وليد خيري - البنت التي هواها يرد الروح

تعود إلى البيت محصورًا تزنق البول
بين فخذيك بردان وأطرافك مرصرصة
تخبط الباب ملهوفًا تعرف أن أمك قادمة من الداخل
تتمنى أن تجىء اللحظة التي تسمع فيها
تكة الترباس فتندفع ناحية الحمام:
ترشرش المياه الساخنة المبخرة في متعة حقيقة
وتبص على وجه أمك المبخنقة
التي يزفزف جسمها من البرد وتكز على أسنانها
وتسألك عن اللي أخرك
فتبلم وتسكت
وتخش هي إلى المطبخ، تسخن الأكل
وتفتكر أنها لم تأخذ حبة منع الحمل
فتسفها
وتدخل لتنام، وتطلب منك أن تغرف لنفسك
وتدخل أنت تخلع ملابسك المبلولة
من أثر مطر خفيف في الخارج
لا زال ينقر على زجاج النوافذ
فتخرج العملات الفضية من جيوبك
وتفتكر أن تفك آخر جنيه معك من البقالة
التي تحوش لك البرايز والشلنات العملة
حتى تكلم البنت حنان
على هاتفها المحمول من السنترال
وتفتكر أن القبلات التي خطفتها
من فم البنت هدى
على كوبري قصر النيل
كانت مملحة بطعم ماء المطر
وتلسعك السخونة وأنت تجس الحلة على النار
وتغرف لنفسك، وتحضر قرون الشطة الحراقة
وتقعد في الصالة وتفتح التلفزيون
وتكون أخبار 24 ساعة عن بنت فلسطينية فجرت نفسها.
وتتوقف عن مضغ الطعام
ويزعجك أن طعم الفلفل لم يكن حراقًا بل عاديًا.
فلا تكمل الرغيف الباسل وتترك فتافيت العيش
وتشوف أن البق كان بجانب صورة القدس
- الملزوقة على الحائط -
بعد الأكل تحس بالهمدان
فتقوم وتغلق التلفزيون، وتنهبد في السرير
وتزغد أخاك محمد في جنبه حتى يفسح لك
وتعاودك الرغبة
فتحك ذكرك بين فخذيك وأنت مفرهد وتعبان
وما يلبث أن يجيئك النعاس قبل أن تنتشي.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى