كزار حنتوش - قصائد عابسة..

عشــاء ( بــاكونيـن ) الأخيــر

جئت الى ( نادي الأدباء )
مهووش الشعر، غريباً، وجلاً، مرتاب
فلقد أنبأني ملكُ الافاقين السبعه
بأن صديقي الشاعر
قد ضاقت انشوطتهُ
والدنيا خطت دائرة النار حواليه
بجناح غراب
لكن البواب
يرجمني بحصاه
ويطاردني بعصاه
أحني رأسي حتى بوز حذائي غير المصبوغ
كأجير مصريٍ في بارٍ لسراة القوم
-عفواً أن صديقي الشاعر
يقبع تحت السروِ
كجرو
منتظراً أن أنسف وحشتُه وأولّي !
انظر! أن لدي قليلاً من بارود الحرب
انظر! بلتني الأمطار تماماً
والقمر الأخضر غاب
لكن البواب
ثانية!
يرجمني بحصاه
ويطاردني بعصاه
أقفز بار الأدباء !
أتخطى الخافر والساقي والبواب
وأحطُّ على مائدة الليل
حيث الوحشة كالناعور
نازلة صاعدة
صاعدة نازلة
يأتيني رأس النادل المتخفيّ في زي غراب
ماذا تطلب يا سيد ؟
- قنبلة !


***

دمع كالقـــــار

* { الى روح كاظم خبط }


لماذا لم تعضدك بعض قلوب الناس ؟
ولماذا صار الغائب كالحاضر
والذاكر كالناسي ؟
ولماذا ظلت زاهية ، طيبة ، أيام المتناسي ؟
ولماذا برقك يا كاظم خلب
ورعودك منسية ؟
كنت هناك
بين القصب العالي
والماء
أحسو كاسات النفط الابيض
دون رفيق
أين رفاقي الآن..؟
بان النهر كما لو كان
مرتدياً بزة جندي قروي
والجندب موسيقاري الأول
لم ينل نشيدي المعهود
والسحب السود
تفور كما السورة فوقي
معتمدة أن تلقي بمزاجي الصيفي الفاتن في الوصل .
ما بالي أتلفتُ كالمأخوذ
يأخذ روحي هجس
ويرد بها آخر
ألأني أحسو كاسات النفط الأبيض
دون رفيق
أين هم الآن ؟
قسم تحت الأرض
والباقي دفنوا أنفسهم أحياء
في مقبرة المال الفاخرة
تحت سقوف مقاه طاعنة في السن
أو فوق أسرة مخطيات بدينات..
السحب السود تفور
والريحُ تطاردها بمقشات لينةٍ نحو الغرب
وشعرتُ بشيءٍ يلسعُ ظهري
فأدرت الى خلفي جيداً . يبترُ بالإصبع
ياللرعب !
قف الشعر الملفوف الأملح
وتخردلت..
قط بعيون بنّية
وفراء أسود لمّاع
يرقبني بثياب
حتى أدخل في روعي
حتى أدخل في روعي
اني سأذوب كما الحالوب
لكن القط الفجري العينين
ماء بصوت بشري
{ وين الوعد .. وين ؟ }
وارتد على الأعقاب
نحو الحرش القصبي
ايهٍ .. ايهٍ.. يا: ك الحنتوش
حتى البحر المتوسط
لن يشطف روحك
قمت على طولي منتحباً
مصبوغاً بمدادٍ كالقار..
بدموعي .

***

يــــــا رائحة الجنة

قل لي: يا رائحة الجنة
وشباب الصيف
كيف ساقطع شوط العمر وحيدة كيف ؟
قل لي: يا شاطب عمري بالنرجس
ياواهب عمري للحيف
كيف ساقطع شوط العمر طريدة كيف ؟
كيف ، وكيف ، وكيف، وكيف ؟
قل لي: يالرمشك ابنوس
والحاجب سيف
كيف سأقطع شوط العمر شريدة كيف ؟
كيف ، وكيف ، وكيف، وكيف ؟

***

الأصدقــــــــــاء

* (عدا "حسن النواب" مهما كان الثوب الذي يرتديه...)

** { فأن مضت الأيام ، قلت لها اذهبي ، ولكن ابق أيها الذي ليس لك مثيل في الطهر .
جلال الدين الرومي . المثنوي }


غيمة ،
تمطرُ في أرضٍ اخرى
جرف يدنو أو يبعد
ان أثريت ، وان أفلست
ضبعٌ
يأكل لحمكَ ميتاً
قلب محشوٌّ بالروث
ظلٌّ يطوي كبساطٍ
قطّ يدعو بعمى صاحبهِ
مرآة لا تبصر فيها
قبعة تتقاذفها أيدي
صبيان النار
شمس باردةٌ
عين حمراءُ
كأس يرشح منه الخلُّ
خبزُ دون ادام
عصا موسى
دون مآرب أخرى
نغمٌ يتأبطك
نأيٌ غير مثقب
زبدٌ يضحك...
اسبانيا ما فيها لوركا،
أو ما شادو
طلبانيون في البيت
تروتسكيون في الحانات
سيفُ { شارلمان }
{ عمرو بن العاص } يبارز في { صفّين }
أسدٌ ينهش اشعاري
وفي حرب الشعر نعامه
صيف دون مراوح
وسماء دون نجوم
ديك يوقظنا في عزّ الظهر
صلاة مصلٍّ نسي { الحمدو }
{ اتلانتك } لا تغرق
بايرونيون بلا (يونان)
وزكام في تشرين الثاني.


***

دولاب المدينة

فجراً يخرقها السوق
من أسفلها كالخازوق
ظهراً تطرق حامية
فوق سنادين { سليمان المرزوق }
عصراً تشوى كالطابوق
في أحزان التجار { الورعين }
فتهب على أحياء سراة القوم
رائحة اللحم المحروق
ليلاً تركض للبارات
بالقلب الحافي
والحلم المسروق
فجراً يخرقها السوق
من أسفلها كالخازوق .

***

كل خميـــــــــس

أنصبُ نفسي كالسدرة
في الميدان العام
لكن الطيرَ الذهبي
يصدفُ عني
ويحطّ على غيري .

***

الجـــذور

في الليل يعود أبي مهموماً
آثار الجص على دشداشته دوماً
ويمسينا بالخير
يفتح كيساً ورقياً
فتضوع روائح باقات { الرشاد }
وتضوع روائح خبز { المعمل }
في غرفتنا الطين
مرات في منتصف الليل
أبصر والدتي تتنصت في السر
الى صوت أبي المفجوع
{ الدنية اتلحفت بيه وانه الها
ترجه عود آخاويها وانلهـا }
وتنحب في السر
فوق سرير معمول من جريد { النخل }
مرات في عز الليل
تأخذ والدتي للترعة قدر { الفافون }
تأخذ يشماغ أبي
وحضائن اختي
تهمس في اذني
در بالك من قطط الجارة { أم حسين }
مرات في عز الظهر
تأخذ والدتي منجلها
وتروح
فتشيعا كلبتنا السوداء
بالعينين الدامعتين
وتغفو قرب { الكوز }
ذات نهار بارد
قال ابي :
صرنا نتدفأ بالشمس
ذات نهار بارد
كانت والدتي
تقبع واجمة
قرب التنور البارد
ذات مساء بارد
كان لحافي بارد
ذات مساء حلو
عاد ابي منشرحاً
قال لوالدتي شيئاً
أعطاها شيئا
وابتسمنا
فرأيت شفاهاً
تطلق اقماراً لليل .

***

رفعت الصحف وجفت الاقلام
{ الى الشهيد :سعدون

يقتلوننا واحداً اثر آخر في يوم
والامهات ينجبن غيرنا
تأفل النجوم في آخرة الليل
وتسطع في قدوم ليلة اخرى
يخدعك الصديق في يوم
وتلاقيه وفياً في اليوم التالي
يرحل النهار
ليعود
تغيب الاقمار
لتعود
لا شئ يدوم .. ولاشئ يفنى
لا { ناكا زاكي } محيت
ولا { بغداد } ماتت
{ سعدوننا } وحياتنا وحبيباتنا ، نتاج الرب
لاسعدوننا يفنى
ولاحياتنا
ولا حدائقنا .. تفنى
هذا النهار …. وهذا النيل
هذه الحلكة….وهذه الأقمار
نخلع الصديق العاق مرة كالحذاء
ونلبسه مرات
نخلع الطغاة كالقمصان
ونرتديها من جديد
لا . الاصدقاء العاقون عمروا
ولا الطغاة
لا القطط انقرضت
ولا الكلاب ، ولاالذئاب ، ولا الصوص
وكذلك الثوريون
نحن نتبادل الادوار منذ { الحسين }
ما عاد الكاس يحتمل يا عبد الامير الحصيري
ما عادت الحياة تحتمل متوالية الطغاة
الذي صار ….قد صار ..
والذي جرى …قد جرى
هذا النهار …هذا النهار
هذه الاقمار ….وهذه الاقمار
انني أرفع الشهيد على سلم أحمر طويل
واعاتبه
لماذا تتجدد منذ الحسين
انطروا قبضتي ايها الحمقى ، قبضتي الحمراء
انها لا تطش الدر عليكم
انها ترسم لكم الازرق ، الاحمر ، الاخضر
انكم لا تستطيعون بترها ، قبل الان ، ولا بعد الان
فقد تمرد الوقت
ورفعت الصحف
وجفت الاقلام .

***

كزار حنتوش
شعر

(1)
ما أكثر الصحف
ما أكثر الاحزاب
بركه ...
لكن ما أقل القرّاء
وما أقل المنتسبين
(يالله خليها على الله)

(2)
اصطفت الاحزاب
كمتسابقات على عرش ملكة جمال السياسة
لك وماتختار
ايها الحكيم الذي لايشك بنزاهته حتى " شريك القاضي"
قال لي القوّاد السياسي
جرّب .. لن تخسر شيئا
بل هن الذين يدفعن
هكذا اذن
واطلقت ساقي للعاصفة
الى اقرب حانة على رصيف علاوي الحلة
لماذا لايؤلف الشحاذون حزباً
(هيّه بقت عليهم )

(3)
ياحزب ال.....
لوّ انك اصلحت الحال
بين لصوص الابقار
ولصوص الجاموس
او بين مدير البلدية
وبائعي الارصفة
بين شرطة المرور
وسائقي "الفولكا"
لوّ انك اقنعت "تحسين " القصاب
في ان انتمائه لحزب ...
لن يعطيه الحق
في ان يكون
شاه بندر
القصابين
لأكتسحت الاحزاب جميعا في الاقتراع العام
الذي قد يجريه مستر "بريمر "
في الشهر الذي ليس فيه جمعه

(4)
"الديوانية "
صارت "هوليود"
فيها التوباماروس
والخمير السود
وفيها حشد لصوص
كالدود
في "سوق هرج " هذا المكرود
فيها رجل الامن التائب
والبعثي التائب
فيها الثوريون
اللآئي في سوق الفوضى
قرعوا الطنبور
عزفوا في العود
والشاعر مثلي في الدرب المسدود
يغني ثملاً ، مكرود
أريد اشرد من "العصري "
ولاعود........


***

قصيدة

عليك بخمس مشانق أخرى
كي ترضي كلّ الأبناء
مشنقة لي ..
مشنقة للوطن ..
وثلاث مشانق ..للغرباء .
خذني إليك الآن .
وعضّ أصابع كفّي علّي أشفى من ظمأ الصعلكة المرّ ..
وشوقي
أو أتيقن أني ما زلتُ أحب البسطاء
بكت الجريدة من أقاصي الصفحة الأولى ..
وخيبتنا بما حملت في صفحة الأموات أسمال الجريدة
هي ربما ..عرفت بخيبتنا الجديدة ...
خيبة شاعرٍ قرأ المنصّة ..حين لم يجد القصيدة


***

قصائد عابسة..كزار حنتوش

رامبوات دون شعر
بايرونات بلا يونان
تروتسكيون في المقهى
طالبانيون في البيت
اذا اختلوا في خمارة
طلبوا الطعن وحدهم والنزالا
وشعارهم وطن حر وشعب سعيد
ان جلسوا خلف مكاتبهم في الصحف
كانوا على شرعة الناصري
شعارهم للحائط أذنان
السنة يأجوج ومأجوج
طرائد مخنثي الامن
يحصون الشهداء كرؤساء المقاومة الفلسطينية
ويشرأبون بالاعناق
يتطاولون في شوارع التفاهة
لا يجودون بدرهم او رغيف او قميص عتيق
الحرباء قدمت لوائح واشتكت وادعت
انتم الذين تعرفون مخزون جاركم من الطحين
بالملغرامات
سموا لي عشرين شهيدا
وسوف تمنحكم السويد
جائزة نوبل
هل نصنع نصبا للشهيد المجهول
الجلادون والضحايا تحت لافتة واحدة
رقصهم فلان على الوحدة ونص



كزار حنتوش..

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى