محمد مهران السيد - بدلا من الكذِب

لو أنها قالت سنلتقي غداً أو بعدَ غد
و اعتذرَتْ عن المجىءِ بعدَها...بلا سبب
لو أنها
لقلتُ في نفسي...لِمَ الضلالُ و السؤالُ و الكمد؟
و أنَّ للغيابِ ما يبرِّرُه
و ما استطاعَ أن يدينَني أحد
لكنَّنا لن نلتقي و لو للحظةٍ قصيرةِ الأمد
كنا كسائلينِ أعرجينِ في مدينةٍ
تعجُّ بالصَخَب
نُحسُّ مثلما يُحسُّ أهلُها بذلك الذي يحومُ فوقَنا
و أنَّ شيئاً ما يقومُ بيننا
كما يقومُ بينهم
و كان عجزُنا القديمُ_كالحياةِ لحظةَ الفراقِ_عجزَهم
و أنَّنا و أنَّهم
ننوءُ بالرؤى الحزينة
لكنهم كانوا على الدوامِ...يحتمونَ من شقائِهم بنا
و يهربونَ في جلودِنا
و يدفنونَ عُريَهم - كما النعامِ - في صقيع عرينا
و كلَّما مرَّتْ بنا الأيامُ في طريقِها
تُضيفُ للمخزونِ في عروقِنا
ففي الصباحِ لا نودُّ أنْ نعيشَ للظهيرة
و ساعةَ الغروبِ نحسدُ النهارَ إذ يموتُ قبلَنا
و عندما تسيلُ رعشةُ النجومِ في عيونِنا الضريرة
نقولُ من صميمِنا...يا ليتَها الأخيرة
لكي نغوصَ في سكينةِ الأبد
و ذاتَ يومٍ فُوجىءَ الصباحُ...أنَّها مضَت
تحجَّرَتْ بجانبي ظلالُها
و أنَّني أغمضْتُ عيني إذْ مضَتْ, و خنتُها
و بالسنينِ في مساربِ الخداعِ...بعتُها
و لن أراها مرةً أخرى لأعتذر
بأنني بشر
و منذُ أن فقدتُها
أموتُ في النَّهارِ مرَّتين...لو نسيتُها

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى