حسين علي محمد - ليل آخر!.. قصة قصيرة

كما يقراُ الموتُ الخريفَ المُصفِّدا
كدتُ أكتبُ ـ يا نجوى ـ قصيدةً مهداة إلى الشاعر عبد الله البردوني، وهذا مطلعها المأمول .. لكني توقفتُ بعد هذا الشطر!
لماذا تموت أحلام كثيرة قبل أن تولد؟!
الطريق إلى صنعاء مازالت طويلةً!
وقد استسلمت سفن الموتى المنهكة، مساءً للقرصان العجوز، الذي وقفَ ـ غبيا ـ كالعادةِ، عند قرية «الكميم» معصوبَ الرأس، يغسل موجَ الشاطئ في السد! .. ولا يني يتعذب من غياب أفقِ الوحدةِ اليمنية المؤجلة ... ويعد الجثث الملقاةَ على ثبجِ الرملِِ تباعاً: واحدةً ..، ثنتيْنِ، ثلاثاً، ... خمسينْ!
...
هذا ليلٌ آخر يا نجوى!
أفرُّ فيه من حصار القصيدة، فلا أجد فيه إلا وجهك القمري الذي يمنح للوجود معنى!
الظلامُ يُحاصرنا قبل أن نصلَ إلى «معبر»!
ما هذا الظلام الجامح .. الذي يُهاجمنا من كل جانب، ويكاد يخفي أيَّ أثرٍ للسيارة المتأرجحة على الطريق الرملي الضيق بين الجبال الوعرة؟!!
ليلٌ آخرُ يأتي إليَّ مكسوراً، وجريحاً، وأنا وحدي أتأملُ في سفن الرملِ، والمراكب الشمسيةُ لا تُطفئ سراجك الباهتَ، وتحملُ نصلََ الليل، لتقتلَ منْ تجدُهُ يُحدق قي ضوء القمر، محدثاً نفسه بوحدةٍ محتملة.

الحديدة 24/1/1986م


* من عندما تكلم عبد الله الصامت! حسين علي محمد

تعليقات

لا توجد تعليقات.
أعلى