نائلة أبوطاحون - من سلسلة "مذكرات مراهقة"

(1)

كم كنت بريئة ، وكم كنت غبية وساذجة، ها أنا ذا أستعيد شريط ذكرياتي ، أيام أيقنت أني أحبك وأنك فتى أحلامي ، وفارسي المنشود.
كنت مولعة بكل ما يقربني منك، ومغرمة بكل ما يخطه قلمك لأجلي ، كنت تدعي أن قصائدك التي أهديتني كانت من وحي حبك لي ولهفة الإشتياق ، وكنت أحفظها عن ظهر قلب... كنت مبدعا في التعبير ورسم المشاعر وبث روح الحياة فيها، وكأنها حية تدغدغ قلبي الصغير فيذوب شوقا كحبة سكر في كأس ماء، كنت مرهفة الإحساس ، جياشة المشاعر، وببراعة كنت تبث الدفء في الحروف فيسيري لهيبها في عروقي.
لم تعرف الحب يوما.. كنت تتلاعب بمشاعري الفتية ، وكنت مجنونة بك، كان قلبي الصغير متعطشا للحياة.. نابضا بالحب وكنت ملاذه الوحيد الذي أدماه.
ذات لقاء.. جمعتني الصدفة بصديقة لي، أبحرنا في الحديث لأيام خلت.. حدثتني عن فتى أحلامها ، عن حبه ولهفته وشاعريته المتدفقة وكلماته العذبة، عن رسائله التي ضمَّنها قصائد حب .
استرسلتْ في الحديث، وراحت تتلو قصائد تحفظها عن ظهر قلب، كانت تقرأ وقلبي يقرأ، هي ذات القصائد التي أهديت. بدون وعي رحت أردّدُ معها نفس الكلمات، اغرورقت عيناها بالدموع، عانقتني بقوة وانخرطنا في البكاء.
مرت الأعوام وما زلنا كلما التقينا، نتبادل النظرات ونبتسم، فسرنا المدفون أصبح نقطة التقاء بين روحينا.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى