل إليها ماء النيل فمدت أذرعها تبحث عن شئ آخر لا تعرفه قد ينقذ الجذع المتشقق والجذور الحيري بين الأسفلت الأبكم .

اصعد معنا نلحق بترام الغربة ، نخرج من يوم لا يثمر ، لا تتخلف فهذا درب اللاعودة اصعد معنا لاتذهب نحو التيه البادي خلف بنايات الموت المغبرة.

لو تأتي قد نخطو اليوم الموعود في الأرض الحلم الجاثم في الذاكرة الحيري قد نفتح باب المجهول ، قد نخترق جدار النسيان .

* * *

انهارت جدران الحلم .

وانفتحت عن يوم أغرب .

اليوم نقف بلا كلل في طابور الخبز البائع بعطي الخيز فلا يكفي والناس تعد الأرغفة ولا تنظر عيون زائفة في محاجر ساكنة في وجوه كالحة لا تتحدث بشئ الأرغفة السماء قليلة كليلة والطابور يسير وعندما حان دورنا لم نأخذ شيئاً نفذ الخبز وما عاد لدي البائع شئ يعطينا نفذ الخبز وما عاد لدى البائع شئ يعطينا قطع النقد الصفراء في أيدينا ما عادت تشتري الخبز وما الجدوي ؟

* * *

لا تنبتئس ، سوف نري درباً آخر وسنجد طريقاً ، اليوم اآخر سوف يأتي ، الزمن الآخر سوف يكون .

لولا أنك تأت بعد.

لوكنت لحقت بنا ما ضاع الوقت فى الانتظار .

نقف علي رأس الطريق نتظر والوقت يمر وخوف متاهة الطرق الممتدة يملؤني ، حتي كان علينا أن نبحث عنك .. أجري في الطرقان المزدحمة أدفع أصنام البشر السائرة في كل الاتجاهات ، عيونهم متحجرة ، وآذانهم لا تسمع ، كل منهم يحمل خبزه القليل إلي صدره وأنا لا خيز معي ، أجري صرخاتي تشق الضجيج أناديك ، أصرخ ، قلبي ينشق ويندفع إلي حلقي ينطلق مع الصرخان أناديك ، وأطفال خرجوا من بطم الأرض يجرون أمامي وخلقي ويسيقونني إليك .

وحين أتيت .

من داخل جدران الموت الكالحة الصفراء المغيرة .

كانت خدوش المقاومة علي وجهك ويديك ، حزنك أوجعني ، عيناك بنظرات منكسرة وسؤال دائم لا يطفر من عنيك أوجعني .

عد .. لي .

هيا نرحل من هذا اليوم الغريب ، هيا نفتح باب الحلم الممنوع ونخرج ، نأتي إلي دنيا أخري دنيا لا تعرفها .






سحر توفيق

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى