ياسمين العثمان - شاهد على الثورة.. قصة قصيرة

- قال الطالب: الحمد لله أن قامت الثورة حتى أتغيب عن المدرسة، فالمدرس كثير الشرود والكلام عن الخصومات التعسفية من راتبه والطلاب من يعرف المدير وله قرابة فهو المميز والناجح والمنهج مكرر ولا يحتاج لأكثر من خمسمائة ريال انقدها للمراقب وقت الاختبار أو الجلوس قرب ابن المدير أو المعلم.
- قال المعلم: ربما قد حان الوقت لثورة على الأقل سوف أستطيع أخيرا تثبيت وظيفتي المعلقة منذ سنين ولن اضطر لتوسل أو للعمل بنصف وربع راتب .
- قال الموظف: ها قد جاءت الثورة لترحمني من عناء الوظيفتين فلا راتب الدولة شبه الثابت يٌشبع جهنم غلاء المعيشة وجهنم المدير اللاهث خلف رشوة ليتستر على خرقي لقانون منع الازدواج الوظيفي المخترق والممزق أصلا ولا الوظيفة الخاصة بدوام قاتل دائمة البقاء.
- قال الطفل لصاحبه :قال بابا بعد الثورة لن تعمل في الشارع بل ستدرس وتلعب دون أن تخاف من الغريب أو من العودة للبيت دون أن تكون قد جنيت قيمة الرغيف.
- قالت الطفلة لصاحبتها :قالت لي ماما بعد الثورة لن يضطر أبي لتزويجي صغيرة فالبنت كالولد كلاهما خرجا ليحررا هذا البلد .
- قال الصائم :أخيرا سيأتي رمضان بعد الثورة ونحن متأكدون أننا نفطر ونحن نرى ماذا تلتقط أيدينا وأين نضع اللقمة إن صح ما التقطناه وسترى أخيرا جباهنا موضع سجدتها بعد أن كانت الكهرباء تصك وجهها عنا في صرة ثلاث وعشرون ساعة في شهر الصيام
- قالت الصائمة : أنا متفائلة بشهر الصيام هذا العام فبعد الثورة نستطيع أن نشتري ما نشتهي ويشتهي صغارنا بنفس الأسعار قبل رمضان دونما استغلال لشهر الصيام بل وسنطهو ما نريد دون قلق من أزمة الغاز السنوية والثابتة مع اكتظاظ المخازن بالغاز بل وسأُزين يدي بالحناء للعيد وللعيد فقط وليس لأغطي أثار الحروق التي أصابتني من جراء قلي السمبوسة في الظلام
- قالت أم لا يزال قلبها يأن بأسماء أبنائها المحروقين :سيأتي رمضان بعد الثورة وستكون الذكرى الثالثة على موت أولادي بعد احتراقهم في الظلام بشمعه حاولت التهام الظلام إلا أنها التهمتم أولا بينما خرجت أنا لأفاجئهم بكسوة العيد وإذ بالموت يفاجئني برحيلهم ورحيل أعيادي القادمة كلها معهم ومبكرا فهل ستذكر الثورة أولادي ضحايا الظلام؟
- قالت عجوز طيبه : كنا في أمان (جني نعرفه أحسن من انسي ما نعرفه) لولا انقطاع الكهربا المتواصل وجرعات الغلاء المتتابعة وانقطاع الماء عن الأحياء لأربعين وستين يوما ورش المبيدات الغير مرخصة دوليا والمسببة لسرطان على الفواكه والخضروات وأزمة الغاز و البترول المفتعلة بين فينه وأخرى وبطالة أبنائنا الخانقة وامتلاء الشوارع بالمجانين والذين جٌنوا في الأصل من الوضع وتركوا في الشوارع ليزيدوا من الوضع و انعدام العلاج في المستشفيات الحكومية وعدم فعالية اغلب الأدوية لأنها مهربه ومدفونة في التراب قبل التهريب وتحطم الطرقات بعد المطر وكثرة الحوادث بسبب خراب الطرقات فلماذا بربكم كل هذه الثورة ؟
- قال مواطن: (اللهم ان كان هذا هو الحق من عندك فأمطر علينا حجارة من السماء)

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى