عبد اللطيف الخياطي - أحلام الرسل

تمت المهمة...
رفع الرب كلمته إلى السماء . وظن اليهود خدام الهيكل أنهم تخلصوا من يسوع وإلى الأبد. إلا أن ( الحجر الذي رفضه البناؤون صار رأس الزاوية ) .. ظهر رسل آخرون فجاة، ملؤوا بطن أورشليم وفاضوا على الإمبراطورية الرومانية . بعد موت هيرودس لم يبق شخص يحسن الكلام إلا وجاءه الوحي . كان الواحد منهم إذا ما تباطأ عنه الإلهام الإلهي يستدرجه بدم المسيح . يكرع حتى الثمالة من الخمرة المباركة فيتجلى له المسيح. يفصح الذي عنده عقدة ، ويتكلم بالوحي .. كأسا بعد كأس يتنزل الوحي . على أيديهم جرت المعجزات على الأرض التي انتزعها الرب من سكانها العماليق ليهبها شعبه المختار .
( أما شاول ، الذي كان ينفث صدره تهديدا لتلاميذ الرب ويسومهم سوء العذاب . فطلب من رئيس الكهنة السماح له بالذهاب إلى دمشق لعقاب الرجال والنساء الذين يجدهم على مذهب الرب. و بينما هو يقترب من المدينة ) ، وقد أبتعد ما يكفي عن عيون الكهنة ، ( سطع حوله بغتة نور من السماء، فوقع إلى الأرض ، و سمع صوتا يقول له:
ـ شاوٍٍُلُ ، شاوُ لُ ، لماذا تضطهدني؟
فقال شاول:
ـ من أنت يا ربٌُ ؟(!)
فأجابه الصوت:
ـ أنا يسوع الذي تقاومه ... قم و ادخل المدينة ، و هناك يقال لك ما يجب أن تعمل .
و أما رفاق شاول فوقفوا حائرين لا يسمعون الصوت و لا يشاهدون أحدا .(!) نهض شاول وهو لا يبصر شيئا . فقادوه بيده إلى دمشق . فبقي ثلاثة أيام مكفوف البصر لا يأكل و لا يشرب ...وفي الليلة الثالثة رأى شاول في منامه تلميذا يسمى حنانيا يعيش في دمشق يرى في منامه في تلك اللحظة أنه يداوي أعمى يسمى شاول ) الذي يحلم في تلك اللحظة أنه أصبح رسولا يحلم أنه يعلم حنانيا الذي يحلم أنه يداوي أعمى يحلم أنه أصبح رسولا يحلم ...
كان يمكن للحلم أن يدوم هكذا إلى ما لانهاية. لولا أن الرب نادى حنانيا في المنام : ( "قم يا حنانيا و اذهب إلى الشارع المعروف بالمستقيم ، و اسأل في بيت يهوذا عن رجل إسمه شاول . وهو الآن يحلم برجل إسمه حنانيا يدخل و يضع يديه عليه فيبصر" . فذهب حنانيا و دخل البيت ووضع يديه على شاول وقال : " يا أخي شاول ، أرسلني إليك الرب يسوع ) الذي ظهر لك و أنت في الطريق التي جئت منها ( حتى يعود البصر إليك وتمتلئ من الروح القدس" فتساقط من عينيه ما يشبه القشور ، و عاد إليه البصر ، فقام وتعمد ، و أكل ) ولم يدخل الكنيف . ( ثم أقام بضعة أيام في دمشق يبشر بأن يسوع هو ابن الله . وبعد مدة من الزمن علم شاول أن اليهود يتربصون به ليل نهار و يراقبون أبواب المدينة ليغتالوه) . وكان ما يزال في قلبه مقدار حبة قمح من شك ، و توجس أن يخذله يسوع فلا يتدخل لنجدته ( فأوعز إلى التلاميذ أن ينزلوه من السور في قفة ) ـ هي نفس القفة التي ستلازمه في قبرص و أيقونية و لسترة و مكدونية ... قبل أن يقربه القيصر الجديد الذي سيمد الكنيسة بصناديق وعربات تجرها الخيول ـ وعندما لامست القفة الأرض خارج السور تدخل الرب (و اختفى شاول بغتة ليجد نفسه في قبرص وقد أصبح إسمه بولس(!) يوصي بطاعة القيصر ، يجمع التبرعات ، يحذر من الأنبياء الكذابين و يتوعد من ينكر الرب الواحد يسوع المسيح) ...

* العبارات بين معقوفين من إنجيل يوحنا ص: 343،344،347

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى