ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عبدالفتاح شهاب الدين - مصر - 1958 - 1990

ولد عبدالفتاح محمد أحمد شهاب الدين في القاهرة، وتوفي في مسقط.
عاش في مصر، وعمان.
تلقى تعليمه الابتدائي والإعدادي في مدارس القاهرة، وحصل على شهادة الثانوية العامة من المدرسة التوفيقية الثانوية، ثم التحق بكلية دار العلوم في جامعة القاهرة وتخرج فيها عام 1984 متخصصًا في اللغة العربية والعلوم الإسلامية.
عمل مدرسًا في وزارة التربية والتعليم، ثم تعاقد على العمل معلمًا في مدارس سلطنة عمان، وظل بها حتى توفي مطلع التسعينيات من القرن العشرين إثر أزمة قلبية فاجأته وهو في بداية رحلته مع الشعر والحياة.
كان عضوًا في جماعة الشعر بكلية دار العلوم إبان دراسته بها.

الإنتاج الشعري:
- نشرت له مجلة الثقافة الجديدة عددًا من القصائد منها: «معين بسيسو يواصل الكتابة» - العدد (9) - القاهرة - أكتوبر 1985، و«دمي يصعد الأمكنة» - أدب ونقد (القاهرة) - سبتمبر 1990، وله ديوان ما يزال مخطوطًا في الهيئة المصرية العامة للكتاب.
ما أتيح من شعره تتلبسه نزعة رومانسية تسعى إلى خلع الذات الإنسانية من عالم الواقع المثقل بالهموم والمتاعب لتحلق هانئة من خلال خيال خصب
فتكون عناصره من علائق ووشائج وجدانية تمتاز بخصوصيتها، ويتم تجسيدها لغويًا وجماليًا من خلال تراكيب وأنساق تتسم بتدفقها وانسيابها، وله شعر يعبر فيه عن انشغاله بهموم أمته وقضايا شعوبها الراغبة في التحرر. كتب الشعر ملتزمًا النظام السطري أو ما يعرف بشعر التفعيلة متكئًا على ما توارث من الأوزان مع ميله إلى استخدام الرمز.

مصادر الدراسة:
1 - الدوريات: السماح عبدالله الأنور: عبدالفتاح شهاب الدين - رحيل أول شعراء الثمانينيات - مجلة أدب ونقد - العدد (61) - القاهرة سبتمبر 1990.
2 - لقاء أجراه الباحث عطية الويشي مع أصدقاء المترجم له - القاهرة 2005.

دمي يصعد الأمكنة

تابعتُهُ
وهو يجري
ويصعد نحو الخرائطْ
تابعتُهُ
كان منفلتًا من حصاري
الذي فرضته التواريخُ
وانتهجتْه الرواةُ
ولُقِّنته بالإذاعه
تابعتُهُ
واقفًا
ساخنًا
ثائرًا
ذاهبًا للتلال المضاعه
ها هو الآنَ
يجتاح صيدا
يعانق بيروتْ
يشاكل أشجارًا
نمت فجأةً في الصخورِ
يشابه وهج الخيامِ
التي تبدأ الملحمه
تابعتُهُ
يلحق الخارجين إلى النارِ
خلف الخرائبْ
يحاور طائرةً فوقها نجمةٌ
في رداءٍ سداسيْ
ويسخن نبض الحوارِ
فيمتدّ حول الرداءِ
ويصنع مقصلةً صارمه
تابعته
كان - ثَمَّ - اتصالٌ
فكنتُ أشجّعه بالدماءِ
وكان يدجّجني بالقصائدْ
ويثقلني بالبراءه
تابعته
وهو للآن
يقفز فوق التلالِ
وبين الخيامِ
يحاول أن يستردَّ الفضاءَ
ويهرع صوب القيامه

***

معين بسيسو يواصل الكتابة

لا تطفئِ القنديلْ
هذا هو الليل الأخيرْ
هاتِ لي ورقًا
آلمتني القصيدة
أأكتب الوطنَ قصيدةً؟!
أم أكتب القصيدة - الوطنْ؟!
دعِ البحر يهدرُ
إنه الآنَ لي
ولا تقل للزهورِ
التي نمت في الجراحِ
انتهى
بل صُبَّ فوقها
غلالةَ المطرْ
ونَجِّها من الرمادْ

هذا هو الليل الطويلْ
وهذه القصيده
تلوح لي عنيدهْ
لا تطفئ القنديلْ
وخلّني لغزّة
تضوع خلف حاسّة الدموعْ
نحن لا وطنْ
لكننا سُفنْ
تغازل الموانئَ المدبّبه
على الخرائط البعيده
«سفرٌ سفرْ
موجٌ يترجمني إلى كل اللغات وينكسرْ»

- أشك أن هذه القصيده
تناسب الجريده -
وأنت أيها القلمْ
قد كنت أزرقا
فمن تُرى أتى بالأحمر المهيبْ

أريد «داليا»
تصبّ قهوةَ السحرْ
تصيد نجمةً
تحطّها على وسادتي
فها هي القصيده
قد نطفئ القنديلا
فالفجرُ قد أتى
وإن بدا نحيلا

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى