ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عبدالقادر العزاوي - العراق - 1947 - 1983

ولد عبدالقادر إبراهيم العزاوي في بغداد - وتوفي فيها.
تلقى تعليمه الأولي في بغداد، غير أنه لم يتجاوز في دراسته المرحلة الإعدادية، فلما بلغ الثامنة عشرة أدى الخدمة العسكرية (الإلزامية)، وتفرغ للحياة العملية وكتابة الشعر.
عمل مصححًا لغويًا في جريدة «الثورة» الرسمية (جريدة الحزب الحاكم آنذاك)، وظل فيها طوال حياته الوظيفية.

الإنتاج الشعري:
- صدر له الدواوين التالية: «في الرأس قصائد» - مطبعة دار الساعة - بغداد 1970 ، و«ولأنك شاعر» - مطبعة الغري الحديثة - النجف 1972 ، و«بعض شروط يومية» - مطبعة دار الساعة - بغداد - 1975 ، وديوان مخطوط.
شعره تجديدي، ينتمي إلى اتجاه الشعر الحر، فيتخذ الشكل التفعيلي أسلوبًا للكتابة، ويعتمد السطر الشعري الذي يطول ويقصر تبعًا للحالة الشعورية، ديوانه الأول «في الرأس قصائد» تهتز فيه الموسيقا الداخلية وتتزاحم فيه القصائد «وقد يكون ترجمة للعنوان»، تعلو فيه النبرة الخطابية والشعارات السياسية الجاهزة، في قصائده تأثر واضح بالسياب وخليل الخوري، أما ديوان «بعض شروط يومية» فيمثل مرحلة النضج الفني للشاعر، فهو تجربة شعرية لمعاناة الإنسان الثائر المهموم بقضايا الوطن والنضال ضد الجوع والظلم والفقر، وترتسم فيه الصور المعبرة عن الإنسان المعاصر في بحثه اليومي عن هويته، وإن كانت لا تزال تسيطر على بعض تراكيبه انتماءات الشاعر الحزبية تجاه الحزب الحاكم الذي يعمل في جريدته الرسمية.

مصادر الدراسة:
1 - مؤلفات المترجم له.
2 - صباح نوري المرزوك: معجم المؤلفين والكتاب العراقيين - (جـ5) - بيت الحكمة - بغداد 2002 .

* أعرف الوجه

لابسًا ظلّ المدينه،
أعرفُ الوَجْهَ الذي يمتدُّ
كالجُرْحِ على شَمْسِ الجدارْ
أعرف الأشجارَ،
والعشبَ الذي ينمو
نهاراتٍ، ويبقى
وجهك النائم بين النَّخل والماءِ:
سؤالْ

للبداياتِ التي تنكرُ أعوامَ جنوني
ثم تنأى
مِثْلما يبردُ، برد الليل في ثوبي:
فمن يعرفنا
وقت العشاءْ
يذكر الجوع الذي لفَّ الأصابعْ
نحنُ لا نبكي، ولكنْ
يَكْبر النَّهرُ،
ولا يلقى الضفافْ

***

* استقراءات حالم

مَسَّني وجهك، واللّيلُ طويلْ
فدخلْتُ النهرَ، استجدي المعابرْ
صِحْتُ:
يا كلَّ النهاراتِ صَبَرْتُ
شَطَرَ الصَّبْرُ عيوني
ما بكيتُ الذلَّ في ثوبي،
ولكنَّ الصحارى
في الشوارعْ
بادلَتْني
جوعَ أيّام الطوابيرِ العرايا
والمدينهْ
ساعةً تغفو على زند أبي
ثم تصحو
مثلما الطيرُ الذي عَذَّبه النَّبْعُ الوحيدْ

كنتُ أستقرئ ظِلّي
ثم أمتدُّ
كهذا العالم الغارقِ
بالأوجاع بحثًا
عن طريقي
في مَسارِ الصُّبْحِ ، والحُلْمِ الجديدْ

***

* أمسية على ضريح السيّاب

عندما جئت النخيلاتِ المضاءات الحِدادْ
كنتُ أمتدُّ كتاباتٍ،
زوارقْ
فوق ظلي
تغرس الأشجارُ أعشاش الحماماتِ،
وتنأى
خلف أبواب الوجوه
اتبعِ الماءَ، هو الماءُ،
وأنتَ السمك النادبُ
أيامَ القصائدْ
ثم ماذا
يا علاقاتِ المسافرْ
صاعدًا
للموت أستجدي نهارات السؤالْ
غير أنّ الصبر ملحٌ
في عيوني

أيها التمثالُ ، كل الغرباءِ
الوطنُ الهارب من ثوبكَ
عادوا
من شتاءات الدهاليز: وحيدًا
أنت ما جئتَ،
ومرّ البرق خجلانَ الخطى
والنساءُ البائعات الوجه ليلاً،
في الحدائقْ
كنَّ كالجرح الذي ينكرُ
عشاقَ المواويل: صعودًا
يا قراءات الخيانه
يا بداياتِ المزامير الجديده

قارئًا،
وجهك في بؤس الأصابعْ
وقتَ ما
يعرفها الثوب المؤجَّرْ
وقت ما
يعرفها الجوعانُ،
والشمسُ سيوفٌ
من حوافزْ
طعنتْ روحي ،،،
بكيتُ المهرَ
والرملُ قطاراتٌ قديمه
- أتسافرْ
- أيها النائمُ
والنومُ حرامٌ
- أتسافرْ
و«بويبُ» العاشق الليلةَ يشكو
والبطاقاتُ بلا ختمٍ تباعُ
الوطنُ الجالسُ
عند المطر الساهرِ
لا يترك طرقَ البابِ،
لا ، يتـ
أنا والساحة،
والأيام نعدو
راسمين الريحَ جسرًا
للمجانين السكارى
كلما فرّ المساء - الصبح تأتي
زهرةُ الأرض وتبكي
فوق خدّي
توقظ السلّ الذي شلّ الخطى
كل النصالات طريقًا
لجنوني
أعرف الشاعرَ، من صوت العصافير التي تزحف في
الريح الجريحه
في تقارير الحزانى
إنه العصر الذي يسكن جرحي
كشبابيك «وفيقه»
حيث هذا الليل يغتال المواعيدَ وقفتُ
هرب الضوء، طفوت، الوجهُ تابوتٌ صرختُ
أيتها الرحمةُ سربٌ من صقورٍ خطّتِ الأوراقَ
صيحاتُ النساءْ
صرتُ تمثالاً
فمن تحنو على «غيلانَ» في برد الشتاءاتِ
الوحيده

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى