ديوان الغائبين ديوان الغائبين : عبدالودود بن عبدالله - موريتانيا - 1824 - 1853

عبدالودود بن عبدالله بن أحمد بن انجُبْنان.
ولد في الشمال الغربي الموريتاني، وتوفي في بلدة تنيدن (الشمال الغربي الموريتاني).
عاش في موريتانيا.
تلقى تعليمه في محضرة جده، وكانت لها شهرة في بلاده، فتعلم فيها العلوم العربية والإسلامية، كما درس ألفية ابن مالك بطرة بن بونة.
عمل معلمًا، وكان من أشهر علماء النحو في بلاده.
انتسب إلى الطريقة القادرية في التصوف، وأخدها عن الشيخ سيديا الكبير.

الإنتاج الشعري:
- له مقطوعة شعرية في كتاب «الوسيط في تراجم أدباء شنقيط»، وشعر مخطوط بحوزة أسرته.

الأعمال الأخرى:
- له: «روض الحرون على طرة بن بونة» - تحقيق محمد الأمجد بن اباب، ومحمد الأمين بن محمد محمود - غير منشور - المدرسة العليا للتعليم - نواكشوط 1983، وله منظومة في العروض، ونظم في تاريخ الأدب، وفتاوى فقهية، بالإضافة إلى كتاب بعنوان: «مآسد العرب» تحدث فيه عن المواطن المشهورة عند العرب بوجود الأسود فيها.
قصائده قصيرة إلى متوسطة الطول تلتزم الوزن والقافية، تقليدية الطابع، تتنوع الأغراض التي عالجها بين الإخوانيات والمساجلات والغزل والوصف، والعتاب والشعر التعليمي، يميل إلى المحسنات البديعية والحلى اللفظية والتصريع الذي يلتزم به في مقطوعات كاملة، شعره يُنبئ عن شاعرية كان يمكن أن يعلو نجمها لولا
حياته القصيرة التي لم تقترب من نهاية عقدها الثالث، كما أن قصائده المصرعة تبرهن على اتساع معجمه اللفظي وقدرته على تصريف المعاني.

مصادر الدراسة:
1 - أحمد بن الأمين الشنقيطي: الوسيط في تراجم أدباء شنقيط - مكتبة الخانجي - القاهرة، ومؤسسة منير - موريتانيا 1989.
2 - المختار بن بون: الجامع بين التسهيل والخلاصة المانع من الحشو والخصاصة (مخطوط).
3 - محمد المختار ولد ابّاه: تاريخ النحو في المشرق والمغرب - المنظمة العربية للتربية والثقافة والعلوم - تونس 2001.
4 - يحيى بن البراء: ألفية ابن مالك وأثرها في الثقافة الموريتانية - المدرسة العليا للتعليم - نواكشوط1982.
5 - مقابلة أجراها الباحث محمد الحسن ولد المصطفى مع محمد سالم بن أحمد بزيد - نواكشوط 2003.
مراجع للاستزادة:
- محمد عالي بن سيد بن سعيد: رسالة في الجيم (مخطوط).

* عتابُ تلاميذَ جاحدين

أبَى لـيَ سلـوانَ الربـابِ أبَى لِيا = خـيـالٌ متى هـوّمتُ وَهْنًا سمـا لـيـا
خيـالُ التـي قادت إلى الجهل والصِّبـا = فؤادي فأعطـاهـا القـيـادَ فؤاديـا
أُسلّي فؤادي عـن هـواهـا بحـيلـتي = فأعـيـا ومـا يـزداد إلا تـمـاديـــــــا
وقـد ذهـبتْ بـالعقـل إلا أقــلَّه = وبـالجسم مـنـي والربـابُ كـمـا هـيـــــا
وقـد مزّقتْ قـلـبـي بضعفِ جفـونها = كـمـا مزّقتْ «مـيجـاتُ» عـمْدًا كتـابـيا
ومـا كـنـت أحجـو والـحـوادثُ جـمَّةٌ = كتـابـيَ ممزوقًا بأيـدي تلامـيــا
لعـلَّمْتُهـم حتى إذا مـا تعـلّمــوا = عـلـومًا وآدابًا رأونـي مُعـاديــــــــــا
وعـيّرنـي «مـيجـاتُ» بالجهل ضلَّةً = فقـلـت لهـم: لِمْ تقذِفـونـي بـدائـيا
وعـلَّمْتكـم عـشـريـن وصـفًا محرِّرًا = أدلَّتهـا لله جلَّ الثـمـانـيـــــــــــــا
وعـلَّمتكـم أضدادَهـنَّ مــــــــــنزِّهًا = إلهَ الـورى عـنهـا تعـالى إلهـيــــــــا
وعـلَّمتكـم مَنْ كان للحـال مثْبِتًا = وعـلَّمتكـم مـن كـان للـحـال نـافـيـــــا
ومستدركُ الإدراكِ لـم أنسَ قـوله = ومـن قـال إنَّ العـلـم قـد كـان كـافـيــا
وفرَّقتُ مـا بـيـن السـوالـبِ والـتي = تُسمَّى لـدى أهل الكلامِ معـانـيــا
وعـلّمتكـم مـا جـاز فـي حقِّ ربِّنا = وفـي حق رُسْلِ الله قـد كـنـت واعـيـا
وعـلّمتكـم مـا كـان للرسل واجـبًا = ثلاث صـفـاتٍ مـثلهـنَّ نـوافـيـــــــــــا
وعـلّمتكـم نحـوي وأسمـاءَ أهلِه = وعـلّمتكـم تصريفـيَ الـمتسـامـيــــا
فإن تطلـبـوا مـنـي الرضـا أرضَ عنكمُ = وإن تكـنِ الأخرى فلستُ براضـيـا

***

* دار آبوط

لله مـا هـاج لـي مـن دارِ «آبــوطِ» = لـمّا مـررتُ بـهــــــــــــا مغبرَّةَ الغُوطِ
وقفتُ فـيـهـا بـ «نـونٍ» غيرِ معجمةٍ= تَخْدي بـ «راءٍ» بفتح العَيْنِ مضبـوط
جـاءت بـه مـن بـلاد الغرب جـافلةً = أرض العـدو وأجـيـال السمـامـيـط
حـلَّتْ معـاهِدَهـا عُزْلاً دمـوعـيَ من = شوقـي إلى أهلهـا حلَّ الأناشيط

***

* أخشى على القلب

أخشى عـلى القـلـب مـن عـرفانِه خَبَلاً = ربعًا بـمَرْيـمِه قـد كـان مزدانـا
خَشـيًا وخِشـيًا ومخشَاةً ومخْـيةً = وخَشْيَةً وخَشـاةً ثـم خِشـيـانـــــــا

***

* ما لسُليْمى من شبيه

مـا لسلـيـمَى مـن شبـيـهٍ في الأممْ = كأنهـا شمس الضحى أو بـدْرُ تِمْ
أو درَّةٌ قـد أُخرجت مــــن قَعْرِ يَمْ = غاصَ لهـا غَوّاصهـا ثـــــــم ارتسم
حتى إذا مـا راءَهـا بعـدُ ابتسم = أو أمُّ خِشْفٍ خُذِّلـتْ عـلى عـلــــــــــــــم
تـرعَى الخُزامـى والـبشامَ والسَّلَم = بجـانـب «الـمـلـحس» أو فرْدِ الأجـم
تـوجَّستْ رِكْزَ ابن داةٍ، مــن أَمَم = فراعَهـا صـوتُ القنـــــيصِ ذي القَرَم
إلى ثلاثٍ كمهازيلِ الغنم = قـد كن مـن عاداتِه إذا احْتَزم
أن يضعَ اللـحـمَ لهـا عــلى وَضَم

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى