هشام ناجح - نزوة البوح.. قصة قصيرة

(1)
الحب، الحب، الحب
الاعتراف سيد الادلة
الجريمة اخطر من الاعتراف

أنا إبليس الذي حرم الآباء طقوس الجنة . فالخطيئة ابلغ تصورا من الخطأ . تجربة الحب مخبولة بأنفاسك المتحشرجة في بوق أذني . فلا اسمع سوى هسيس ظلك يلهمني نزوة إقبارك في الجحيم ، لأتلوى في طقوس معبد ليلك المحموم . قد تجعلين مني سيدك على الدوام ، مادامت الأنفاس تدب اتجاهادني . رائحة البخور هي الشاهد الوحيد على قتلك في فراش الجراثيم الأبدي الذي يجعل من جسمك أول حالة تسمم الكون .
(2)
العجوز تتلصص دقات القلوب الخافقة حسرة ونية في المسير . تهمس هي الأخرى للفراغ ، ليتحرك السرير ويرتج بخفايا الأزمان البائدة . الم اقل لك انك سممت جداول الكون؟
الحكيم أو العطار لإعادة ما أفسده الدهر ، الوصفة تلو الوصفة ، لتليين صلابة الرحم .
قد يضحكها ويبكيها في آن واحد :
" شيئك فاقت حلاوته الخضرة والألوان ، انه كتينة مسنة لا تسطع حلاوتها إلا عند الجفاف العنيد البعيد "
لا أمل إلا في الذكرى.
إني كرهت سماع تأوهاتهما في الداخل . أريد أن تكون لتأوهاتي معنى واثر .
(3)
تأمره أن يترك شيئه في نقطة المتعة ، فيحس انه يزاول عمله القديم في سلك الجندية.
الدفاع عن الوطن أمر محمود لكن فوضى الأجساد عمل مشترك بيننا نحن جميعا .
ترتمي فوقهما القطة السيامية المذللة ، لتبعثر العملية ، فيتخذا موضعا جديدا ، يغير الشكل واللون والرائحة .
(4)
العجوز تبحث عن مكنسة ، لتنظف عسرة الجفاف . فتلج الغرفة مململة شفتيها بتحيتها الصباحية :
" صباح الخير أيها الشلال الدافق " .


هشام ناجح, ‏2/12/10

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى