عبير خالد يحيى - القصة القصيرة كما جاءت في كتاب: الذرائعية في التطبيق

القص القصير .. التعريف الإصطلاحي:

فن أدبى منثور يتناول أحداث تتضمن أو تقوم على السرد أى متابعة عدد من الأحداث، وتكون:

أحداث متخيلة:

فالقصة، نص أدبي يسرد فيه الكاتب أحداثاً معينة، تجري بين شخصين أو عدد من الأشخاص، يستند في قصِّها على الوصف والتصوير، مع التشويق، حتى يصل بالقارئ إلى نقطة تتأزَّم فيها الأحداث وتسمَّى (العُقدة)، فيتطلَّع القارئ معها إلى الحلِّ الذي يأتي في النهاية. ويُشترط في القصة من الناحية الفنية أن تحتويَ على ثلاثة عناصر: تمهيد للأحداث، ثم عقدة تتأزَّم عندها الأحداث، ثم خاتمة يكون فيها الحل، والقصة تكون وسطًا بين الأُقصوصة والرواية، وهناك تقسيم يصنف القصة إلى قصة قصيرة وهى الأقرب إلى الرواية، والقصة القصيرة الأقصوصة لذا فالأقصوصة (القصير المكثف) والقصة القصيرة، نص أدبي سردي يصوِّر جانبًا خاصًّا من الحياة، ويكون التركيز فيها إما على الحدث أو على الشخصية، ولا يُعنى فيها الكاتب بالتفاصيل، ولا يلتزم ببداية ونهاية، وغالبًا ما تدور حول مشهد واحد، أو حالة نفسية ما، أو لمحة محددة .

أولًا- القصة القصيرة:

فن أدبي حديث لم يعرفه الأجداد على الرغم من أنهم عرفوا صوراً كثيرة للفن القصصي مثل الملحمة ولم تولد إلا مع ظهور الصحافة. كما تتراوح صفحاتها بين ثلاث صفحات وثلاثين صفحة، ولها مميزات خاصة نذكر منها:

1- تقوم القصة القصيرة على الحدث الواحد أي الفعل الواحد.

2- وحدة الانطباع.

3- القِصر.

4- الكشف عن جانب من جوانب الشخصية في لحظة التنوير.

5- ينبغي أن تشتمل على موقف إنساني يتطور نتيجة لفعل إرادي

6- التكثيف في الأسلوب والسرد

تعتبر القصة القصيرة من أقرب الفنون الأدبية لروح العصر، وانتقلت من التعميم كما في القصة الطويلة إلى التخصيص، واكتفت بتصوير جانب واحد من جوانب حياة الفرد أو زاوية واحدة من زوايا الشخصية الإنسانية، وذلك بشكل بشكل رمزي أو خيالي انزياحي سحري، وبإيجاز في كلمات منتخبة تؤدي إلى كشف الحقيقة أو تصوير رأي معين أو نقل انطباع خاص، كما أنها تتناول قطاعاً عرضياً من الحياة، وتدخل نظريات الأدب ومذاهبه من أبوابه الواسعة، وهي الآن أكثر ملاءمة للعصر الحديث المسمى بعصر السرعة، وهي تختلف عن الرواية التي تتناول قطاعاً طويلاً من الحياة، وهى أقرب للتوغل في أبعاد النفس، وليست مثل الرواية التي هي أقرب للتوغل فى أبعاد الزمان والمكان، لكن لا يعني ذلك أن القصة القصيرة لا تحوي زمكانية ....

عناصر القصّة القصيرة:

• البناء الفني

أولاً: الموضوع أوالفكرة: تتضمّن الهدف العبرة التي كتبت القصة من أجلها، وهي الدرس الذي يريدنا الكاتب أن نتعلّمه من وراء قصّته، لذلك يستحبّ الغوص في تفاصيل القصّة وفي العلاقة بين شخوصها، والتعمّق في الأفكار والأحداث الواردة .

ثانياً: الحدث: وهو موضوع عام أو حادثة أو مناسبة أو موقف، مرتّب وفق وقائع وأفعال تفيد الشخصيّة، حيث تبيّن الصراع فيما بينها، مع شخصيّات القصّة الأخرى، لتدور أغلب وقائع القصّة في محور هذه الشخصيات، حيث يضع الكاتب أبطالًا يروون الحدث، وقد يكون ممثلاً بـ (الأنا)، أو يأتي الحدث على لسان (راوٍ) يمكن له أن يقدّم المعلومات بهيئة كليّة أو مجزّئة، ربّما يكون الحوار القائم بين الشخصيات يبيّن مكان وزمان الحدث .

ثالثاً: الحبكة : وهو ملخص إخباري سريع للموقف، محدد مكانياً وزمنياً، وتكون وحدتها هي معيارها . وإنّ سؤال القارئ عن أهمّ الحوادث المشكّلة للحبكة، يبين الصراع الدرامي بين الشخصيات .

رابعاً: الشخوص : عادة ما تكون الشخوص في العمل القصصي موجودة في الحياة الحقيقيّة، ويقوم الكاتب بعرضها بشكل واضح تبعاً لأبعاد معينة سنذكرها لاحقاً في الفصول القادمة

خامساً: العقدة وهي النقطة التي تقر تغير التحول في الصراع الدرامي إلى حل...

سادساً: الحل وهو الانطلاق من العقدة لحل المشكل حتى بلوغ النهاية...

سابعاً: النهاية وهي النقطة التي ينتهي عندها الحدث إما حزنًا أو فرحًا

البناء الجمالي:

• الأسلوب
• الحوار
• الصور البلاغية
• السرد
• الشخصيات

ثانيًا- القصة القصيرة المكثفة (نشرت في المقالة السابقة)


د. عبيرخالد يحيي
لجنة الذرائعية في حركة التصحيح والتجديد والابتكار في الأدب العربي

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى