علي رياض - أرض الشك

أنا الساكن الوحيد في هذا العالم المسرع، لم أبرح مكاني حينما نبت الشوك، حتى صار مذاق شفتي مرا فلم تقبل الحياة فمي. أوصدت باب اليقين في قلبي فصار الشك أرضا لي، ومذاك روحي تبتعد، كلما أقدمت في المضي طرقت الأسئلة قلبي.
أرخيت ستائري فجاءني الحب يمتطي ضوء النهار، لم أدرِ أن انكساري سيفرق الضوء بهذه القسوة، يومها أمسكت بياقتي الهواء:
انظر لي! هذه عيناي تقطر الأحبار من جفنيها، وهذا الوجه ليس فراشة، جرحتني الولادة فسال أسفل تيارك دما أسود، يكتب الأيام على ورق رقيق، لم تجفف دمي أيها الهواء ولم أفقه من الأيام غير البقع السوداء الكبيرة.
أيها الألم.. آه أيها الحقيقي سواك اليقين، حتى الموت كذبة، زارني مرات ومرات وما أن يصفع وجهي الضوء يذوب في عتمة الوهم أو كما يسميها النيام عتمة النوم. سواك اليقين لساكن مثلي.
قالت الكتب العتيقة: إن العارف يغمض عينيه ويمد أنامله عبر الهواء فيلمس قلب العالم. أما أنا فسقطت في الظلمة وفتحت صدري للهواء المرائي، خفق قلبي ومر في أناملي الدم براقا بما يكفي ليضيء درب القلب، بحثت طويلا حتى أدركت أن لا قلب لهذا العالم.

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى