عبد العال السيد - سحر المغنى

طرقت بوابة قلبه ذات مساء ساحلي ، إمرأة معجونة من النسيم ، متمردة ، جموحه كفرس في أول مضمار السباق ، تختزن في دواخلها سمفونية كسحر المغني ، لم يعزمها على حديقة قلبه تركها تسرح بعيدا في نهارات مغبرة ، نهارات تشتاق لريق المطر ، حينما لم تتمكن من أرتياد البهو المغلق ، غادرت مثل وردة على حد السيف ، عاشت في بيات شتوي ، غير أن اللئيمة عاوت مرة أخرى تطرق على بوابة قلبه ، عرفت كيف تستفزه ، ورغم ذلك لم يفرد جناحيه ، ليحتوي يمامة خائفة من الريح . غردت بعيدا برتم صاخب ، وضعت زهرة على إفريز نافذته ، باحت بأناشيد لها وقع المطر في أواخر الليل ،ورغم ذلك ظل الرجل محافظا على خصوصيته وعالمه الخاص المليء بالبهاء.
منذ البداية صارحته أنها تريد إكتشاف شفافية الإنسان في قلبه قالت أنها لا تريد رجلا تضيء مصابيح قلبه بتشكيلة من العطر ، وأنها تخاف وتتوجس من زول يعيش على تخت الزمن وتطرق بوابته ملايين التغريدات ، قالتها وهي تسكب في دفتر العمر زغرودة فائقة النكهة ، قال وهو يطارد أزهارا هاربة من مساراته أنه نسى قلبه في دهليز الزمن ، رغم أن صلاحيته مازالت سارية المفعول ، ضحكت من خبثه ولؤمه ، وقالت وهي تودعه أن ثمة جولة ساخنة ستنطلق بينهما ولحظتها سيكتشف أنها أمرأة من طراز آخر ، للأسف إرتمت كلماتها على عتبة الصمت وتبددت مثل رياح العشية في قرية لا تؤدي غير القطط والكلاب الضالة وسمفونيات الريح في آخر الليل ، بعد أن تجمد الزمن بينهما عاوت التواصل معه ، وعلى مقهى الوقت الذي يسدل ستائره في أول المساء صارحها أن خصوصياته لا تقبل الجدل ، وأنه رجل متمرد على كل طقوس الروتين ، غير أنها تحدته وسكبت في ماعون أيامه عطرا ، وبوحا مثل أقمار على نوافذ الشجر . ورغم ذلك ظل الرجل صامدا مثل تمثال على قارعة رياح الصيف .
قال لها إنه عامل في مطبخ الأيام وليس لديه وقت لتعاطي الود وأن خصوصياته تمنعه من البوح ، حتى لا تكتب في سجلات أيامه أنه سقط من طاقة الوقار وأنه يطارد العصافير على ساحة الوقت ، خاصمته ، أعلنت أنها صيادة من نوع آخر وأنه على موعد من الوقوع في شباك الوقت .
تركها وهي تكتب نصوصا من العطر على كراسة الزمن ، غادر وهو يغلق قلبه على إيقاع نهار هارب من الشمس .
حينما إكتشفت أن قلبه عصي وجاف مثل تفاصيل الحياة في السودان ، غادرت مثل طائر جريح وهي تلوح بزغرودة وداعية مؤثرة ، حاولت الإنتقام لمشاعرها المهدرة ، لم تجد غير أن تغرد بعيدا ، كيمامة لونت أجنحتها العواصف بحبات الرمل وتركتها وحيدة على هامة النسيان .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى