رستم عبد الله عبد الجليل - سانتا كلوز.. قصة قصيرة

كانت الحارة غارقة في الظلام والزمهرير يكنس جثالة ازقتها الضيقة المرصعة بالحجارة السوداء الملساء والباهته واوي الناس الي مخادعهم باكراً وبدت بيوت الحارة العطشي المجدبة التي غابت عنها الفرحة والابتسامة اشبه بشواهد قبور ا لموتي.

مضي وقتا طويلا منذ ان زارهم ذاك الضيف الكريم المأمل الجانب والذي ينتظرون قدومه بتلهف مطلع كل شهر وعيونهم مزوجة على الخزانات وعدادات المياه ترقب مجيئه مراقبة المشوق المستهام انه سانتا كلوز الذي يحمل اليهم هداياه كل شهرواحيانا يتاخر شهرين وثلاثة اشهر .

يطلق عليه الاطفال ابو الحروف نظراً لسرعة مروره الشديدة وخطواته المهولة حيث انه يمر مرور الكرام ولايطيل المكوث ويسميه العقال وكبار السن بابا حنين نظرا لا نه يطول الغيبة ويعود حاملا في طياته الخيبة ويتجاهل بزيارته الذين يقطنون البيوت العلية.

كان ذلك مشروع المياه الذي يزورهم كالنسمة وكمذنب هالي‘لم يعد الناس يكترثون له وغابت عن الحارة والمدينة باسرها ابتسامات الموكيت والسجاجيد التي كانت تشرق فوق اسطح المنازل والملابس التي ترتسم فوق احبل الغسيل .

واصبح كيس هدايا سانت كلوز ضيفهم المائي الجميل الذي كان يهل عليهم براءكل شهر محاقاً يثقل كواهلهم بعتمة فواتيره الجائرة والباهظة ثمن الهواء الذي يضخ عبر مواسير المياه .

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى