محمد جبريل - العصفور..

ـ 1 ـ
صحوت على زقزقة عصفور فى داخل الحجرة .
لمحته ـ وأنا بين اليقظة والنوم ـ فى زاوية السقف . بدا كحلم بجسده الصغير ، وزقزقته الجميلة ، وريشه المتداخل الألوان ..
أسرعت بإغلاق الباب والنافذة .
أرهقنى حتى استطعت أن أمسك به .
ـ 2 ـ
عدت إلى البيت ، وفى يدى قفص من الأسلاك الحديدية ، تتدلى من سقفه أرجوحة خشبية صغيرة .
وضعت البرغل فى الدرج الصغير على الأرضية البلاستيك .
دسست يدى تحت الصندوق ذى الثقوب الصغيرة ، فأمسكت به .
أدخلته فى القفص ، وأغلقت الباب .
ـ 3 ـ
صحوت على زقزقة العصفور . بدت عالية ، متواصلة ، كالاستغاثة .
كانت قطتى السيامية تحاول أن تصل إليه بمخالبها من خلال الأسلاك الحديدية ، والعصفور يتقافز داخل القفص ، ويطلق زقزقته المستغيثة .
أعرف العداء بين القط والكلب، وبين القط والفأر . لم أتصور علاقة ما بين القط والعصفور .
ـ 4 ـ
علقت القفص فى جدار الشرفة .
أغلقت الباب ، فلا تحاول القطة أذيته .
ـ 5 ـ
صحوت على صوت استغاثة العصفور فى موضعه داخل الشرفة ..
كان الطائر الضخم ـ لعله صقر أو نسر ـ يحاول أن يمد منقاره ومخالبه من بين الأسلاك . تطاير ريش العصفور الملون فى أرضية القفص ، وعلى الأسلاك .
ـ 6 ـ
استبدلت بالقفص قفصاً آخر ، أسلاكه متقاربة ، فلا تصل إليه مناقير ولا مخالب الطيور آكلة اللحوم . اطمأننت إلى أن اقتراب الأسلاك يحول دون وصول أذى أى طائر إليه .
ـ 7 ـ
صحوت على استغاثة العصفور ..
كانت " العرسة " تذوى جسدها اللين ، تحاول الدخول فى المساحة الضئيلة أسفل القفص .
ـ 8 ـ
وضعت القفص فوق الطاولة الصغيرة ، إلى جانب السرير .
أحكمت تغطيته بقماش ، كى لا أخاف على حياته .
ـ 9 ـ
صحوت على أصوات العصافير تغرد فى الخارج .
داخلنى اطمئنان بأن المخالب والمناقير لن تصل إلى العصفور ..
رفعت الغطاء ..
كان العصفور صامتاً ، لا يتحرك .

  • من مجموعة «إيقــــاعات» للقاص محمد جبريل



تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى