أحمد الزين - القُبلة الممنوعة

ياغُة الصدر من حر الجوى زيدي = أبتْ شفاءكِ حتى بالمواعيد
سحريةُ الفم لو مَست بقُبلتها = فَم العَي لحلت كل معقود
تكاد من رقةٍ تُغرِي مقبّلها = أن يحتسيها رحيقاً غير مورود
قد صاغها الله لما أشركتْ أممٌ = به وقال اشهدوا برهان توحيدي
قل للبخيلة جودي لالقيت جوي = إن كان يشفع لي قولي لها جُودي
وساعةٍ تحت أفياء الهوى سلفت = يا ساعة تحت أفياء الهوى عودي
ما ضر لو أنها في قُبلةٍ سنحتْ = منْت بوعدٍ وإن ضنت بموعود
هل حاذرتْ حر شوقي حين ألثِمُها = أن تُذبِل الوَردَ أنفاسي بتصعيد
رُحماك لليائِس الممطول يُقنعِه = من الوجود خيالٌ غيرُ موجود
ظمآن لا رَشفاتُ الماء صافيةً = تروي صَداه ولا بنتُ العناقيد
شفاؤه قبلةٌ لو أن محتضراً = داوَى بها الموتَ رَدت غير مَردود
فكم أقبل ثغرَ الزهر من شبه = بثغرك العَذْب في حُسن وتوريد
عينٌ مِن الخُلد من يَنهل بكوثرها = وِردَ الحياة يَفُزْ منه بتخليد
صوتٌ من القلب أمليه على فِمها = وعهدُ حًبٍ على الأيام ممدود
ولٍلقلوب لغاتٌ ليس يدركها = سوى فؤادٍ بنار الوجد معمود
حديثُ شوقٍ بلا حرفٍ ولا كلمٍ = تُفضى به شفتي للخد والجيد
معنىً من الحب يسمو أن أؤديةُ = بكل لفظٍ من الألفاظ محدود
اللفظ يَثقُل بالترديد مَوقعه = وتلك تحلو معانيها بترديد
دع الرسائل فيما لا تحيط به = تلك اللغاتُ ودَع صَوْغَ الأناشيد
فللشفاهِ على أمثالها لغةٌ = أحلى على السّمع من مزمار داود
أدتْ عن القلب ما يعيا اللسانُ به = كمنطق الطير غِريدٌ لِغريد
كم قُبلةٍ لا أرَى الدنيا لها ثمناً = فلا تبعْ معدودٍ بمعدود أحمد الزين



المصدر:
مجلة الرسالة - العدد 86
بتاريخ: 25 - 02 - 1935

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى