أحمد زلط - سمكتان..

قالت السمكة الأسيرة لجاراتها:
ـ لماذا أتى بنا الصيّاد من البحر الواسع إلى هذا الحوض الزجاجي الضيق؟
ردّت عليها الجارة في ثقة:
ـ الحوض يا صديقتي واسع كالبحر .. لكننا نركض ونعدو داخله، أو نرقص رقصاتنا الأخيرة حول جدرانه.
ـ كيف؟!
ـ تأملي من يطل علينا من روّاد المطعم! .. ألم تسمعي عن العيون الإنسية من قبل؟!
ـ بلى، يا صديقتي! .. لقد فهمت أن الحوض واسع، لكن عيون من يروحون ويجيئون .. يحدقون، و.. هي العيون الضيقة حقا!
فجأة .. ارتعد مجموع الأسماك المتقافز في حوض الأسر، لفت انتباه روّاد المطعم إلى الزاوية التي تعج بثورة الأسماك من داخل الحوض. لقد كانت أعين الناس طوّافة، لا تهدأ وهي ترمق أشتات الأسماك وأصنافه بالنظرات، و.. ، وأخيراً قال أحدهم للنادل:
ـ هات هذه مع تلك، أريد لحمها الطري مشويا على طاولتي بعد قليل.
نظرت السمكة لجارتها في صمت أسيف:
ـ إنا لله وإنا إليه راجعون .. النادل هو الآخر يشير إليك وإليَّ!
قالت السمكة الكبيرة للسمكة الأصغر:
ـ لكل أجل كتاب .. عرفت أخيراً قسوة العيون حين تصيد، فمن شرورها ما قتل!

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى