حسام المقدم - تاريخ سري

كنت أراه كل صباح وأنا ذاهب لعملي. أُقسِّم نظراتي بين وجهه وقرص الشمس الوليد. هذا الولد لابد أن الله خلقه بمقاييس مختلفة. يراني فيبتسم، فيما ذراعاه تسندان حقيبة ثقيلة على الظهر. أُعنِّف نفسي: لابد أن أتذكره في الليل. في الصباح التالي، وبعد أن يفوت، أرجُّ دماغي وألتفت: غدا سأقف وأكلمه. حلمت به في الليل، وعند اللقاء في ساحة واسعة مسقوفة بالنجوم الدانية؛ مد يده تحت قميصه وأخرج شريطا أحمر على شكل قلب وأعطاه لي. بعد ذلك، لأيام وشهور وسنوات أدمنتُ خلالها التدقيق في وجوه الأولاد؛ لم يأت أبدا من نفس الطريق.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى